Page 76 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 76

‫هرقل ر في حين سار شهر بازار بقواته لمهاجمة القسطنطينية مع الآفار‪ .‬وقد تمكن هرقل من‬
‫مواجهة كل ذلك بنجام باهرر فقد أرسل قسما من جيشه للدفاع عن القسطنطينيةر وأرسل تعليمات‬
‫عسكرية في كيفية مواجهة الهجوم المزدوج على عاصمتهر ثم عهد هرقل لأخيه تيودور بمواجهة‬
‫شاهينر وسار ببقية جيشه إلى جنوب شرق البحر الأسود بغية التحال مع الخزر ومع القبائل‬
‫القوقازية المسيحية‪ .‬ونجحت تلك الخطط فقد تمكن المدافعون عن القسطنطينية في صي عام ‪626‬م‬
‫من إفشال حصارها وإحباي هجوم الآفار والفر واستطاع شقيل هرقل التغلب على شاهين ونجح‬

              ‫هرقل في أن يضم إليه أربعين أل مقاتل من الخزر وغيرهم من القبائل القوقازيةإ‪1‬ر‪.‬‬

‫ومن عجب أن فشل حصار القسطنطينية من جانب الآفار والسلاف والفر في صي سنة‬
‫‪626‬م قد أعقبه ببضعة أشهر حصار المسلمين في المدينة من جانب الأحزاب في غزوة الخندق‬
‫وذلك في شوال سنة ‪5‬هـ الموافل لشهر فبراير ‪627‬م وفشل الأحزاب في اقتحام المدينة مثلما فشل‬
‫الفر والآفار والسلاف في اقتحام القسطنطينية ر وهناك تشابه كبير بين حوادث حصار كلا‬
‫العاصمتين حتى انتهى حصارهما بالفشل الذريع‪ .‬وهذا التشابه العجيب في حوادث حصار‬
‫القسطنطينية مع حصار المدينة يوضح أن الله تعالى قدَّر أن تجري حوادث الحرب الفارسية الرومية‬

                                     ‫وفقا لما استفتح به المسلمون والمشركون عن تلك الحربإ‪2‬ر‪.‬‬

‫وبدأت حملة هرقل الأخيرة والحاسمة في سنة ‪627‬م حيث زح من أرمينية متجها بقواته‬
‫قاصدا قلب بلاد فار ر والتقى بجيش الفر الرئيس الذي كان يقوده رازات‪ .Rhazates‬ودارت‬
‫المعركة الحاسمة في ‪ 12‬ديسمبر ‪627‬م بالقرب من خرائب بلدة نينوى القديمة إ بجوار الموصل‬
‫الحاليةرر وأحرز هرقل انتصارا ساحقا حيث قتل قائد الفر رازات ر وثلاثة من كبار القادة التابعين‬
‫القليل من‬  ‫هرقل سوى‬    ‫ولاذ الناجون بالفرار‪ .‬ولم يتكبد‬     ‫جيش الفر‬                    ‫أكثر من نص‬    ‫اللهرخسواأئ مبير‪.‬دَ‬
‫ما يستطيع‬  ‫من العساكر‬  ‫الحربر فلم يعد لدى كسر أبرويز‬    ‫المعركة مصير‬                  ‫ولقد قررت هذه‬
‫به مواجهة هرقلر بالإضافة إلى انهيار معنويات الفر وسخطهم على ملكهم كسرى الذي أشعل هذه‬
‫الحرب الطويلة‪ .‬وأصبح الطريل أمام هرقل مفتوحا للاستيلاء على المدائن عاصمة الفر ر واندفع‬
‫هرقل بجيشه نحو المنايل الفارسية الرئيسة والتي تقع فيها قصور كسرى الشهيرةر فاستولى على‬
‫أن‬  ‫بعد‬  ‫الأخرى‬  ‫مفيديهنةمإلنىغأناخئمر نىفيوسهةررقولد َيمرسيبرقيفةيق أثصروهإر‪3‬ر‪.‬كسرى‬  ‫قصر داستاجرد‪ Dastagerd‬وحاز ما‬
                                                                                      ‫غنم ما فيها‪ .‬وأخذ كسرى يهرب من‬

‫وقبل أن يصل هرقل إلى المدائن حدث من التطورات داخل مملكة الفر ما أوق الحرب‪.‬‬
‫فقد ثار قباد شيرويه على أبيه كسرى أبرويز واعتقله ثم قتله واستولى على العرش في فبراير‬
‫‪628‬مر وأرسل سفارة مع هدايا كثيرة إلى هرقل يلتمس منه عقد السلام بين الجانبين والاعتراف به‬
‫ملكا على الفر ر فرد عليه هرقل يطيب خايره ويخبره بشرويه للصلح المتمثلة في إعادة الحدود‬
‫إلى ما كانت عليه قبل قيام الحربر والجلاء عن جميع البلاد التي استولى عليها الفر ر وايلاق‬
‫سرام الأسرى مع الضمانات الكافية لعودتهم سالمين إلى ديارهم وإعادة صليب الصلبوت إلى الروم‪.‬‬
‫فالتزم شيرويه بتلبية كل تلك الشروي وتنفيذها على الفور‪ .‬كما ابتهج شيرويه بما جاء في رد هرقل‬

‫; ‪(91) Theophanis: op. cit. pp. 484 – 486 ; Stratos: op. cit. pp. 161 – 193‬‬
‫;‪Vasiliev : op. cit. vol. I, p. 197; Ostrogorsky : pp. 102 – 103‬‬

                       ‫يىس‪ ،‬ال بس فر سىرة ج‪ 2‬الم ل ال ايبع ص ‪500‬؛ للأل ي ال ىا الميجع‬

                                                        ‫السف ق ص ‪.324 – 294 257 – 254‬‬

    ‫(‪ )2‬ا ادي د‪ ،‬حدىا حصدفر القسدىنىلأنلأة للألد يد ال دىا الميجدع السدف ق ص ‪ 318 – 295‬اقدفرن حدىا‬

‫حصدفر القسدىنىلأنلأة ند للألد يد ال دىا ب دىا حصدفر الم يندة ند طدي حد‪ ،‬العمديم السدلأيا النيى دة‬

‫ج‪ 2‬ص ‪432 – 418‬؛ حه م ر‪:‬ع الله السلأيا النيى دة دي دىءا االمصدف ر اس دللأة ص ‪457 – 443‬؛‬

‫الميددفرطفىرم اليحلأددق الم ةددىم ص ‪351 – 338‬؛ الصددى ف ي السددلأيا النيى ددة طمددف جددفءت ددي اسحف يدد‬

‫الص لأ ة ج ‪ 3‬ص ‪ .116 – 79‬لةديا الةشدفب االةمدف ي الع لأدب دي ال دىا ؛ ا مكد‪ ،‬سم بفحد سن يعقد‬

               ‫المةشف هة ي حصفر الم ينةلأ‪ ،‬ي ب حسةقي ييلغ ش ايت الصف فت !!!‬           ‫حقفرة بفل ىا‬
‫; ‪(93) Theophanis: op. cit. pp. 487 – 500 ; Sebeos : op. cit. p. 83‬‬
‫; ‪Stratos : op. cit. pp. 200 – 220 ; Ostrogorosky: op. cit. p. 103‬‬
‫;‪Vasiliev : op. cit. vol. I, p. 197 – 198 ; Moshe Gil: op. cit. pp. 7 – 8‬‬

                       ‫يىس‪ ،‬ال بس فر سىرة ج‪ 2‬الم ل ال ايبع ص ‪.551‬‬

                       ‫‪75‬‬
   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80   81