Page 80 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 80

‫إسحاق ر إ‪1‬ر ثم أورد التفاصيل ونص رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقلر وختم نقله عن ابن‬
‫إسحاق بقوله و إ وهذا حديث مشهور من حديث محمد بن إسحاقر وهو ذو علم وبصيرة بهذا الشأن‬
‫فحف ما لا يحفظه غيرهر إ‪2‬ر‪ .‬فهل سمع أولئك المستشرقون بكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية؟ وهل‬
‫عرفوا أن كتابه من أوسع المصادر الإسلامية فيما يتصل بالعلاقات مع النصارى في عصر النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ؟ ليس هذا وحسب بل إن معظم من كتب سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بعد‬

             ‫عصر الطبري أوردوا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل نقلا عن ابن اسحاق‪.‬‬

‫الب–خأاوريَج مهولمواس‪-‬لمأ رهمحيمثص أدوريرند‬  ‫أن هؤلاء المستشرقين تجاهلوا‬    ‫كله‬  ‫و والأعجب من هذا‬     ‫ثالثا‬  ‫لسيرة‬
                                             ‫القرآن الكريم ر وهما صحيحي‬     ‫بعد‬  ‫صلى الله عليه وسلمر‬  ‫النبي‬
‫الشيخان إ البخاري ومسلم ر خبر إرسال رسالة النبي المشهورة إلى هرقلر ونص الرسالةر والحوار‬
‫الذي دار بين أبي سفيان وهرقل وأخبار كثيرة تتعلل بموق هرقل إزاء رسالة النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم إلى هرقلإ‪3‬ر والمعروف لدى العلماء المسلمين الشروي الصارمة التي وضعها البخاري ومسلم‬
‫لكل راوي في سلسلة السند حتى تقبل روايتهر لدرجة أنهما لا يقبلان رواية ابن اسحاق ولذلك جاءت‬
‫روايتهما عن رواة آخرين عن الزهري‪ .‬والمسلم به عند المسلمين أن روايات البخاري ومسلم يفوقان‬
‫في الموثوقية روايات ابن اسحاق لدرجة أن ابن اسحاق لا يعد بجانبهما شيئا مذكورا فكي ينكر‬
‫هؤلاء المستشرقون رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل وهي موجودة في الصحيحين‪.‬‬
                                             ‫وجاءت أيضا عن ابن اسحاق خلافا لزعمهم الكذوب ؟؟؟‬

‫ومهما يكن من أمر فقد وصلت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عندما جاء إلى‬
‫الشام من القسطنطينية في سنة ‪629‬مر وسار من حمص إلى بيت المقد ماشيا على قدميه ليصلي‬
‫فيه شكرا لله الذي نصره ورد إليه ما فقده‪ .‬وفي بيت المقد وصلته رسالة النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫مع دحية بن خليفة الكلبي والتي نصها و إ بسم الله الرحمن الرحيم‪ .‬من محمد عبدالله ورسوله إلى‬
‫هرقل عظيم الرومر سلام على من اتبع الهدى‪ .‬أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلامر أسلم تسلم يؤتك‬
‫فإكلنمةتو َّلسوواا فءقبويلننواا‬  ‫تعالوا إلى‬  ‫إثم الأريسيين‪ .‬ويا أهل الكتاب‬  ‫فإن عليك‬  ‫فإن توليت‬     ‫مرتين‪.‬‬   ‫الله أجرك‬
                                 ‫دون اللهر‬   ‫شيئا ولا يتخذ بعضنا أربابا من‬  ‫نشرك به‬   ‫إلا الله ولا‬  ‫لا نعبد‬  ‫وبينكم أن‬
                                                                                      ‫اشهدوا بأنا مسلمون ر إ‪4‬ر‪.‬‬

‫وقد اتخذ هرقل موقفا من دعوة النبي صلى الله عليه وسلمر أعدل وأقرب إلى الحل من سائر‬
‫الزعماء النصارى الذين جاءوا بعدهر والذين اتصفت مواقفهم بالتشويه والتلفيل المعجونة بروم الظلم‬
‫والبغي والعدوان‪ .‬فأخذ يبحث عن بعق النا الذين لهم صلة بالنبي صلى الله عليه وسلمر فعلم‬
‫بوجود جماعة من تجار قريش كان فيهم أبو سفيانر فأحضرهم إلى مجلسه وسألهم عن يريل‬
‫الترجمان و إأيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ ر فقال أبو سفيان و إ أنا أقربهم نسبارر‬
‫فأدناه منه وق ّرب أصحابهر وأمرهم أن يواجهوه بالتكذيب إذا كذب في أجوبته‪ .‬فأخذ هرقل يسأل عن‬
‫أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان يجيبه بصدق خوفا أن يؤثر عنه الكذب‪ .‬ونصوص ذلك‬
‫التحقيل الذي أجراه هرقل مع أبي سفيان مروية في الصحيحين عن الزهري وفي كثير من مصادر‬
‫السيرة عن محمد بن اسحاق‪ .‬واستنتج هرقل من أجوبة أبي سفيان أن محمدا صلى الله عليه وسلم نبي‬
‫حقا وقال في ختام كلامه لأبي سفيان و إ فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتينر وقد كنت‬
‫أعلم أنه خارج ولم أكن أظ ُّن أنه منكمر فلو أعلم أني اخلص إليه لتجشمت لقاءهر ولو كنت عنده لغسلت‬

                                             ‫(‪ )1‬ال ىاب الص لأح لم‪ ،‬ا ي‪ ،‬المسح ج‪ 1‬ص ‪.282 – 279‬‬
                                                                           ‫(‪ )2‬المص ر فس ج‪ 1‬ص ‪.282‬‬

‫(‪ )3‬الي دددددددفرم طةدددددددفب ددددددد ء الدددددددىحي حددددددد ي رقدددددددا ‪ ( 7‬دددددددةح اليدددددددفرم ج‪ 1‬ص ‪)43-42‬؛ ددددددد لأح‬
 ‫حسددددددلا بشددددددديح النددددددىام ج ‪ 12‬طةددددددفب ال هددددددف االسدددددددلأي بددددددفب طةددددددب النيددددددي ددددددل الله للأدددددد‬

                                                                               ‫اسدلا ص ‪.111-103‬‬
‫(‪ )4‬الي ددددددددفرم حدددددددد ي رقددددددددا ‪ ( 7‬ددددددددةح اليددددددددفرم ج‪ 1‬ص ‪)43‬؛ دددددددد لأح حسددددددددلا بشدددددددديح النددددددددىام‬
‫ج‪ 12‬ص ‪108 – 107‬؛ الىيدددددددددددديم ج‪ 2‬ص ‪ 649 – 648‬قددددددددددددلا دددددددددددد‪ ،‬ا دددددددددددد‪ ،‬اسدددددددددددد فع؛‬

                              ‫ا ‪ ،‬لأملأة ال ىاب الص لأح ج‪ 1‬ص ‪ 280 – 279‬قلا ‪ ،‬ا ‪ ،‬اس فع‪.‬‬

                                      ‫‪79‬‬
   75   76   77   78   79   80   81   82   83   84   85