Page 75 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 75

‫كان هرقل قد ظن أنه بتلك الانتصارات في يريقه إلى أن يصبح سيدا على العالم بعد أن غزا الفر‬
‫في عقر دارهم وأن نهاية الحرب ستكون في صالح الرومر فإن مشيئة الله وإرادته فوق كل شئر ذلك‬
‫أن معركة بدر هي التي قررت مصير الجماعة المؤمنة ورسمت مستقبل الفر والرومر بل ورسمت‬
‫مستقبل البشرية جمعاء‪ .‬ولذلك فإن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قبل خو معركة بدر عندما‬
‫قال إ اللهم إ ّن َك إ ْن ته مل ْك هذه ال معصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأر ر إ‪1‬ر‪ .‬كان دعاء عميقار‬
‫يَفموننعكا‪.‬صسصررروههَماشذلانلوهيكَيتعم َشهاعطميءنأاو}رص‪.‬مدعحفناابلعىلهميأعلهنيمعكىموشفلنمرالتقذتملوهلاكمهل‪.‬منتقيؤعدامطلنلةيىانعلفلإبننيىطلصذسلاوركقرالةللمهااعلقليرهحدمةدسوافثلمإيم{سبلندَاواميَر ْوسلنتَتمقمئبسٍذصاورَيلداْف َرحععالمفظىايل ْلمملالعْؤنقبماكمئبنيدوتاَنلفبصلهر* اى مبل َناملل ْهوشصا ملررعكرلّيليو َّلامهنم‬
‫وسلم وأصحابه عندما عاد من بدر إلى المدينة حيث لقيه من لم يحضر معركة بدر من المسلمين‬
‫يهنئونه بنصر الإسلامإ‪2‬ر وليس بنصر الرومر والفرم فيما يتعلل بنصر الروم هو الفرم فقط بتح ّقل‬
‫المعجزة العجيبة التي أخبر الله بها عندما سقطت بيت المقد بيد الفر ر فانتصار الروم هو إعجاز‬
‫ودليل من دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأن القرآن هو من عند الله الذي أنزله بالحل على‬
‫نبيه وليس افتراء مثلما زعم المشركون !!! ذلك أن نصر الروم في حد ذاته لم يعد يعني شيئا بالنسبة‬
‫للمسلمين‪ .‬فبعد تشريع الجهاد لم يعد للجدل مع المشركين مكان وأصبحت كلمة الفصل معهم في‬

                                       ‫ميادين الجهاد‪ .‬إذ لا بدَّ من القضاء على الشرك والجاهلية‪.‬‬
‫أمضى هرقل شتاء ‪624‬م في منطقة القوقاز فحاول كسرى أبرويز الانتقام لهزائمه فأرسل‬
‫ثلاثة جيوش جديدة عليها أشهر قادته مثل شهر بارازر وشاهين المتمرسين في حروب الرومر لكن‬
‫هرقل استطاع أن يضم إليه عددا من قبائل القوقازر وبعد مناورات بارعة وجهود مضنيةر تمكن‬
‫هرقل من إنزال الهزائم المتتابعة بتلك الجيوش وتشتيت شملها‪ .‬ولم يمنع هرقل– بعد سيطرته على‬
‫أرمينية – من العودة لمهاجمة بلاد فار في ذلك الوقتر سوى انسحاب حلفائه من القوقازيين‬

                                                                      ‫وعودتهم إلى ديارهمإ‪3‬ر‪.‬‬
  ‫علم هرقل وهو في أرمينية أن الآفار تحالفوا مع الفر لمهاجمة القسطنطينيةر وأن الفر‬
‫بدأوا الاستعداد لإرسال قوات جديدة نحو القسطنطينية‪ .‬فغادر هرقل أرمينية نحو بلاد الشام عائدا إلى‬
‫بلاده عبر قيليقية‪ .‬لكنه واجه في قيليقية جيشا فارسيا كان يقوده شهربارازر وتعجل جنود الروم في‬
‫الهجوم على الفر عند نهر سيحانإ‪4‬ر في آخر مار سنة ‪625‬م‪ .‬الأمر الذي أحدث اضطرابا في‬
‫صفوف الروم وتمكن الفر من هزيمتهم ر وتمكن هرقل بعد ذلك من جمع بقايا جيشه وانسحب‬

                                           ‫شمالا إلى سيوا لمراقبة تحركات الفر والآفارإ‪5‬ر‪.‬‬
‫ومن عجب أن هذه الهزيمة التي حصلت لهرقل قد تزامنت مع معركة أحد التي حدثت في‬
‫منتص شوال سنة ‪ 3‬هـإ‪6‬ر الموافل لنهاية مار ‪625‬م‪ .‬فكانت الكبوة الوحيدة التي حصلت لهرقل‬
‫منذ بداية حملاته سنة ‪622‬م وحتى انتصاره النهائي والحاسم في سنة ‪628‬م‪ .‬مثلما كانت معركة أحد‬

                                       ‫الخسارة الوحيدة للمسلمين منذ معركة بدر وحتى فتح مكة‪.‬‬
‫وحشد كسرى من جديد كل ما أمكنه من قوات وعهد بقيادتها إلى شاهين وأرسلها لمقاتلة‬

‫(‪ )1‬س يج حسلا ي طةفب ال هف بفب الإح ا بفلملائرة ي لشاا ر لأح حسدلا بشديح الندىام ج‪ 12‬ص ‪84‬؛‬
‫االإحفم سحم ي حسدن ه ج‪ 1‬ص ‪30‬؛ االةيحدذم دي س دىاب الةفسدلأي فسدلأي سدىرا اس فدفا حد ي رقدا ‪5075‬؛‬
‫اس يج الي فرم ي طةفب المغف‪:‬م بدفب قصدة لدشاا د ر لفد‪ ...( .‬اللهدا ان شدئت لدا عيد ) ديقا (‪ )3953‬دةح‬

                                                                                 ‫اليفرم ج‪ 7‬ص ‪.335‬‬
‫(‪ )2‬ا اي سلأيا ا د‪ ،‬شدفم قلأدق سحمد ح دف‪:‬م السدقف ار الةد اي العيبدي القدف يا د ان دفر ج‪ 2‬ص ‪429‬؛‬

                  ‫في اليحم‪ ،‬الميفرطفىرم اليحلأق الم ةىم حكة المكيحة ‪ 1400‬د‪1980 /‬م ص ‪.254‬‬
  ‫;‪(87) Theophanis: op. cit. pp. 475 – 480 ; Sebeos: op. cit. pp. 81-83‬‬
  ‫; ‪Stratos: op. cit. pp. 158 – 159‬‬

                                                          ‫للأل ي ال ىا الميجع السف ق ص ‪.249 – 245‬‬
                                             ‫(‪ )4‬ا ى النهي الذم ىلق للأ الم ايجع الغيبلأة اسا سفران‪.sarus‬‬
  ‫; ‪(89) Theophanis: op. cit. pp. 481 – 484‬‬

                                                          ‫للأل ي ال ىا الميجع السف ق ص ‪.253 – 251‬‬
                                                 ‫(‪ )6‬ا اي العميم السلأيا النيى ة الص لأ ة ج‪ 2‬ص ‪.378‬‬

                                      ‫‪74‬‬
   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80