Page 70 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 70

‫المشركون ووجدوا فيها فرصة للشماتة بالمسلمين والتفاىل بنصر العقيدة الوثنية على عقيدة التوحيد‬
‫وأخبر بمكان المعركة وهي أدنى الأر إلى أر العربإ‪1‬ر في الشام‪ .‬ثم أخبر بالأمر الأهم وهو‬
‫انتصار الروم الذي سيحدث في المستقبل القريب بعد بضع سنينر والبضع كما ف َّسره النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم هو دون العشرإ‪2‬ر‪ .‬والأمر كله لله من قبل ومن بعدر وهو ينصر من يشاء‪ .‬وعندما يتحقل‬
‫ذلك النصر الموعود للروم يفرم المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء‪ .‬ذلك أن شماتة المشركين‬
‫ستعود عليهم‪ .‬ومن عجب أن انتصارات الروم القادمة سوف تتزامن – كما سنرى – مع انتصارات‬
‫المسلمينر وعندئذ لا يكون فرم المؤمنين بنصر الروم فقط بل بنصر الله لهم على المشركين‪ .‬وهذا‬
‫الخبر المعجز بانتصار الروم بعد بضع سنينر ليس نبؤة تقال أو توقع يحدث‪ .‬بل هو وعد من الله لا‬
‫بد من وقوعه على أر الواقع لأنه صادر من خالل الكون ومق مدّر الأشياء صاحب المشيئة المطلقة‬

                                         ‫بحيث لا يكون في الوجود إلا ما يريد ويشاء ويختارإ‪3‬ر‪.‬‬

‫وخرج أبو يكر الصديل رضي الله عنه من عند النبي صلى الله عليه وسلم جذلا فرحا وهو‬
‫يقرأ تلك الآيات البينات بأعلى صوته ليسمع كفار قريش فقال له الملأ من المشركين إ ما هذا يا ابن‬
‫أبي قحافة لعله مما يأتي به صاحبك ؟ قالو لا والله ولكنه كلام الله وقوله – تبارك وتعالى – قالوا و‬
‫فذاك بيننا وبينك إن ظهرت الروم على فار في بضع سنينر فراهنهم أبو بكر ففتح الله للروم على‬

   ‫فار دون التسعر فأسلم عند ذلك خلل كثير من المشركين ر إ‪4‬ر‪ .‬بعد أن تحققت المعجزة على أر‬
                                                                                      ‫الواقع‪.‬‬

‫أما الطبري فيق مدّم رواية أكثر تفصيلا‪ .‬حيث أورد في تاريخه خبر الرهان بسنده فقالو إ‪....‬‬
‫فخرج أبي بكر الصديل إلى الكفارر فقال أفرحتم بظهور إخوانكم على إخواننا ؟ فلا تفرحون ر ولا‬
‫أبع ّشيرب قنلاخئلصإال‪5‬رجرمحمن ّيري‬  ‫الروم على فار ر أخبرنا بذلك نبينار فقام إليه‬  ‫يقر َّن الله أعينكمر فوالله ليظهرن‬
                                    ‫أبو بكر و أنت أكذب يا عدو الله‪ .‬فقال أناحبك‬   ‫فقال و كذبت يا أبا فصيلر فقال‬
‫عشر وعشر قلائص منكر فإن ظهر الروم على فار غرمتر وإن ظهرت فار غرم َت إلى ثلاث‬
‫سنينر ثم جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلمر فأخبرهر فقال و ما هكذا ذكرتر إنما البضع ما‬
‫بين الثلاث إلى التسعر فزايده في الخطر ومادّه في الأجلر فخرج أبو بكر فلقي أبيار فقال و لعلك‬
‫ندمت‪ .‬قالو لار تعال أزايدك في الخطر وأمادّك في الأجلر فاجعلها مائة قلوص إلى تسع سنينر قال و‬
                                                                                  ‫قد فعلت ر إ‪6‬ر‪.‬‬

‫وكيفما كان الأمر ر فقد ترتب على اجتيام الفر لفلسطين أن هاجر السواد الأعظم من أهلها‬
‫إلى مصرر فاستقبلهم بطريرك الأسكندرية يوحنا الرحوم وأكرمهم وقدَّم لهم كل ما كان يعوزهم من‬

‫(‪ )1‬ذطي ا ‪ ،‬طثلأي سن ا ‪ ،‬يفن ا كيحة اللأي مف قفلىا ب ن الديام ُلليدت دلأ‪ ،‬سذر دفت ابصديا ا دي اديف دلا الشدفم‬
‫حمدف يلدي دلا ال دف‪ :‬ا ادي فسدلأي القدين العادلأا ط لأديات ‪ 1389‬دد ‪1970 /‬م ج‪ 5‬ص ‪347‬؛ ا قدي‬

 ‫القيايي ‪ ،‬حقف ي سن للية اليام طف ت بفسر ن ا لسىلأ‪ .،‬اق ذ يت بعض ال ارسفت ال يثدة الد الإشدفرا الد‬
‫ا دف‪ :‬دي دي اايدة قفلدت ان المقصدى بد اسرل دى س فدض بقعدة لد سدىح اسرل ا دي حنىقدة‬
‫اسلىار االي ي الملأت بفسر ن ا لسىلأ‪ ،‬ا ادي طةدفب ا د ال دق ا د ار لأئدة الإ دف‪ :‬العلمدي للقدين الرديا‬

         ‫االسنة اربىة العفلا الإسلاحي حكة المكيحة ال لقة العفشيا س يفر طى لأة جغ اي لأة ص ‪.70 – 68‬‬
‫(‪ )2‬س ى اس فع الف اشرم طةفب السلأي ص ‪ 317‬رقا ‪ 611‬اا اي بقلأدة المصدف ر الدىار ا دي حفشدلأة رقدا (‪ )47‬اقدفا‬
‫الشّجفج اليعع القىعة ح‪ ،‬الع حف دلأ‪ ،‬الثلاثدة الد العشديا اقدفا الميدي اليعدع حدف دلأ‪ ،‬العقد ي‪ ،‬دي جملأدع‬

                                                 ‫اس ا ‪ .‬ا اي الىييسي ح مع اليلأفن ج‪ 21‬ص ‪.6‬‬
    ‫(‪ )3‬ا اي ا ‪ ،‬طثلأي فسلأي القين العالأا ج‪ 5‬ص ‪349‬؛ القيايي ال فحع سحكفم القين ج‪ 4‬ص ‪.7-5‬‬
‫(‪ )4‬ا د‪ ،‬لأملأدة ال دىاب الصد لأح ج‪ 1‬ص‪ 272‬اا ادي سيعدف حسدن الإحدفم سحمد ج‪ 1‬ص ‪304 276‬؛ فدة‬

                                        ‫اسحىذم ج‪ 9‬ص ‪53 51‬؛ ال فكا المسة رك ج‪ 2‬ص ‪.410‬‬
                                   ‫(‪ )5‬المنفحية الم فايا االم اي نة‪ .‬االقلائص جمع قلىص ا ي الإ ي الشفبة‪.‬‬
‫(‪ )6‬دفر الىيديم ج‪ 2‬ص ‪ .185-184‬اطدفن الي دفن دي حكدة قيدي ديا القمدفر لدذلك لمدف طسدب س دى بكدي الي دفن‬
‫اس لأدي حد‪ ،‬ارثدة س دي د‪ ،‬لد‪ ،‬اجدفء بد الد النيدي دل الله للأد اسدلا قدفا لد ( دذا السد ت صد ع بد )‪.‬‬
 ‫ا اددي فسددلأي ا دد‪ ،‬طثلأددي ج‪ 5‬ص ‪343‬؛ القيايددي ال ددفحع سحكددفم القددين ج‪ 14‬ص ‪3‬؛ ا دد‪ ،‬سددفكي‬
                                   ‫فر حشق ج‪ 1‬ص ‪358‬؛ السلأىاي ال ر المنثىر ج‪ 5‬ص ‪.164‬‬

                                      ‫‪69‬‬
   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75