Page 68 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 68

‫ا ْلفَا مسقو َن }إ‪1‬ر‪.‬‬

‫وكيفما كان الأمرر فقد بدت خسارة الروم لبلاد الشام وبيت المقد كبيرة ومصيبتهم فادحة‪.‬‬
‫وكان لذلك دوي هائل في جميع أنحاء العالم النصرانير بل وفي بلاد العرب أيضا حيث نجد أثر تلك‬
‫الهزيمة الفادحة للروم في مكة حين كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعاني من تكذيب قومه له‬
‫واضطهادهم لأصحابهر حيث توافل تلك الحادثة السنة الخامسة من بعثته‪ .‬ولا شك أن تجار قريش‬
‫الذين وفدوا إلى الشام في رحلة الصي المعروفة سنة ‪614‬م شهدوا بأم أعينهم آثار انتصار الفر‬
‫وسقوي بيت المقد بأيديهم وما حل بالروم من خسائر فادحةر فلما عادوا بتلك الأنباء إلى مكةر اتخذ‬
‫المشركون من تلك الهزيمة وسيلة دعاية للشماتة بالمسلمين حيث إ كان المسلمون يحبون أن تظهر‬
‫الروم على فار لأنهم أهل كتاب وكان المشركون يحبون أن تظهر فار على الروم لأنهم أهل‬
‫أوثان ر إ‪2‬ر‪ .‬ويفهم من هذا النص أن المسلمين والمشركين في مكة كانوا يسمعون بالحرب القائمة بين‬
‫الفر والروم ويتابعون سيرهار فلما احتل الفر الشام واقتحموا بيت المقد أيقن المشركون أن‬
‫الحرب حسمت لصالح الفر ر وقد أوضح القرآن الكريم في أوائل سورة الروم أن هزيمة الروم –‬
‫اَبَلووغْعتأمل ْعدَبنيدَ َهموتف َي َاْسورولبَل َُّمممركئمب ٍَّوذبنمهنَيأَا ْفْكز*َاثَرلو َفملرممهاياشلا ْلنَّأَرامدْهكمْنَؤوزممىيننَلمااوْلةأَ–ََين ْاْعرللَلي*مرمسبمووَن َمتنَو ْإصفهل}مراميإّ م‪ّ3‬لمرجَّلبام‪.‬لنولايَبَوندةا ْعلفمدامصليعرشَغارلَبمَحممو مهرنْموف َيبسَس َشقعيَانيْغودمءلوبيياَللووةمَبهنيَسولس*تايمْليكمفعَاولنميزميأنقبمزادنلناْضلسعمَّروصبمحمرأرسييةنميمفدا َلنيي*رّملنََِّوالموهلمافاْعيْلترمدَأَهْكمّايل َّلرةلراملبمَملراالحنويإيم َقجْْبخث ملم{لااابلَعتوإم مّهم‪4‬لرَّل*‪.‬جان‬
‫المشركون بانتصار الفر لأنهم أقرب إليهم من أهل الكتاب‪ .‬وساء ذلك المسلمين لأن أهل الكتاب‬
‫أقرب إليهمإ‪5‬ر‪ .‬وقد روت لنا المصادر الإسلامية مدى السخرية والشماتة التي أظهرها المشركون‬
‫وقد ظهر‬                ‫لهم و إ أنتم والنصارى أهل كتابر ونحن وفار أ مّميونر‬   ‫بالمسلمين في مكة حيث قالوا‬
‫أأ ْن منز اَللعاعلملى‬  ‫وهم أهل كتابر وأنتم تزعمون أنكم ستغلبون بالكتاب الذي‬  ‫إخواننا من فار على الروم‬
                       ‫عليكم كما ظهرت فار على الروم ر إ‪6‬ر ويتضح من هذا‬       ‫نبيكمر ولئن قاتلتمونا لنظهرن‬
‫الديني هو الذي جعل كفار قريش يتعايفون مع الفر ويشمتون بالمسلمينر ويوضح شيخ الإسلام‬

                                                                                     ‫(‪ )1‬سىرا النىر ية ‪.55‬‬
‫(‪ )2‬دذا الدنص جدشء حد‪ ،‬ال د ي الصد لأح المشدهىر حدىا ال ف ثدة اقد س يجد س دى اسد فع الفد اشرم حلأد رااه د‪،‬‬
‫سفلأفن الثىرم ‪ ،‬حيلأدب دي س دي مديا د‪ ،‬سدعلأ د‪ ،‬جيلأدي د‪ ،‬ا د‪ ،‬يدفن ر دي الله نهمدف اذلدك دي طةدفب‬
‫السدلأي ص ‪ 317‬ديقا ‪ 611‬احد‪ ،‬ايقد س يجد سحمد دي المسدن ج‪ 1‬ص ‪304 276‬؛ االةيحدذم ج‪5‬‬
‫ص ‪ 344 – 343‬دي الةفسدلأي بدفب احد‪ ،‬سدىرا الديام ديقا ‪193‬؛ االنسدفئي دي السدن‪ ،‬الريديا دي الةفسدلأي ج‬
‫‪ 21‬ص ‪12‬؛ االىي اي ي ي المع ا الريلأدي ج ‪ 12‬ص ‪ 29‬ديقا (‪)12327‬؛ اال دفكا دي المسدة رك ج‪ 2‬ص‬
‫‪ 410‬ا د لد شديط الشدلأ لأ‪ ،‬ااا قد الدذ يي؛ اس دى عدلأا دي لائدي النيدىا ج‪ 2‬ص ‪ 352 – 351‬ديقا‬

                                                  ‫‪242‬؛ االيلأهقي ي لائي النيىا ج‪ 2‬ص ‪.331 – 330‬‬
‫ا دب لفدت الا ةيدفه ندف الد سن الم د ثلأ‪ ،‬االمفسدي‪ ،‬االمدؤر لأ‪ ،‬المسدلملأ‪ ،‬الدذي‪ ،‬د ثىا د‪ ،‬ال ديب دلأ‪ ،‬الفدين‬
‫االديام طدفن يطلأدش ا لد فسدلأي اايدفت الدىار ا ددي د ر سدىرا الديام ا د ا لدك ال ديب لد المسددلملأ‪،‬‬
‫االمشديطلأ‪ .،‬سحدف لأمدف يةعلدق بسدلأي لدك ال ديب احىا ثهدف اقف هدف ا ىار هدف قد دذلىا جهد ا دي دذا الم دفا الا‬
‫س ق يقع حنها بعض اس ىفء دي ذلدك س د لدا يكد‪ ،‬دي حقد ار ا – دي ذلدك ال دلأ‪ – ،‬الاادلاا لد حصدف ر‬
‫لدك ال ديب سدلأمف المعف ديا حنهدف حثدي جدىرج اليسدلأ م اال ىللأدفت الفصدلأ ة اس مدفا اابدفء اللأى دف لألأ‪ ،‬ا ىحندف‬
‫النقلأىسدي‪ .‬لهدذا ي دب سن لدةمس لهدا العدذر دي دذا اليدفب‪ .‬الدذا لد‪ ،‬ة د د‪ ،‬راايدف ها دي سدلأي حدىا لدك‬

                      ‫ال يب اسىف قةصي ل ال ي ‪ ،‬ا اسثي ال يب ل المسلملأ‪ ،‬االمشيطلأ‪.،‬‬
                                                                              ‫(‪ )3‬سىرا اليام اايفت ‪.7 – 1‬‬

                                ‫(‪ )4‬القيايي ال فحع سحكفم القين ط القف يا ‪ 1387‬د ‪1967 /‬م ج ‪ 14‬ص‪.1‬‬
                         ‫(‪ )5‬الىاح م سسيفب النشاا ص ‪232 – 231‬؛ فة اسحىذم ج‪ 9‬ص ‪.53 – 15‬‬
‫(‪ )6‬الىيددديم جدددفحع اليلأدددفن ج‪ 1‬ص ‪15-11‬؛ الىيددديم دددفر اليسدددي االملدددىك ج‪ 2‬ص ‪184‬؛ س دددى عدددلأا‬
 ‫اس دديهف ي لائددي النيددىا ج‪ 1‬ص ‪124 – 123‬؛ اليلأهقددي لائددي النيددىا ج‪ 2‬ص ‪230‬؛ ا دد‪ ،‬سددفكي‬
‫دفر ح يندة حشدق ج‪ 1‬ص ‪356‬؛ القيايدي ال دفحع سحكدفم القدين ج‪ 14‬ص ‪2-1‬؛ ا د‪ ،‬طثلأدي السدلأيا‬
‫النيى دة ج‪ 2‬ص ‪92-91‬؛ السدلأىاي الد ر المنثدىر دي الةفسدلأي بفلمد ثىر ج‪ 5‬ص ‪152-150‬؛ الصدفل ي‬
‫سديي الهد ا االيشدف ج‪ 2‬ص ‪ 560‬احدف بعد ف‪ .‬ا دذا ال د ي دي ح مدىا ايقد حةدىا ي د‪ ،‬س دي الةفسدلأي‬
‫االمغدف‪:‬م اال د ي االفقد االقصدة حةدىا يا ند الندفن طمدف يقدىا شدلأ الإسدلام ا د‪ ،‬لأملأدة ال دىاب الصد لأح‬

                                                                   ‫لم‪ ،‬ا ي‪ ،‬المسلأح ج‪ 1‬ص ‪.274‬‬

                                      ‫‪67‬‬
   63   64   65   66   67   68   69   70   71   72   73