Page 36 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 36

‫الجواري "إ‪1‬ر‪.‬‬
‫ويص الازموريإ‪2‬ر أوضاع الجهات الغربية من المغرب الأقصي حيث تقبع قبائل‬
‫برغواية التي دخلت في حروب ياحنة مع بعق القبائل المجاورة لبلاد وكالة‪ ،‬مما جعل المنطقة‬
‫مرتعا خصبا لعمليات الخط والسلب‪ ،‬عاين احد المشايخ فيها – ويدعي " ايت أمغار " – أحداها‬
‫بنفسه‪ ،‬حين تمكن بأعجوبة من الإفلات بمن معه من نسائه من الخط عند خروجه في أواخر القرن‬
‫الرابع الهجري إلي موضع يسمي " ايير "‪ ،‬فأفتي بعدها بأن الانتقال من موضع " الشدة إلي موضع‬

         ‫الأمن والهرب من الخوف جائز " بسبب اشتداد " الفتن‪ ...‬ولم تكن في هذه البلاد حصون"‪.‬‬
‫وفي تفلالت تكش نازلة عن خط صبية صغيرة دون البلوغ فبيعت أربع بيعات‪ ،‬ومكثت‬
‫عند كل مشتر لها مدة من السنين حتى بلغت وحملت وذكرت انها حرة بيعت " فى بلد كثر فيه بيع‬

                                                           ‫الأحرار في زمن الفتنة والفساد"إ‪3‬ر‪.‬‬
‫وهكذا يتأكد تارة أخري التلازم الحميم بين الخط كرافد من روافد الاسترقاق وبين انتشار‬
‫الفوضى وغياب الأمن‪ ،‬وانطلاقا من الرىية هاته يسهل رصد هذه الظاهرة بالمغربيين الأوسط‬
‫والأدني‪ .‬ففي المغرب الأوسط ساعدت الطبيعة الجبلية الوعرة علي نشاي غارات السلابة وقطاع‬
‫الطرق مستغلين فضلا عن ذلك فترات الفوضى السياسية‪ ،‬ونستأنس هنا بنص دال عند ابن سعيدإ‪4‬ر‬
‫يص فيه سكان جبل أورا بأنهم أهل " عصيان لا يدخلون تحت ياعة سلطان لامتناع جبلهم‬
‫العريق الطويل‪ ،‬ولما عندهم من الجبل والرجالة والأسلحة " ولا شك أنها مؤهلات كافية لظهور‬

                                                                            ‫السلابة والحرابة‪.‬‬
‫واستنادا إلي ذلك تبرز أمامنا إشارة هامة عند ابن الصغيرإ‪5‬رتحدد رىو الجبال موينا‬
‫لهؤلاء المغيرين الذين اتخذوا من الصراعات السياسية والانشقاقات الأسرية وسيلة لشن الغارات‬
‫علي المدن وبطون الأودية‪ ،‬فكان من بينها تاهرت التي " فسد أهلها في تلك الحروب " وانتشر بها "‬
‫السراق وقطاع الطريل "‪ ،‬وعبر المؤرخ الرستمي عن خطر هذه العناصر ووقع ما قاموا به من‬
‫خط الأنفس أن " خافـ ]ت[ النط " في الأرحام‪ ،‬ورغم ما تنطويه هذه العبارة من مبالغة في‬
‫إظهار شدة الخوف الذي ارتاعت له الأجنة إلا أن ذلك لا يقلل شيئا من حقيقة توفر المناخ الملائم‬
‫لانتشار ظاهرة الخط ‪ ،‬فهذه امرأة من أهل المدينة تستغيث بقاضي المدينة محمد بن عبد الله في‬
‫وقت متأخر من الليل‪ ،‬حين انسام السلابة بشوارع المدينة يخطفون النا وينهبون الأموال‪ ،‬فقد‬
‫أجابت حين سألها القاضي عن شكايتها قائلة اخذوا ابنتي من بين يدي"إ‪6‬ر‪،‬وحين راحت جهود‬
‫القاضي وأتباعه في البحث عن المخطوفة سدي‪ ،‬عمد إلي خاتمة فالقاه وتخلي عن منصبه بعد أن‬

                                             ‫أحس بعجز سلطته عن مقاومة هؤلاء اللصوصإ‪7‬ر‪.‬‬
‫ولم تختل معاناة أهل وارجلان عن وضيعة أهل تاهرت حيث تعرضت شوارع المدينة‬
‫ومنازلها لغارات هوجاء‪ ،‬أشارت الرواية إلي أحداها‪ ،‬حيث استاق المغيرون خلالها"عدة من‬

‫الة دددف ي اليحلدددة‪ ،‬ار الفيجدددف ي للنشدددي االةى‪ :‬دددع‪ ،‬اددد اي لس‪ ،‬للأيلأدددف‪. ( ،‬ت)‪ ،‬ص ص ‪ ،188 ،187‬السددد ايج‬  ‫(‪)1‬‬
‫الا لسدد ال لددي السن سددلأة ددي اس يددفر الةى سددلأة‪ ،‬قلأددق ح مدد ال يلأددب الهلألددة‪،‬ط‪ .‬ار الغدديب الإسددلاحي‪،‬‬
                                                                                                                    ‫(‪)2‬‬
                                                                               ‫‪1984‬م‪ ،‬جد‪ ،1‬ص‪.425‬‬                    ‫(‪)3‬‬
    ‫ه ة النفظي‪ ،‬اا س العفرلأ‪،،‬ح ىىط بمعه الم ىىافت العيبلأة‪ ،‬ت رقا ‪ ،1437‬ارقة ‪.130 ،129‬‬                             ‫(‪)4‬‬

                                 ‫الم ف ي ىا‪:‬ل ‪ ،‬ح ىىط ب فحعة القف يا‪ ،‬ت رقا ‪ ،13531‬ارقة ‪.98‬‬                         ‫(‪)5‬‬
‫كةددفب ال غ اي لأددف‪ ،‬قلأددق اسددمف لأي العيبددي‪ ،‬حنشددى ارت المكةددب الة ددفرم للىيف ددة االنشددي‪ ،‬لأدديات‪،1970 ،‬‬  ‫(‪)6‬‬
                                                                                                                    ‫(‪)7‬‬
                                                                                              ‫ص‪.145‬‬
                                                                           ‫م‪.‬ن‪ ،‬ص ص ‪.117 ،116‬‬

                                                                                        ‫م‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫م‪.‬ن‪،‬ص ص ‪،91،92‬ثدا دفبع القعدلأة ذا هدف ند الي اي م ال دىا ي المنقدفا د ا مدفم حدف ا دي بد طةدفب الىيقدفت‬
‫س العيفن الد رجلأن ‪،‬ح ىىط بمعهد الم ىىادفت العيبلأدة‪ ،‬ت رقدا ‪ 1567‬دفر ارقدة ‪،3‬حلأد اسدةي ا اسدا‬

                                                                                 ‫القف ي بم كا الهىارم‪.‬‬

                                      ‫‪35‬‬
   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41