Page 37 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 37

‫الإماء"إ‪1‬ر‪ ،‬ويبدو أن إقصاء الأحرار من الرواية وقصرها علي الرقيل يحمل نوعا من الأنفة والإباء‬
     ‫من قبل مؤرخي الاباضية‪ ،‬وإلا فلن يتسع المجال أمام المختطفين للتمييز بين الأحرار والرقيل‪.‬‬

‫وفي مدينة بونة تكش احدي الروايات عن تعر أهلها للغارات التي استهدفت الأنفس‬
‫والأموال‪ .‬حيث وقعت المدينة بين شقي الرحىو غارات القراصنة من البحر وغارات العربان من‬
‫البر‪ " ،‬قد حصروا البلد حتى قطعوا عنه الدخول والخروج واسروا من البر أشخاصا فامسكوهم‪...‬‬
‫و‪ ...‬أهلها لا يفارقون السور خوفا من العربان"إ‪2‬ر‪ ،‬ويزكي هذا النص ويكلمه ما جاء في سياق حديث‬
‫البكريإ‪3‬ر عن المدينة قائلا " والي هذه المدينة يقصد الغزاة من كل أفل"‪ .‬كما استهدفت تلك الغارات‬
‫مواين الرعى لخط الرعاة وسرقة المواشى‪ ،‬فقد أرسل الفقيه الاباضى أبو عبدالله محمد بن بكر إ‬
‫ق‪4‬هـ ‪10/‬م ر غنمه مع احد الرعاة من أهل لمطة إلى جبل بنى مصعب فغار عليه بنو غمرت‬

                                                                      ‫يريدون خطفه وغنمه‪.‬إ‪4‬ر‬
‫ويعطي الرحالة وصفا متواترا نعتت به الصحراء الشرقية لمدينة تلمسان من قبل أهل الدراية‬
‫والمعرفة والذين وصفوا يريقها بأنه " منقطع لا تسلكه الجموع الوافرة الاعلي حال حذر واستعداد‪،‬‬
‫وتلك المفازة مع قربها من اضر بقاع الأر علي المسافرين لأن المجاورين لها من أوضع خلل الله‬

                                                ‫وأشدهم إذاية لا يسلم منهم صالح ولا يالح "إ‪5‬ر‪.‬‬
  ‫اما عن الساحة الشرقية لبلاد المغرب فعديدة هي الإشارات التي تؤكد انتشار ظاهرة الخط‬
‫هناك‪ ،‬حيث أثبتت المطالعة الفاحصة لفحوي النصوص المصدرية أنها كانت أكثر غني وأعظم ثراء‬
‫عن المغربيين الأقصي والأوسط‪ ،‬وقد يعود الأمر من وجهة نظرنا إلي تلك الوفرة المصدرية‬
‫المشهودة لتاريخ المنطقة علي اختلاف مشاربها‪ ،‬فضلا عن هيمنة الفوضي السياسية نتيجة تتابع‬
‫الكيانات الحاكمة وتلاحل الحركات الانتزائية بصورة ملحوظة وفي محاولة لتفكيك الظرفية المكانية‬
‫بالمنطقة‪ ،‬تبرز أمامنا غارات القبائل العربية‪ ،‬حيث يتوفر لدينا نص غاية في الدلالة قد يعدل حقيقة‬
‫تاريخية ثابتة تحدد أواسط القرن الخامس الهجري زمنا لهجمات القبائل العربية وما صاحب ذلك من‬
‫خراب ودمار‪ ،‬يتحدث النص عن افريقية قائلا " وكان سبب خرابها العرب الذين أرسلوا إليها مدة‬
‫يزيد بن عبد الملك بن مروان‪ ،‬وذلك أنه لما انتقلت الخلافة الي بني العبا وتخال الأمر استقضت‬
‫العرب علي افريقية وبداوتها فخرجت ولم يبل منها شئ إلا ما كان علي ساحل البحر"إ‪6‬ر‪ ،‬انها عودة‬
‫للوراء بتلك الأحداث الثابتة وربطهما بالسياسة العباسية التي اعتمدت كثيرا علي الموالي فتضاءل‬
‫عندها وزن العرب السياسي فكان التدمير والتخريب والسلب والنهب نوعا من التعبير عن الغضبة‬
‫العربية‪ ،‬وكانت بلاد افريقية احد مواين هذا التعبير‪ ،‬حيث قامت الدولة الأغلبية السلطة المغربية‬

                                                                 ‫المعبرة عن دولة بني العبا ‪.‬‬
‫وفضلا عن العرب شاركت قبيلة هوارة البربرية في عمليات الخط بالمنطقة‪ ،‬إذ ما فتئت‬
‫هذه القبيلة تشن غاراتها الخايفة علي المدن والبوادي بغية الخط والسلب‪ ،‬وهو ما أفصحت عنه‬
‫روايات المصادر‪ ،‬فقد تحدث البكريإ‪7‬ر عن احد الانهار المطلة علي مدينة ادنة القريبة من مدينة‬
‫الاربس يسمي نهر النساء معللا سبب التسمية هاته بان " هوارة أغاروا علي تساء ادنة وذهبوا‬

‫الىسدلأف ي سدلأي س دي اليبلأدع الىسدلأف ي‪ ،‬ح ىدىط بفلهلأئدة المصدية العفحدة للرةدفب‪ ،‬دت رقدا ‪9113‬ح‪ ،‬حلأكديا لألا‬                 ‫(‪)1‬‬
‫‪ ،3271‬ارقددة ‪ ،81‬الدد رجلأني ايقددفت المشددفئ بددفلمغيب‪ ،‬قلأددق ا دد اي لأا اددلام‪ ،‬قسددنىلأنة‪ ،1974 ،‬جددد‪،2‬‬
                                                                                                                                 ‫(‪)2‬‬
 ‫ص‪ ،434‬الشددددددمف ي طةددددددفب السددددددلأي‪ ،‬قلأق احمدددددد دددددد‪ ،‬سددددددعى السددددددلأف ‪،‬ط‪ .‬ا ا‪:‬را الةدددددد اي القددددددىح‬  ‫(‪)3‬‬
                                                                    ‫االثقف ة‪ ،‬مفن‪ ،1987،‬جد‪ ،2‬ص‪.84‬‬                                ‫(‪)4‬‬
                                                                                                                                 ‫(‪)5‬‬
‫العيد رم اليحلدة المغيبلأدة‪ ،‬قلأدق ح مد الففسدي‪ ،‬سلسدلة الديحلات جفحعدة ح مد ال دفحس‪. (،‬ت)‪ ،‬ص ص‪،37‬‬                               ‫(‪)6‬‬
                                                                                                   ‫‪.38‬‬                           ‫(‪)7‬‬

‫كةدفب المسدفلك االممفلدك‪ ،‬قلأدق س ر دفن دفن للأدى ‪ ،‬اا د رم لأديم‪،‬ط‪ .‬ا ا‪:‬را الثقف دة‪ ،‬دى س‪ ،1992 ،‬جدد‪ ،2‬ص‬
                                                                                                 ‫‪.718‬‬

                                                                         ‫الشمف ي السلأي‪ ،‬جد‪ ،2‬ص‪.65‬‬
                                                                                 ‫العي را م‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.9‬‬

‫ح هدىا طةدفب دي ال غ اي لأدف‪ ،‬ح ىدىط بمعهد الم ىىادفت العيبلأدة‪ ،‬دت رقدا ‪ 46‬بعثدة المعهد الاالدي الدي‬
                                                                                     ‫المغيب‪ ،‬ارقة ‪.98‬‬

                                                                              ‫المسفلك‪ ،‬جد‪ ،2‬ص ‪.831‬‬

                                      ‫‪36‬‬
   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42