Page 41 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 41

‫نصا آخر يزيد من تماسك الشهادتين السابقتين ويثبتهما‪ ،‬حيث وص أهل تلك المنطقة"بالفساد وقطع‬
                                                                 ‫الطريل " علي مدار تاريخهم‪.‬‬

‫ويبدو أن خطر هذه الجماعات وما ارتكبوه من غارات‪ ،‬قد اضطر السلطة الفايمية الي‬
‫محاولة القضاء عليهم‪ ،‬فقد انتدب المنصور لهم جيشا كثيفا "فقتلوا منهم خلقا كثيرا واسروا مائة‬
‫وأربعة عشر فقطعت أيديهم وأرجلهم" إ‪1‬ر حدا للحرابة وخط الأنفس واخذ الأموال‪ ،‬إذ لم تسلم‬
‫قوافل الفايميين أنفسهم من غاراتها‪ .‬فقد امتدت ايدي هذه الجماعة الي بعق القوافل التي أرسل بها‬
‫جوذر الي المنصور "فخرج عليهم اردياء الناحية فانتهبهوا ما كان لهم‪ ...‬واخذوا ما كان لأمير‬
‫المؤمنين"إ‪2‬ر كما يستش من متن رسالة وجهها المنصور إلي خادمه جوذر أن فريقا من هذه‬
‫الجماعة قد اتخذ من مكان عرف بالوادي المالح موينا لرصد قوافل الفايميين وخط أفرادها‬

                ‫عرف زعيمهم " بابن الدنهاجي"إ‪3‬رحيث قطعت فيها " السبيل وكثر المفسدون "إ‪4‬ر‪.‬‬
‫ولتحقيل اعلي درجات الانضباي والأمن وحفظا للأنفس والأموال‪ ،‬ورغبة في غل ايدي هذه‬
‫الجماعات عن الامتداد لشئون الرعية‪ ،‬اصدر الفقهاء أحكاما فقهية للحد من هذا النشاي الارتياعي‪،‬‬
‫فقد حث سحنون وغيره من فقهاء المنطقة اولي الامر على القضاء علي هؤلاء السلابة معتبرين "‬
‫جهادهم من افضل الجهاد وأعظمه اجرا‪..‬أحب‪ ..‬من جهاد الروم" إ‪5‬ر وانه لا يجــوز للإمام" أن‬
‫يؤمــن المحارب ويتركه"إ‪6‬ر "والمسلمون واهل الذمة في ذلك سواء" إ‪7‬ر لأنهم يأخذون" الأموال‬

                                                         ‫والرجال والنساء والأحرار والعبيد إ‪8‬ر‪.‬‬
   ‫وفي جوابه عن نازلة تتعلل بهؤلاء المغيرين من الأعراب ممن عرف " بالفساد في الأر‬
‫والتسليط علي هتك الحريم واخذ الأنفس والأموال "أفتي سحنونإ‪9‬ر بحرمة التعامل معهم بالبيع‬
‫والشراء كما حاول سد الأبواب أمامهم بمنع " الحدادين من بيع المسامير والصفائح منهم‪ ...‬والشعير‬

                      ‫فلا يجوز بيعه منهم لأنه يعلفونه خيولهم التي يتقون بها علي الغارات " إ‪10‬ر‪.‬‬
‫أما فيما يتعلل بمنطقة جبل نفوسة وما والاها فثمة إشارات تفصح عن حدوث حالات خط ‪،‬‬
‫فهذه نازلة يعود تاريخها الي القرن الرابع الهجري تتحدث عن رجل اشتري خادما " فادعت الخادم‬
‫حريتها وحرية أبويها ويعرف منزلها في جبل نفوسة وذكرت أن بها جماعة يعرفونها "إ‪11‬ر‪ ،‬وأكد‬
‫احد الحجاج صدق الجارية حين " وصل في المركب وذكر انه يعرفها حرة وأبويها كذلك "إ‪12‬ر‪ ،‬كما‬
‫ترد نازلة في مسائل نفوسة تخص احد رجال الجبل الذي نجح في خط احد الاحرار وباعه‪ ،‬ثم انه‬
‫اعتلاه الندم وجاء يسال فقهاء المكان عما يسعه‪ ،‬فجاءت الفتوي انه " اذا لم يقدر علي فكاكه أن‬
‫يؤدي ديته إلي أوليائه وعليه رقبة كفارة لما ارتكب من ذلك"إ‪13‬ر‪ ،‬وكانت تلك الكفارة محاولة للردع‬
‫أمام انتشار الظاهرة وشيوعها بالجبل‪ ،‬حيث اجمع فقهاىه علي انه " لا يجوز بيع الحر ولا أكل‬

                ‫(‪ )1‬المقيشم المقف الريلأي‪ ،‬قلأق ح م اللأعلااا‪ ،‬ار الغيب الاسلاح ‪ ،1991،‬جد‪ ،2‬ص‪.173‬‬
‫(‪ )2‬ال ىذرم سلأيا الاسةفذ جىذر اب ىقلأعفت اسئمة الففاملألأ‪ ، ،‬قلأدق ح مد حسدلأ‪ ،‬طفحدي‪ ،‬دح مد يد الهدف م‬

                                                    ‫شعلأيا‪،‬ط‪ .‬ار الفري العيبي‪ ،‬حصي‪ ،1954 ،‬ص‪.69‬‬
                                                                               ‫(‪ )3‬م‪.‬ن‪ ،‬ص ص ‪.70 ،69‬‬
                                                                                        ‫(‪ )4‬فس ‪ ،‬ص ‪.70‬‬

                                                              ‫(‪ )5‬ا ‪ ،‬يحىن يصيه ال كفم‪ ،‬جد‪ ،2‬ص‪.186‬‬
                                                                            ‫(‪ )6‬م‪.‬ن‪ ،‬فس ال شء‪ ،‬ص ‪187‬‬
                                                                            ‫(‪ )7‬م‪.‬ن‪ ،‬فس ال شء‪ ،‬ص‪.186‬‬
                                                                                                  ‫(‪ )8‬فس ‪.‬‬

               ‫(‪ )9‬المسفئي المةعلقة بفلمغفرسة‪ ،‬ح ىىط بميطش جهف الللأيلألأ‪ ،،‬للأيلأف‪ ،‬ت رقا ‪ ،1714‬ارقة ‪.16‬‬
                                                                                                  ‫(‪ )10‬فس ‪.‬‬

                                   ‫(‪ )11‬اليي‪:‬لي م‪.‬ن‪ ،‬جد ‪ ،4‬ارقة ‪ ،123‬الى شيسي م‪.‬ن‪ ،‬جد ‪ ،9‬ص ‪.211‬‬
                                                                          ‫(‪ )12‬الى ا‪ :‬ي م‪.‬ن‪ ،‬ص ص ‪.341‬‬

‫(‪ )13‬ي الى فب ‪ ،‬رسةا حسفئي فىسة‪ ،‬قلأق ا يلأدب ا د اي لأا ح مد ادلام‪،‬ط‪ .‬لي ايدة‪ ،1990 ،‬ص ص ‪،173‬‬
                                                                                                 ‫‪.174‬‬

                                      ‫‪40‬‬
   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46