Page 43 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 43
مظانها تكش عن القول بقاعدة عامة ترتبط بظاهرة الخط مفادها أن قوافل التجارة ومواكب
الحجاج كانت اشد تعرضا لهذه العمليات دون غيرها من المظاهر الأخري ،ولا غرو فقد أتقن
السلابة والخايفون رصد يرق القوافل باعتبارها مرتعا خصبا للتزود بالرقيل وممارسة الحرفة
المذمومة ،يبتهلون فيها الفرص للانقضا علي سالكيها " انقضا الصقور علي
البغاث"إ1ر،ويبدو أن استفحال الظاهرة كان وراء إجماع كثير من فقهاء المغاربة علي سقوي فريضة
الحج ،فقد اشتري فقهاء المالكية أمثال سحنون وابن ابي زيد وابن رشد والمغيلي والمازرى وغيرهم
لأداء الحج " امن السبيل بحيث لا يخ علي نفسه أو ماله ...فإن خافوا علي أنفسهم وأموالهم فإن
الحج ساقط " إ2ر ،ثم جاءت فتواهم صريحة–استنادا علي ذلك–بسقويه عن المغاربة" لتعاسر
الطريل وظهور الفساد في البر والبحر إ3ر بــل وصـل الأمر بالفقيه الطريرشى أن تنص فتواه علي
أن " الحج حرام علي أهل المغرب ،فمن خاير وجح فقد سقط فرضه ،ولكنه أثم بما ارتكب من
الغرور " إ4ر ،وظلت مسألة الخط ودورها الارتياعي لسبل الحجاج المغارية تشغل أذهان الفقهاء
المغاربة ولعصور يويلة حتى أل احدهم مصنفا جمع فيه أقوال الفقهاء وفتواهم حول الموضوع
مستندا عليها للقول بسقوي الحج عن المغاربة إ5ر.
وبالمثل اتفقت عبارات فقهاء الاباضية إ6ر علي سقوي هذا الفريضة استنادا إلي المنطل ذاته،
فقد نصح الفقيه الاباضي بن زورستن الوسياني إ الطبقة التاسعةر صديقه أبا يعقوب بن أبي عبد الله
وقد تذاكر معه يوما في قائلا " لا أري الحج الا وقد سقط عنك لانقطاع السبيل وجور أهل الزمان "
إ7ر وهو ما أكد عليه صاحب الرواية حين عقب عليها قائلا "وقد صدق رحمه الله فأن فريضة الحج
الاستطاعة فاذا انقطع السبيل ....عدمت الاستطاعة وسقط فر الحج"إ8ر ،كما سجل الوسيانيإ9ر
عجز الفقيه محمد بن الخيرإ ق3هـ 9 /مر عن اداء الفريضة " لعسر الطريل وانقطاعها والمحاربين
الذين يفسدون في الأر ...وكان يقول أعوذ بالله من ....السفر فانه منقطع " ،ولم يكن هاجس
الخوف من الخط أثناء رحلة الحج قاصرا علي المغمورين من أبناء الأوساي الشعبية ،بل شمل
حتي القابعين علي رأ الهرم السياسي ،فقد اثني الإمام الرستمي عبد الوهاب بن عبد الرحمن عن
الحج من قبل فقهاء المذهب حين عزم عليه خوفا عليه من الخط مما يتسبب في تعطيل الامور .اذ
نصت فتواهم علي انه " ليس عليه حج ،لان أمان الطريل من الشروي التي هي مشترية في وجوب
الحج" إ10ر مما اضطره إلي إرسال من يحج عنه.
ولم ينس ابو عبيد الله القيسىإ11ر أن ينبه قراء رحلته الى مخاير يريل الحج وعلي رأسها
( )1العي رم م.ن ،ص .83
( )2اليي:لي م.ن،جد ،4ارقدفت ،215 ،214ال لأىدفلي ال ب،ح ىدىط بميطدش جهدف الليلأدلأ ،دت رقدا ،1254ارقدة
.4
( )3م.ن ،فس ال شء ،ارقة .216
( )4الى شيس م.ن ،جد ،1ص .433
( )5ال سلأني الففسي سؤاا ي ال ب رع لقعفا ال مف ة بففن ،ح ىىط بفلهلأئة المصية العفحدة للرةدفب دت رقدا
316ق لأمىر
( )6ال ندفا ي طةدفب الى دع ،ح ىدىط بفلهلأئدة المصدية العفحدة للرةدفب ،دت رقدا 117قد المدذا ب ،حلأكديا لألا
،47361ارقدة ،74يد الى دفب د ،رسدةا م.ن ،ص ،88الد رجلأني م.ن ،جدد ،2ص ،398الشدمف ي
كةدفب الإيعدفح ،مدفن ،1983 ،جدد ،8ص ،236لأنمدف لدا يدىا الشدلأعة دذه المسد لة ا ةمفحدف لان ا دي ال دب
ند ا طدفن يعندي حعيدة احدفم الشحدفن .ا ادي ا د ،حلأدىن ا دي الد فئا ،قلأدق ح مد حسد ،اس امدي ،ط .ار
المعفرف ،حصي . ( ،ت)،جد ،3ص .148
( )7ال رجلأني م.ن ،جد ،2ص.398
( )8م.ن ،فس ال شء االصف ة.
( )9م.ن ،ارقة .89
( )10ال رجلأني م.ن ،جد ،1ص ،66الشمف ي السلأي ،جد ،1ص.140
( )11ا دس السدفرم االسدفرب حد ،سقىدفر المغديب الدي حنةهدي الاحدفا االمدررب سدلأ الا دفجا االا دفرب ،قلأدق ح مد
الففسي ،فن ،1968 ،ص.3
42