Page 45 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 45
نجاة كل افراد القافلة خاصة وان الرواية لم تتعر الا لنجاة الفقيه المذكور ،وهو الموق ذاته الذي
تعر له الفقيه المالكي ابو الحسن الخولاني إت 340هـ/ر 951حيث اعترضته وممن معه من
الحجاج غارة من العرب فجردتهم وشدت وثاقهم إ1ر.
وهكذا تفصح تلك الإشارات عن وقوع كثير من الحجاج فريسة في يد المختطفين ،وهو ما
اتخذ منه المعز الفايمي دليلا للترويج بعجز القوي السياسية المخالفة عن تأمين السبل مما افرز
وضعية متردية أدت إلي سقوي هذه الفريضة ،ورغبة منه في استقطاب أهالي البلاد وجمع الأعوان
كتب مرسوما سياسيا أمر بإذاعته علي أهل المغرب يذكر فيه رغبته في" إقامة الحج الذي تعطل
وأهمل العباد فروضة وحقوقه للخوف المستولي عليهم ،اذ لا يؤمنون علي أنفسهم ولا علي أموالهم،
واذ قد أوقع بهم مرة بعد مرة...مع اعتماد ما جرت به عادته من إصلام الطرقات وقطع عبث
العابثين " إ2ر0
أما بخصوص قوافل التجارة فلا حاجة إلي كبير عناء لإثبات تعرضها لحالات الخط مع
تفشي اللصوصية وانقطاع السبل علي يد سقط العوام من الشطار والدعار والذين لم يتوق نشاي
عصاباتهم علي يول مسالك الرفاق والمفاوز والشعاب وقد آوتهم الخرائب والغيران والكهوف،
وثمة نصوص تثبت عمل الظاهرة وارتبايها بالخلل الذي اصاب مجموع القوي السياسية خلال فترة
البحث ،فقد سئل سحنون عن قافلة تجارية تعر اللصوص لاهلها " يريدون اخذهم ،فقام بعق
اهل الرفقة فضامنهم علي مال عليه وعلي جميع من معه " إ3ر ،وهو ما نجد له نظيرا في نوازل
أموالهم عليهم الأعراب الطريل] ...و[ اخذوا رفقاء من التجار " قطع استفتي عن الفقيه ذاته حين
واسروا من قطاع الطريل " فاخذوا الاموال ركب من التجار لغارة كما تعر وحريمهم "إ4ر،
الرجال وباعوا الأولاد"إ5ر ،وحسب ما أورده الوسياني 6ر وقع اللصوص علي قافلة كانت في يريقها
من نفوسه الي الغرب " فاخذوا اهلها وباعوهم رقيقا " ،ويكش احد التجار علي اثر رحلته الطويلة
من المغرب الأقصي إلي قسنطينة في عبارة دالة عن المصاعب والأهوال التي واجهت قافلة كان
فيها قائلا " رأينا في يريقنا من انقلاب الشر وكان أمر الطريل في الخوف مقتضاه أن كل من يقع
قدومنا عليه يتعجب من وصولنا سالمين ،ثم يتأس علينا عند ارتحالنا حتي أن منهم من يسمعنا
ضرب الأك تحسرا علينا " إ7ر ،ويفصح تاجر آخر عن عمل الانقطاع الذي ضرب في صميم
المواصلات بين جناحي بلاد المغرب شرقا وغربا قائلا " ولم أزل اقطع المفاوز مسحورة واجزع
الطرق مشحونة باللصوص والدعار اخفي نفسي إخفاء القنفد رأسه واكتم حسي كتمان الغراب
سفاده"إ8ر ،وهكذا تتوانر في مصادر العصر التفاصيل عن تاجر غارت عليه غارة " وأخذت كل ما
عنده وسبيت زوجته"إ9ر ،وهو المصير ذاته الذي تعر له الفقيه القيرواني التاجر عبد الملك
المهري إت 256هـ 878/مر الذي روي قصة تعرضه للخط حين خرج في احدي رحلاته قائلا
" فاذا بقوم محاربين قد خرجوا علينا أحايوا بنا واخذوا كل شئ معنا وعرونا من ثيابنا وكتفت فيمن
كت " إ10ر ولم يعصمه من الاسترقاق ضمن غيره من اهل الرفقه الا احد اللصوص كان للفقيه عليه
( )1لأفل الم ارك ،جد ،3ص.37 0
( )2المقيدددشم ،ا عدددفي ال نفدددف دددي ذطدددي اسئمدددة الفدددفاملألأ ،ال لفدددف ،قلأدددق جمدددفا الددد ي ،الشدددلأفا،ط .ار الفردددي
العيبي ،1948،ص ص 0 70 – 67
( )3الس لمفسي م.ن ،ارقة .95
( )4الى ا :ي م.ن ،جد ،8ص .180
( )5اليي:لي م.ن ،ارقة 36
( )6م.ن ،ارقة .2
( )7ا د ،الش دفت المعدشا دي حنفقدب س دي يعدشم ،ح ىدىط بفلهلأئدة العفحدة للرةدفب ،دت رقدا 1249دفر لأمدىر،
حلأكيا لألا ،.227703ارقة .129
( )8ا د ،بسدفم الدذ لأيا دي ح فسد ،ا دي ال شديا ،قلأدق احسدفن يدفن،ط .ار الثقف دة ،لأديات،1979 -1978 ،
ع ،3م ،1ص412
( )9الااجلي م.ن ،ص .227
( )10المدفلري م.ن ،جد ،1ص ،245ثدا دفبع اشدفرا د ،عديل الفقلأد اسدمف لأي د ،ربدفح لل ىد ،حدع رقد طف دت
حع ن المؤل ،ذا ،ص .245
44