Page 47 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 47
جواز شراء رقيل هذه البلاد ممن " يغير عليهم غيرهم فيسبونهم ويبيعونهم من المسلمين" ،بينما
وق بعق فقهاء الشيعة موقفا مخالفا من هذه الفتوي حين سئل احدهم عن المسلمين "الذيــن
يغيرون علي ...النوبة فيسرقون أولادهم من الجواري والغلمان فيخصونهم ثم يبعثون الي التجار
المسلمين..ونحن نعلم أنهم مسروقون ،قال و لابأ إنما أخرجوهم من دار الشرك إلي دار الإسلام"
إ1ر،ولا مجال هنا للدهشة من هذا التبرير إذا قيس بغيره من مسوغات استرقاق المخالفين من أهل
الإسلام.
وترد نازلة أخري تتعلل بفترة البحث عن " جماعة من النوبة يحرثون أرضهم وتنزل عليهم
الأعداء وتأخذ أموالهم وأولادهم ليس لهم حيلة في ذلك"إ2ر ،وهو ما وجد تأكيدا من خلال شهادة
رحالة فارسيإ3ر زار المنطقة عام 372هـ 982/م ووص ما كان يقوم به التجار المغاربة وغيرهم
في بلاد النوبة من " سرقة أبنائها ،ثم يقومون باخصائهم ويجلبونهم ...ويوجد بينهم من يسرق أبناء
غيره ليبيعهم الي التجار عندما يقدمون إليهم" ،وحسب شهادة ناصر خسروإ4ر في رحلته يرد نص
يزيد من متانة النصوص السابقة حين تحدث عن التجار المسلمين أيضا الذين كانوا يدخلون بلاد
البجة الممتدة من مصر الي الحبشة خلال القرن الرابع الهجرى فيسرقون "أبناءهم ويحملونهم إلى
المدن الإسلامية ليبيعوهم فيها ".
وفضلا عن بلاد النوبة والبجة اعتاد التجار المسلمون -فضلا عن اللصوص والدعار-
اولياخغاررجةونعهلميالبليادجامليحعب اشلأةق "طافريأتوويبينعباولنهمص.ب.ي.ا انليوالبلاصدبياالنيةمنمنواالهونلدادوااللمحبغشرةبف"ي إس5قرلب،كونماهمأ ]شايرخالاصدورنيهسم [ي
إ6ر – ومن نقل عنه إ7ر -الي وجود ظاهرة الخط بقرية جوة الحبشية والتي ذاع صيت أهلها بأنهم "
يسرق بعضهم ابناء بعق ويبيعونهم من التجار فيخرجونهم الي البر والبحر" ،واستحثت هذه
العمليات همم الفقهاء المفتين لمحاولة الحد منها ،نموذج ذلك ما افتي به الفقهاء المغاربة وعلي
رأسهم ابن زياد بان يخرج المملوك الحبشي عن يد مالكه " حتي يقيم البينة انه ابتاعه ممن كان له
مالكا وجعل الاثبات علي السيد...هذا فيما بيع في بلد الحبش ،اذ كان الغالب فيه بيع الأحرار...
وكانوا يكلفون السيد إقامة البينة علي صحة ابتياعه " إ8ر.
ولم يسلم السودان الأوسط والسودان الغربي من غارات تهدف خط الأحرار وبيعهم رقيقا،
فقد تحدث الادريسيإ9رعن قيام سكان صحراء جنوب فزان بشن غارات علي " الذين يجاورونهم من
أجناسهم يسرقون أبناء هؤلاء القوم ...الذين يعمرون هذه الصحاري ويسرون بهم في الليل ويأتون
بهم الي بلادهم ويخفونهم حينا من الدهر ثم يبيعونهم من التجار الداخلين إليهم بالبخس من الثمن
ويخرجونهم إلي ار المغرب الأقصي ويباع منهم في كل سنة أمم وأعداد لا تحصي ،وهذا الأمر
الذي جئنا به من سرقة قوم أبناء قوم...يبع موجود فيهم لا يرون به بأسا " ،ولقد صدق الادريسي
حين اعتبر ظاهرة الخط عند سكان هذه المنطقة عادة ويبعا َ قديما ،حيث أكد كل من هيرودت
وسترابون في كتابتهما عن شعب الجارامنتس Gramantsالذي سكن فزان علي تلك الحقيقة ،حيث
ذكرا انهم كانوا يقومون بالاغارة علي الشعوب السوداء عن يريل عربات حربية ذات عجلتين
العفحلي م.ن ،م ،6جد ،1ص.100 ()1
القصيم م.ن ،ارقة 258 ()2
()3
ح هىا ح ا العفلا ح ،المشيع الي المغيب ،قلأق يىس ،الهف م ،القف يا ،1999 ،ص ،148ثا فبع
Lewis(B): Race and color in Islam, London, 1971,p.31. ()4
سدفي فحدة ،يجمدة ي لأد ال شدفب،الهلأئة المصدية العفحدة للرةدفب ،سلسدلة الالد ،طةدفب ( د 1993 ،)122م، ()5
ص .134
()6
ح هدىا طةدفب دي ال غ اي لأدف ،ح ىدىط بمعهد الم ىىادفت العيبلأدة ،دت رقدا 46بعثدة المعهد الاالدي الدي ()7
المغيب ،ارقة 35
()8
كةفب ش ة المشةفع ا ة ايع اا فع ،ط حكةية الثقف ة ال ينلأة ،القف يا. ( ،ت) ،جد ،1ص.46 ()9
ال ملأديم طةدفب الديال المعىدفر دي يدي الاقىدفر ،قلأدق احسدفن يدفن ،ط 2لأديات ،1980،ص 180
االذم اسةي ا جىا ب ىر
ا ،سهي م.ن ،جد ،1ص ص 189 ،188
م.ن ،جد ،1ص ،110ثا فبع اشفرا ن اليكيم المسفلك ،جد665 ،1
46