Page 48 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 48

‫تجرها اربعة خيول لتعود محملة بالاسلاب والسبايا المختطفينإ‪1‬ر‬
‫وفي نصوص أخري أوردتها المصادر ما يفصح عن شمول ظاهرة الخط لمجموع مدن‬
‫السودان الغربي‪ ،‬فقد اشار البكريإ‪2‬ر الي تعر التجار لغارات الخط والسلب عند موضع‬
‫وانزميرن علي يريل القوافل الي بلاد السودان " وهو موضع مخوف تغير فيه لمطة وجزولة علي‬
‫الرفاق ويتخذونه مرصدا لهم " كما تحدث الادريسيإ‪3‬ر عن غارات يشنها السلابة واللصوص علي‬
‫مدن بريسي وسلي وتكرور وغانة ولملم " فيخطفون من اهلها " وحسب نص آخر " يسبونهم في كل‬
‫الأحايين بضروب من الحيل ويخرجونهم الي بلادهم فيبيعونهم من التجار قطارا ويخرج منهم في‬

                                                ‫كل عام إلي المغرب الأقصي أعداد كثيرة " إ‪4‬ر‪.‬‬
‫وتستوقفنا هنا عبارة الادريسيإ‪5‬ر عن ضروب الحيل التي استخدمها الخايفون لقنص‬
‫السودانيين‪ ،‬حيث اورد الرحالة ذاته في موضع آخر الطريقة التي كان يخدع بها الخايفون ابناء هذه‬
‫البلاد فيقول" وللعرب في قلوب الزنج رعب عظيم ومهابة فلذلك متي عاينوا رجلا من العرب تاجرا‬
‫او مسافرا سجدوا له وعظموا شأنه وقالوا بكلامهم هنيئا لكم ياهل بلاد التمر‪ ،‬وان المسافرين في‬
‫بلادهم يسرقون ابناء الزنج بالتمر ويخدعونهم فينقلونهم من مكان الي مكان حتي يقبضون عليهم‬
‫ويخرجونهم من بلادهم الي البلاد التي يكونون بها "‪ ،‬ووجد نص الادريسي تأكيدا من قبل نصوص‬
‫أخري قديمة فارسية ويونانية ولاتينية نقلها كل من ‪Anene‬إ‪6‬ر و ‪Lewis‬إ‪7‬ر تذكر ان الخايفين كانوا‬
‫يتوجهون الي هذه المنايل مساء ينتظرون خروج الايفال ‪ -‬والذين وصفتهم مصادرنا ضمن غيرهم‬
‫من سكان البلاد بانهم " فقراء"إ‪8‬ر محرومون – فيغرونهم بالطعام خاصة التمر ثم يقودونهم من مكان‬
‫الي مكان حتي يتم جمعهم وربطهم بالقيود وشحنهم في القوافل الي شمال افريقية لتمتلئ بهم أسواق‬

                                                                                      ‫الرقيل‪.‬‬
‫واستنادا إلي النظرة الدونية للسودانيين من قبل اهل الفكر المغاربة فضلا عن كثرة الأعداد‬
‫المشحونة منهم داخل الأسواق المغربية‪ ،‬غق بعق الفقهاء الطرف عن الوقوف عن أحكام شراء‬
‫الرقيل المخطوف منهم‪ ،‬حتي لو ادعوا الحرية‪ ،‬فقد نصت احدي الفتاوي علي انه من ادعي " انه‬
‫حر قد خرج حرا الا ان يتبين انه جلب من بلاد السودان فانه لا يشتغل به في هذه الوجوه" إ‪9‬ر‬
‫واستندت الفتوي الي مسوغ وا ٍه مفاده " ان سبب الملك انما هو الكفر‪ ،‬فمن اشتري كافر اساغ‬
‫تملكه"إ‪10‬رولعل فيمـا افتـي بـه الفقيـه المغيلـيإق‪4‬هـ‪10/‬مر بأنه لا يعبأ الي من تم استجلابه من بلاد‬
‫التكرور" اذ الغالب علي أهل هذه البلاد الجهل والهوى والكفر‪،‬وأصلهم كان ذلك‪ ...‬قوم كفار يعبدون‬

      ‫(‪ )1‬لأ ي‪ .‬ج‪ .‬م فر ليب ا يقلأة‪ ،‬يجمة السلأ يىس‪ ،‬صي‪ ،‬القف يا‪ ،‬ار المعفرف‪ ،1982 ،‬ص‪43‬‬
                                                                                ‫(‪ )2‬المسفلك‪ ،‬جد‪ ،2‬ص‪847‬‬

‫(‪ )3‬م‪.‬ن‪ ،‬جد‪ ،1‬ص‪ ،19‬دا دفبع ح هدىا طةدفب دي ال غ اي لأدف‪ ،‬ارقدة ‪ ،53‬ا د‪ ،‬لد ان المق حدة‪ ،‬ا ار القلدا‪ ،‬لأديات‬
                                                                                ‫جد‪ ،1992 ،11‬ص‪.54‬‬

‫(‪ )4‬الا رسي م‪.‬ن‪ ،‬جد‪ ،1‬ص‪ ،86‬السلاام طةفب الاسةقصف س يفر اا المغيب الاقصدي‪ ،‬قلأدق ا عللأدق جعفدي‬
                       ‫النف يم دح م النف يم‪ ،‬ار الرةفب‪ ،‬ال ار اليلأعفء‪ ،1954 ،‬جد‪ ،5‬ص‪. 132‬‬
                                                                                   ‫(‪ )5‬م‪.‬ن‪ ،‬جد‪ ،1‬ص ‪.61‬‬

‫(‪Anene (Y.C): "Slavery and Slave trade", in Africa in the nineteenth and twentieth )6‬‬
                                                                           ‫‪centuries, press, p. 96.‬‬
                                                                                          ‫(‪op.cit , p.31.)7‬‬

                                                                        ‫(‪ )8‬ح هىا ح ا العفلا‪ ،‬ص ‪.148‬‬
                        ‫(‪ )9‬الشمف ي الإيعفح‪ ،‬جد‪ ،5‬ص‪ ،127‬الةميكةي م‪.‬ن‪ ،‬ارقة ‪ ،6-4‬ثا قفرن اشفرا ن‬
  ‫‪Willis: op.cit, pp. 16-19.‬‬

                                                                                ‫(‪ )10‬الةميكةي م‪.‬ن‪ ،‬ارقة ‪.2‬‬

                                      ‫‪47‬‬
   43   44   45   46   47   48   49   50   51   52   53