Page 53 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 53

‫الحشــاشون في إيـران‬

‫د‪ .‬حامـد زيان غانــم‬

‫أستاذ تاريخ العصور الوسطي‬

‫كلية الآداب جامعة القاهرة‬

‫من الفرق الدينية التي منها الإسلام بريء‪ ،‬فرقة الحشاشين‪ ،‬وهي إحدى فرق الشيعة‪ ،‬وهم‬
‫ينتسبون إلى إسماعيل بن جعفر الصادق‪ ،‬الإمام السابع عندهمإ‪1‬ر‪ ،‬ولذلك أيلل عليهم أيضا اسم‬
‫السبعية‪ ،‬والإسماعيلية‪ .‬وقد تعددت ألقابهم‪ ،‬وحصرها الغزالي إت ‪505‬هـر في كتابه فضائح الباينية‬
‫والإسماعيلية‪،‬‬  ‫والخ َّرمدينية‪،‬‬  ‫والخر َّمية‪،‬‬  ‫بعشرة ألقاب هيو الباينية‪ ،‬والقرامطة‪ ،‬والقرمطية‪،‬‬
                                                         ‫والسبعية‪ ،‬والبابكية‪ ،‬والمح مّمرة‪ ،‬والتعليميةإ‪2‬ر‪.‬‬
‫وجدت الدعوة الباينية أو الإسماعيلية يريقها إلى فار والعراق على يد داعي الدعاة‬
‫المؤيد في الدين الشيرازي‪ ،‬واعتمد في ذلك على تأييد السلطان أبو كاليجار البويهي الشيعي‪ ،‬الذي‬
‫كان ميالا للفاييينإ‪3‬ر‪ .‬ولم يترددوا في التخلص ممن يق في يريل دعوتهم‪ ،‬فعندما ناصبهم الوزير‬

                                     ‫نظام الملك العداء لم يترددوا في قتله عام ‪485‬هـ‪1092/‬إ‪4‬ر‪.‬‬

‫كان أول دعاة الإسماعيلية الباينية بفار والعراق أحمد بن عبدالملك بن عطاش‪ ،‬الذي قدمه‬
‫الباينية عليهم وألبسوه تاجا وجمعوا له الأموال‪ .‬وبعد وفاته عام ‪472‬هـ‪1079/‬م تنقلت رياسة‬
‫الباينية إلى أن وصلت إلى الحسن الصبام الذي يعتبر بحل مؤسس هذه الدعوة بإيران‪ ،‬فيقول أحد‬
‫مؤرخي الشيعة " وكان أصل دعوتهم بخراسان الحسن بن صبام " ووصفه بقوله و " وكان رجلا ذا‬

                                                                     ‫دهاء وصاحب حيل "إ‪5‬ر‪.‬‬

‫نشأ الحسن بن الصبام بالري وتأثر في شبابه بالدعوة الإسلامية‪ ،‬وياف بالبلاد‪ ،‬وعاش‬
‫بمصر حوالي عام ونص العام‪ ،‬والتقى بالخليفة المستنصر لدين الله الفايمي عام ‪471‬هـ‪1078/‬م‪،‬‬
‫وسأل المستنصر عن الإمام بعده ؟ فأخبره بالدعوة لابنه نزار‪ .‬وشاءت الظروف أن يحدث نزاع‬
‫حول ولاية العهد بين ابنَّى المستنصر نزار والمستعلى‪ ،‬وانقسم الإسماعيلية إلى فريقين‪ ،‬فريل‬
‫يناصر نزار والآخر يناصر المستعلى‪ ،‬ولم يتمكن نزار من الوصول إلى العرش وهزم وأسر ومات‬
‫في الأسر‪ ،‬غير أن الحسن الصبام رفق بيعة المستعلى‪ ،‬واستمر يدعو لنزار ـ حسب وصية‬

                                                          ‫المستنصر ـ مكونا يائفة النزاريةإ‪6‬ر‪.‬‬
‫اتخذ الحسن الصبام قلعة ألموتإ‪7‬ر ـ قرب قزوين ـ معقلا للباينية عام ‪483‬هـ‪1090/‬مإ‪8‬ر‪،‬‬
‫كما أنه نظم الدعوة الباينية إلى عدة مراتب وفل تنظيم دقيل‪ ،‬وكانت أهم مرتبة في هذا التنظيم هي‬

‫‪ ،‬ىىر ال ىا الشلأعلأة حنذ سيفم ال لففء ال ايش ي‪ ،،‬ا اي حس‪ ،‬ا اي لأا حس‪ ،‬فر ال الة الففاملأة‪،‬‬          ‫(‪)1‬‬
                                                                       ‫القف يا ‪1964‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.43-1‬‬
                                                                                                      ‫(‪)2‬‬
                                                    ‫الغ اشلي عفئح اليفانلأة‪ ،‬الرى ت ‪.‬ت‪ ،‬ص‪.17-11‬‬       ‫(‪)3‬‬
                                           ‫المؤ ي ال ي‪ ،‬السلأيا المؤ ية‪ ،‬القف يا ‪1949‬م‪ ،‬ص‪.13 ،4‬‬       ‫(‪)4‬‬
                                            ‫ا ‪ ،‬لرفن ا لأفت اس لأفن‪ ،‬القف يا ‪ 1310‬د‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.358‬‬        ‫(‪)5‬‬
                                       ‫ا ‪ ،‬ايفايف الف يم ي اا اب السلىف لأة‪ ،‬لأيات ‪.‬ت‪ ،‬ص‪.300‬‬          ‫(‪)6‬‬
‫ا ‪ ،‬اسثلأي الرفحي ي الةفر ‪ ،‬لأيات ‪1966‬م‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪317‬؛ المقيشم ا عفي ال نفف ب يفر اسئمة‬
                                                                                                      ‫(‪)7‬‬
                                                           ‫الففاملألأ‪ ،‬ال لفف‪ ،‬القف يا ‪.‬ت‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.323‬‬
‫لا ر‪ ،‬قلعة المىت ي القلعة الىحلأ ا لليفانلأة بإي اين‪ ،‬ق النى يم القلاا الةي اسةىلىا للأهف يلا الع ا‬   ‫(‪)8‬‬
‫بعشيا قلاا‪ ،‬اسشفر سن سشهي ف اسلمىت ‪ .‬ا اي هفية اسرب ي نىن اس ب‪ ،‬القف يا ‪1984‬م‪ ،‬ج‪،26‬‬

                                                                                        ‫ص‪.353-352‬‬
‫يذطي ا ‪ ،‬اسثلأي االنى يم سن طلمة الالمىت عني بفللغة ال يلملأة عللأا العقفب‪ .‬ا اي الرفحي ي الةفر ‪،‬‬

                                         ‫لأيات ‪1966‬م‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪316‬؛ هفية اسرب‪ ،‬ج‪ ،26‬ص‪.353‬‬

                                      ‫‪52‬‬
   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58