Page 55 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 55

‫من جهة أمهم بيبي شهربانوه ابنة يزجرد آخر ملوك الفر "إ‪1‬ر‪.‬‬
‫والمعروف أن إيران كانت مركز المعارضة ضد الإدارة الإسلامية الممثلة في الدولة‬
‫الأموية‪ ،‬ثم الدولة العباسية‪ ،‬وأخذت في محاربة إدارة الدولة معتمدين على ما لديهم من تراث‬

                                                                                     ‫عقائدي‪.‬‬
‫على سبيل المثال فإن مؤسس دعوة الباينية هو ميمون بن ديصان المعروف بميمون القدَّام‪،‬‬
‫مولى جعفر بن محمد الصادق وهو من الأهواز‪ ،‬ومعه محمد بن الحسين الملقب بدندان‪ ،‬حيث‬
‫اجتمعوا في السجن بالعراق‪ ،‬ووضعوا أسس مذهب الباينية‪ ،‬ثم ظهرت دعوتهم بعد خلاصهم من‬

                                                                                   ‫السجنإ‪2‬ر‪.‬‬
‫وأخذت دعوتهم في الظهور زمن المأمون الخليفة العباسي إ‪218-198‬هـ‪833-813 /‬مر‬
‫وانتشرت أيام الخليفة المعتصم إ‪227-218‬هـ‪842-833/‬مر‪ ،‬ودخل في دعوتهم الأفشين قائد جيش‬
‫المعتصمإ‪3‬ر‪ ،‬وذكر البغدادي أن الذين "وضعوا أسا دعوة الباينية كانوا أولاد المجو ‪ ،‬وكانوا‬

                                                                   ‫مائلين إلى دين أسلافهم"إ‪4‬ر‪.‬‬
‫أما الدور السياسي للحشاشين بإيران‪ ،‬فقد تجلى في وقوفهم ضد القوى الإسلامية التي تعاقبت‬
‫على حكمها‪ ،‬وفي نفس الوقت توددوا لمختل القوى المعادية للإدارة الإسلامية‪ ،‬وهذا يؤكد ما ذكره‬
‫كثير من مفكري المسلمين الأوائل أمثال البغدادي عندما أشار إلى أنهم " أشد ضررا على المسلمين‬

                                                     ‫"‪ ،‬وذلك رغم ادعائهم الانتماء إلى الإسلام‪.‬‬
‫من ذلك أنهم منذ أن أخذت الدعوة الباينية تأخذ يريقها إلى فار بدأ العداء بينهم وبين‬
‫سائر القوى الإسلامية الأخرى بتلك المنطقة‪ ،‬من ذلك عدائهم للسلاجقة وقتلهم الوزير نظام الملك‬
‫عام ‪485‬هـ‪1092/‬م‪ ،‬وهو الذي كان يناصبهم العداء جهاراإ‪5‬ر‪ .‬حيث تقدم إليه " شاب صوفي الشكل‬
‫من الباينية ليلة العاشر من رمضان‪ ،‬فناوله قصة‪ ،‬ثم ضربه بسكين في صدره فقضى عليه "إ‪6‬ر‪.‬‬
‫ويقول ابن العمرانيإت ‪580‬هـ‪114/‬مرو " واستشهد هذا الصدر على أيدي الملاحدة بباب نهاوند في‬

                                                                     ‫العاشر من رمضان "إ‪7‬ر‪.‬‬
‫وتشير المصادر الفارسية إلى أنه كان هناك عداء دفين بين الحسن الصبام وبين نظام الملك‪،‬‬

                          ‫حيث كان الحسن الصبام يكن من الكراهية الشيء الكثير لنظام الملكإ‪8‬ر‪.‬‬

‫‪ De Gobineau : Religion et Philosophie daes L'Asie Centrale, Paris‬ر‪1‬إ‬  ‫‪, P.‬‬

‫‪Paris‬‬               ‫‪.‬‬

                       ‫(‪ )2‬اليغ ا م الَفيع لأ‪ ،‬الِفيع‪ ،‬لأيات ‪.‬ت‪ ،‬ص‪.282‬‬
                       ‫(‪ )3‬اليغ ا م الَفيع لأ‪ ،‬الِفيع‪ ،‬لأيات ‪.‬ت‪ ،‬ص‪.284‬‬
                           ‫(‪ )4‬الَفيع لأ‪ ،‬الِفيع‪ ،‬ص‪.284‬‬
‫ا قفا سن الي ايحكة ا ا الذي‪ ،‬يمثلىا العنصي الففرسي ي ا ارا ال الة العيفسلأة‪ ،‬س ار اا سن ي علىا الرعية لأةف‬

‫ع هف بفلي ىر للأي‬   ‫للنفر‪ ،‬احلأفء للة اي الففرسي الق يا‪ ،‬شفراا ل فران اليشلأ ب ن ي عي هف َح ميَا يى‬
‫الَفيع لأ‪ ،‬الِفيع‪،‬‬  ‫هفر‪ ،‬فى‪ ،‬اليشلأ ال قص ا‪ ،‬رفن ذلك ح‪ ،‬لأ‪ ،‬سسيفب ريةها‪ .‬ا اي اليغ ا م‬

                                                                       ‫ص‪.285‬‬

                       ‫(‪ )5‬ا ‪ ،‬لرفن ا لأفت اس لأفن‪ ،‬لأيات ‪1978‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.398‬‬

                    ‫(‪ )6‬ا ‪ ،‬العمف ال نيلي شذ ارت الذ ب ي س يفر ح‪ ،‬ذ ب‪ ،‬لأيات ‪.‬ت‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.373‬‬

‫ا يا اليعض سن السلىفن حلرشفه بع سن َح َس افم الملك ل حف ا ي اللأ ح‪ ،‬ا سفا فىذ حق للأ ‪ ،‬ا ى‬
‫الذم َّن للأ اليفانلأة للأقةلىه‪ .‬ا نفك ح‪ ،‬ييا سن يطفن ف ىن ‪:‬اجة السلىفن حلرشفه حق ت للأ س طفن‬

‫يملأي ال ىللأة يطلأفراع العه ا ى ا ‪ ،‬يهف لا ح‪ ،‬ا نهف الصغلأي ح م ‪ ،‬ى عت ح‪ ،‬يقةل ‪ .‬ا اي ا ‪،‬‬

‫اسثلأي الرفحي ي الةفر ‪ ،‬لأيات ‪1966‬م‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪206-204 ،6-75‬؛ النى يم هفية اسرب ي‬

                           ‫نىن اس ب‪ ،‬ج‪ ،26‬ص‪.332-331‬‬

                       ‫(‪ )7‬الا يفء ي فر ال لففء‪ ،‬اليفل ‪1982‬م‪ ،‬ص‪2000‬م‪.‬‬

                       ‫(‪ ، )8‬ذه الر اي لأة‪ ،‬ا اي ىا حلأي سةىر الى‪ :‬ارء‪ ،‬ص‪.267-260‬‬

                       ‫‪54‬‬
   50   51   52   53   54   55   56   57   58   59   60