Page 54 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 54

‫مرتبة الفداويةإ‪1‬ر‪ .‬والفداوية هم الذين يضحون بأنفسهم فداء رئيسهم‪ ،‬ويمعا في الخلود بالجنة‪،‬‬
          ‫وأصبحوا الأداة التي استخدمها دعاة الباينية في التخلص من أعدائهم وتنفيذ أغراضهمإ‪2‬ر‪.‬‬

‫أن داعي دعاة الباينية ـ شيخ الجبل ـ أنشأ بألموت حديقة غناء‬  ‫ذكره المؤرخون‬  ‫بهاويكفهلم مامم َلّاذ‬  ‫جعل‬
‫أن ينشأ بها بعق ما وصفت به الجنة من نخيل وأعناب وفاكهة‬      ‫وياب‪ ،‬وحاول‬
‫وغير ذلك‪ .‬وبعد أن يتسامر داعي الدعاة مع الفتية الفداوية المناي بهم أمر اغتيال شخص معين‪،‬‬
‫يسقونهم مادة الحشيش إلى أن يتم تخديرهم‪ ،‬ثم ينقلونهم إلى تلك الحديقة‪ ،‬وهناك يفيقون فيجدون‬
‫أنفسهم بين حدائل وفاكهة وبنات حور العيون‪ .‬وبعد أن يقضوا بعق الوقت ينعمون بما فيها من‬
‫نعيم‪ ،‬يتم تخديرهم مرة أخرى ثم ينقلون إلى حضرة داعي الدعاة الذي يسألهم أين كانوا ؟ فيجيبون‬
‫أنهم كانوا بالجنة‪ ،‬ويقصون عليه ما شاهدوه من نعيمها‪ .‬وهنا يقول لهم إذا أردتم أن تنعموا بتلك‬
‫الجنة مرة أخرى‪ ،‬عليكم بقتل فلان‪ ،‬ويحدد لهم الشخص المراد قتلهإ‪3‬ر‪ .‬وهنا لا يتردد هؤلاء الفتية‬
‫في تنفيذ ما يطلب منهم‪ ،‬وذلك يمعا في العودة إلى الجنة المزعومة والتي سبل وأحسوا بنعيمها‪..‬‬
‫ومن الملاح أنه نسبة إلى مادة الحشيش التي يتم تخديرهم بها أيلل عليهم اسم الحشاشين أو‬
                                                                              ‫الحشيشيةإ‪4‬ر‪.‬‬

‫وقبل أن نستعر دور هذه الفرقة السياسي في إيران‪ ،‬نجد أنفسنا أمام سؤال‪ ،‬لماذا انتشرت‬
‫هذه الفرقة أول ما انتشرت في إيران‪ ،‬ومنها انتشرت في سائر البلدان ؟ وبطبيعة الحال عندما نتحدث‬

   ‫عن انتشار هذه الفرقة‪ ،‬نتحدث عن انتشار التشيع بإيران‪ ،‬لأن هذه الفرقة هي إحدى فرق الشيعة‪.‬‬

‫لقد تناول هذه القضية الكثير من المؤرخين سواء المستشرقين أم المسلمين‪ ،‬وغالب الآراء‬
‫تشير إلى أن أهم أسباب تشيع الفر يعود إلى أنهم اتخذوا هذا الموق لأسباب سياسية‪ ،‬فهناك‬
‫نظرية عند الفر وهي نظرية الحل الإلهي وأن البيت الساساني هو صاحب الحل في الحكم‪ ،‬فقد‬
‫عز عليهم ضياع الإمبرايورية الفارسية أمام الفتوحات الإسلامية خاصة زمن الخليفة عمر بن‬
‫الخطاب‪ ،‬ولذلك أضمروا له كرها وسخطا شديدين؛ ومن جهة أخرى فقد رأى بعق الفر فيما‬
‫روى عن زواج الحسين بن علي رضي الله عنه من الأميرة شهربانوه ابنة يزدجرد الثالث آخر ملوك‬
‫الأسرة الساسانية‪ ،‬وقد وجد هذا الفريل في ذلك فرصة في أن ينتسبوا إلى النبي إصلى الله عليه‬
‫وسلمر وإلى الأسرة الساسانية معاإ‪5‬ر‪ .‬أو كما قال أحد المستشرقين أنهم أي الشيعة " ورثة آل ساسان‬

‫(‪ )1‬االف اا ة احف ح‪ ،‬طلمة ائي‪ ،‬اإحف سية ال حف طفن حةيعف ن ا ح‪ ،‬الف اء بفلمفا‪ ،‬الر‪ ،‬يُيجح ال سيم اساا‪.‬‬
                                   ‫ا اي ا ‪ ،‬الف ايت فر ال اا االملىك‪ ،‬الع ايع ‪1978‬م‪ ،‬ص‪.154-153‬‬

‫اح‪ ،‬س ا س ارء الإسمف لأللأة يارا حعي ة اس اي لإحفم اقةها‪ ،‬اح‪ ،‬حفت ان سن يعيف احفم اقة حفت حلأةة جف للأة‪،‬‬

‫ا كفي الفي سن يعيف الإحفم‪ ،‬ا نغمس بع ذلك ي الم يحفت‪ ،‬االإحفم ن ا حعصىم ا صي ال حيحلة‬

‫اسلى لأة‪ .‬ا اي الغ اشلي عفئح اليفانلأة‪ ،‬ص‪ 37‬احف بع ف‪ .‬يقىا ا ‪ ،‬حشم الاف يم (ت ‪ 456‬د) ح‪،‬‬

‫ذه اس ىا الملعى ة ح ثت الإسمف لأللأة االق ايحىة‪ ،‬ا مف افئفةفن ح ف يفن ةيك الإسلام جملة‪ ،‬قفئلةفن‬

‫بفلم ىسلأة الم عة‪ . ...‬ا اي الفصي ي الملي ااس ىاء االن ي‪ ،‬لأيات ‪1985‬م‪ ،‬ص‪.274‬‬

‫(‪ )2‬حس‪ ،‬ا اي لأا حس‪ ،‬فر الإسلام السلأفسي‪ ،‬القف يا ‪1982‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪272 ،271‬؛ حفح ‪:‬فن ارسفت‬

‫ي فر العفلا الإسلاحي‪ ،‬القف يا ‪2006‬م‪ ،‬ص‪.237‬‬

‫(‪ )3‬المقيشم ا عفي ال نفف ب يفر اسئمة الففاملألأ‪ ،‬ال لفف‪ ،‬القف يا ‪.‬ت‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.326‬‬

‫ا ‪ ،‬ار حس‪ ،‬الصيفح ا لاقة بفلسلاجقة ا اي ىا حلأي سةىر الى‪ :‬ارء‪ ،‬القف يا ‪1980‬م‪ ،‬ص‪.267‬‬

‫كف ت ا فا ال س‪ ،‬الصيفح فم ‪ 518‬د‪1124/‬م‪ .‬ا ‪ ،‬سييك الّ را المعلأة ي س يفر ال الة الففاملأة‪ ،‬القف يا‬
 ‫‪2001‬م‪ ،‬ص‪ .494‬اح‪ ،‬ايف حف يذطي سن ال س‪ ،‬الصيفح طفن ‪:‬حلألا ي ال ارسة للغ اشلي فحب طةفب‬

                                             ‫عفئح اليفانلأة ا اي ال را المعلأة‪ ،‬ص‪.494‬‬

‫(‪ )4‬الشهيسةف ي الملي االن ي‪ ،‬القف يا ‪1968‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪193-192‬؛ اا اي الفصي ال فص بفلإسمف لأللأة د‬

                                             ‫ال شفشلأ‪ ،‬د الذم طةي يفر لى س ي طةفب‬

‫‪Setton : Hist of the Crusades, Pennsylvania‬‬  ‫‪vol I, P.‬‬                     ‫‪.‬‬

‫(‪ )5‬حس‪ ،‬ا اي لأا حس‪ ،‬فر ال الة الففاملأة‪ ،‬ص‪61-61‬؛‬

‫‪Browne : Leterary history of Persia, Combridge univ.‬‬                       ‫‪, vol I,‬‬
      ‫‪P. .‬‬

‫‪53‬‬
   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58   59