Page 56 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 56

‫كذلك فإنهم اغتالوا مجموعة من الشخصيات الأخرى أمثال القاضي عبيد الله بن علي‬
‫الخطيبي قاضي قضاة أصبهان‪ ،‬كما أنهم قتلوا يوم عيد الفطر عام ‪485‬هـ أبو العلاء صاعد بن‬
‫محمد البخاري الحنفي المفتي‪ ،‬وقتلوا أيضا بجامع آمل يوم الجمعة القاضي أبو المحاسن عبدالواحد‬

  ‫بن إسماعيل الردياني شيخ الشافعية‪ ،‬ويعلل ابن العماد الحنبلي على ما وصلوا إليه من شدة البأ‬
       ‫بقوله و " وعظم الخطب بهؤلاء الملاعين‪ ،‬وخافهم كل أمير وعالم لهجومهم على النا "إ‪1‬ر‪.‬‬

‫ومن أفعالهم السيئة بفار أنهم ـ أي الحشاشين ـ انتهزوا فرصة دخول السلاجقة في مرحلة‬
     ‫الضع والانقسام في أواخر أيامهم‪ ،‬وأخذوا يمارسون أعمالهم العدوانية ببلاد فار والعراق‪.‬‬

‫كذلك فقد ناصب الإسماعيلية العداء للخوارزمية‪ ،‬وتمنوا زوال قوتهم آملين في أن زوال قوة‬
‫الخوارزمية سيحقل لهم السيطرة على كل بلاد فار ‪ ،‬ولذلك أظهروا تحالفا وتعايفا كبيرا مع‬
‫المغول‪ ،‬خاصة بعد أن استعاد جلال الدين الخوارزمي قوته بعد عودته من الهند‪ ،‬لذلك قام جلال‬
‫الدين بمهاجمة قلاعهم وأنزل الهزيمة بهم عام ‪624‬هـ‪1227 /‬م‪ ،‬وح َّرم عليهم مغادرة قلاعهم حتى‬

             ‫لا يقوموا بأعمالهم الإرهابية من القتل والاغتيال‪ ،‬كما قرر عليهم أموال يدفعونها لهإ‪2‬ر‪.‬‬
‫ويؤكد كلا من المؤرخ ابن الأثير والنسوي أن مقدم الإسماعيلية علاء الدين أرسل إلى‬

  ‫المغول يحثهم على مهاجمة جلال الدين الخوارزمي منتهزا فرصة هزيمة جلال الدين أمام تحال‬
‫الأشرف موسى صاحب البلاد الجزرية وكيقباد بن كيخسرو صاحب الروم عند خلاي عام‬

                                                                           ‫‪627‬هـ‪1230/‬إ‪3‬ر‪.‬‬
‫وعلى هذا النحو وجد تحال بين المغول والإسماعيلية موجها ضد القوى الإسلامية الواقفة‬
‫أمام الخطر المغولي‪ ،‬مما يدل على مدة خطورة هذه الفرقة التي لعبت دورا هداما في تاريخ العالم‬

                                                                                   ‫الإسلامي‪.‬‬
‫ولكن إذا كان الإسماعيلية قد ظنوا أنهم سيحققون أغراضهم بزوال دولة الخوارزمية‪ ،‬فإن‬
‫هذا لم يحدث‪ ،‬فلم يلبث أن أخذ الصدام يريقه بينهم وبين المغول‪ ،‬ذلك أن مصالح الفريقين‬
‫تضاربت‪ ،‬لقد أقام الحشاشون دولتهم على القتل وسفك الدماء‪ ،‬وهي نفس الأسس التي أقام المغول‬
‫قوتهم عليها‪ ،‬لذلك كان لابد من حدوث صدام بين القوتين‪ ،‬ولذلك لم يلبث أن أخذ الصدام بينهم يأخذ‬
‫مجراه حتى انتهى الأمر بعزم المغول على التخلص من الحشاشين والقضاء عليهم نهائيا‪ ،‬ونجح‬
‫هولاكو بالفعل في القضاء على قوة الحشاشين بإيران‪ .‬وقد عم الفرم والسرور معظم أنحاء العالم‬
‫الإسلامي ابتهاجا بالقضاء على هذه الدولة‪ ،‬وهي أول مرة يهلل فيها المسلمون فرحا بانتصار‬
‫المغول‪ ،‬ويعود السر في ذلك إلى تلك الأفعال السيئة التي كان يمارسها الحشاشون‪ ،‬وإلى الأفعال‬

                                        ‫الإجرامية التي قاموا بها ييلة سنوات تواجدهم بإيرانإ‪4‬ر‪.‬‬

‫ا ذطي ا ‪ ،‬اسثلأي سن السيب الميفشي ي قةي اليفانلأة لنافم الملك‪ ،‬س بع سن س ذ ال س‪ ،‬الصيفح قلعة المىت‬   ‫(‪)1‬‬
‫فم ‪ 483‬د‪1090/‬م سلأي افم الملك جلأشف ال قلعة المىت لاسةي ا ف ح‪ ،‬ال س‪ ،‬الصيفح‪ ،‬ابفلفعي حف ي‬            ‫(‪)2‬‬
‫جلأت افم الملك القلعة ال سن فع ال س‪ ،‬الصيفح ح‪ ،‬ذا ال صفر رسي ح‪ ،‬قةي افم الملك‪ ،‬لمف ُقةي‬
‫رجع العسكي نهف ‪ ،‬ا لص ال س‪ ،‬الصيفح ح‪ ،‬ال صفر‪ ،‬اا في بقلعة المىت‪ .‬ا اي الرفحي‪ ،‬ج‪،11‬‬                   ‫(‪)3‬‬
                                                                                                     ‫(‪)4‬‬
                                                                                              ‫ص‪.317‬‬
                                      ‫ا ‪ ،‬العمف ال نيلي شذ ارت الذ ب ي س يفر ح‪ ،‬ذ ب‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.4‬‬
‫مف قيره جلاا ال ي‪ ،‬ال ىار‪:‬حي ل الإسمف لأللأة‪ ،‬ا اي حف ذطيه النسىم سلأيا جلاا ال ي‪ ،،‬القف يا‬
‫‪1953‬م‪ ،‬ص‪443-326‬؛ اا اي سيعف ففف ييا الةفر السلأفسي لل الة ال ىار‪:‬حلأة‪ ،‬القف يا ‪1987‬م‪،‬‬

                                                                                        ‫ص‪.240-237‬‬
                    ‫ا ‪ ،‬اسثلأي الرفحي ي الةفر ‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪295‬؛ النسىم سلأيا جلاا ال ي‪ ،،‬ص‪.344‬‬
 ‫‪ ،‬هفية اليفانلأة ا اي حفح ‪:‬فن هفية اليفانلأة‪ ،‬ص‪( 111-91‬ب ي الع ال فص بعلأ حلألا‬
 ‫س‪ . .‬سعلأ فشىر السيعلأ‪ ،،‬القف يا ‪1992‬م)‪ ،‬ا ‪ ،‬ح ا ارلأفح العفلا الإسلاحي لا ةصفر المغىا ل‬
‫الإسمف لأللأة ا اي حف ذطيه ا ‪ ،‬العملأ ‪ ،‬ىلاكى بع ا اشل الهشمة ب ىرشفه ا ا‪ ،‬لا الع ا حنها د‬

                                      ‫‪55‬‬
   51   52   53   54   55   56   57   58   59   60   61