Page 33 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 33

‫مصــادر الفترة باسم "الظطاية أو الشناعية"إ‪1‬ر‪ ،‬وهكذا سئل سحنونإ‪2‬ر عن "الرفقة يستأجرون علي‬
‫من يحفظهم من اللصوص ويبلغهم من مكان الخوف إلي محل الأمن"‪ ،‬وبصورة أكثر وضوحا ترد‬
‫نازلة أخري سئل فيها الفقيه القيرواني ذاته عن أهل قافلة " تعر لهم اللصوص يريدون أخذهم‬
‫فيقوم بعق أهل الرفقة فيضامنهم على مال " إ‪3‬ر وهي المسألة ذاتها التي سئل عنها الداودي فيما‬
‫يتعلل ببعق سكان المغرب الذين "تنزل عليهم الأعداء وتأخذ أموالهم وأولادهم‪ ...‬فقالوا للشناعية‬
‫فقاموا بأمورهم وصدوا عنهم الأعداء‪ ...‬وصارت وظيفة عليهم ورثها الأبناء عن الإباء"إ‪4‬ر‪ ،‬وحسب‬
‫نازلة أخري سئل الفقيه ذاته عن " رفقه استأجرت من يحرسها"إ‪5‬ر‪ ،‬وكان هاجس الخوف من‬
‫اختطاف الأنفس وراء اضطرار الفقيه للقول بالجواز‪ ،‬ومن ثم جاءت الفتوى صريحة بأنه "إذا اخذوا‬
‫الأجرة علي حف المارة فعلي عدد الرىو ‪ ...‬ذلك مما عرف من سنة تلك البلاد فان أعطاهم المال‬
‫يخلصهم ويمنحهم‪ ..‬عن أنفسهم وعن أموالهم"إ‪6‬ر لأن "اللصوص يريدون أخذهم"إ‪7‬ر‪ ،‬كما كانت تلك‬
‫الوضعية وراء إرسال الإمام الاباضي أبو اليقظان ابنه أبي حاتم عام ‪281‬هـ‪894/‬م "في جيش‪..‬‬

                                                          ‫ليجيروا قوافل قد أقبلت من المشرق"‪.‬‬
‫وفي ظل هذه السياسية وغياب الأمن كان بديهيا أن تتدهور الأحوال الاقتصادية وان تتردي‬
‫الأوضاع المعيشة حتى وصل الأمر ببعق ساكنة البلاد إلي أكل الميتة والجي إ‪8‬ر‪ ،‬ووجد الكثيرون‬
‫من أهل الشدائد والبائسون في قطع الطرق وامتهان العيارة والشطارة وسيلة للحصول علي ما يسد‬
‫رمقهم‪ ،‬وكان من جملتهم العبيد الذين اضطرتهم ربقة العبودية إلي الاباق والاندراج في سلك‬
‫اللصوصية يرصدون القوافل لخط الأنفس وسرقة الأموال لاسيما وقت الانتفاضات والحركات‬
‫الانترائية‪ ،‬إذ جرت العادة في مثل هذه الظروف إن يتسرب إلي زعماء الثورات " ذعار اللصوص‬

                                                       ‫واباق العبيد‪ ...‬من كل أوب و‪ ...‬فج "إ‪9‬ر‪.‬‬
‫كما كان انعدام الأمن وخيفة الطريل وما يترتب علي ذلك من خط ونهب مداعاة لاستنباي‬
‫الفقهاء المغاربة أحكاما تتعلل ببعق التفريعات الفقهية المرتبطة بالموضوع‪ ،‬من ذلك مثلا اعتبار‬
‫قلة الواردين من البلاد لسكني الفنادق المكتراة " من فتنة أو خوف حدث في الطريل‪ ...‬عيبا فيما‬
‫اكتراه المكتري"إ‪10‬ر‪ ،‬كما أصدر سحنون وبعق من عاصره من الفقهاء فتواهم بسقوي العذر عن‬
‫الغائب والحكم عليه وان قربت غيبته لان الطريل " لم تكن‪ ..‬مسلوكة ولا مأمونة"إ‪11‬ر لانعدام الأمن‬
‫وكثرة الفتن‪ ،‬مما ينتج عنه غياب الأفراد وانقطاع أخبارهم والتي شكل الخط بلا شك احد مظاهره‬
‫باعتباره مصيرا يبيعيا لكثير من هؤلاء الغائبين في ظل سيادة الفوضى وانتشار الهرج وتواري‬
‫الأمن السياسي‪ .‬وهكذا يتوفر لدينا فيق من النوازل عن أنا غابوا ولم تعرف أخبارهم‪ ،‬فقد خرج‬

                                                                            ‫(‪ )1‬المص ر السف ق‪ ،‬ارقة ‪.177‬‬
               ‫(‪ )2‬المسفئي المةعلقة بفلمغفرسة‪ ،‬ح ىىط بميطش جهف الللأيلألأ‪ ،،‬للأيلأف‪ ،‬ت رقا ‪ ،1714‬ارقة ‪.34‬‬

                                                                           ‫(‪ )3‬السل مفس م‪.‬ن‪ ،‬ارقة ‪.95‬‬
     ‫(‪ )4‬القصيم دىا‪:‬ل ‪،‬ح ىىط بمعه الم ىىافت العيبلأة‪ ،‬ت رقا‪،144‬بعثة المعه ال حىرةف لأف‪،‬ارقة ‪.258‬‬

                                                                          ‫(‪ )5‬السل مفسي م‪.‬ن‪ ،‬ارقة ‪.177‬‬
                                                                                        ‫(‪ )6‬م‪.‬ن‪ ،‬ارقة ‪.95‬‬
                                                                                                  ‫(‪ )7‬فس ‪.‬‬

 ‫(‪ )8‬المدفلري م‪ .‬ن‪،‬جدد‪،1‬ص‪262‬ا د‪ ،‬ا دي ‪:‬را اس دلأس المىديب ديال القيادفن دي س يدفر حلدىك المغديب ا دفر‬
                                     ‫ح ينة فن‪،‬ط‪ .‬ار المنصىر للىيف ة االنشي‪ ،‬اليبفط ‪،1973‬ص ‪.97‬‬

‫(‪ )9‬س ى القفسا اليلىم العىفء ال شي طش‪ ،‬لىفء الةيسلأي‪ ،‬ح ىدىط بمعهد الم ىىادفت العيبلأدة دت رقدا ‪154‬‬
‫بعثدة المعهد اسالد الد المغديب‪ ،‬ارقدة ‪ ،15‬ح مدى اسدمف لأي المهمشدىن د الةدفر الاسدلاح ‪ ،‬رؤ دة للنشدي‬

                                                                     ‫االةى‪:‬ع‪ ،‬القف يا‪ ،2004 ،‬ص‪.153‬‬
‫(‪ )10‬ا د‪ ،‬رشد الفةدفام‪ ،‬جمدع ا قلأدق الم ةدفر د‪ ،‬ادف ي الةللألد ‪ ،‬ط‪ .‬ار الغديب الاسدلاح لأديات‪ ،1987 ،‬جدد‪،3‬‬

                                                         ‫ص ‪ ،1282‬الى شيسي م‪.‬ن‪ ،‬جد‪ ،7‬ص ‪.452‬‬
‫(‪ )11‬لأفل اال ه ح م حذا ب ال كفم ي ىا‪:‬ا اسحكفم‪ ،‬قلأدق ا عللأدق ح مد د‪ ،‬شديفة‪ ،‬ار الغديب الاسدلاحي‪،‬‬
‫لأيات‪ ،1990 ،‬ص ‪ ،124‬ثا فبع مفذج ح‪ ،‬ذه اسحكفم لي س فن ام ىي للأيةها دي المصد ر فسد ‪ ،‬ص‬

                                                                                     ‫ص ‪.129 – 125‬‬

                                      ‫‪32‬‬
   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38