Page 34 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 34

‫احدهم"في خرجه فتنه‪ ..‬ولا يعلمون له خبرأ بعد ذلك‪ ...‬وخفي أمره "إ‪1‬ر‪ ،‬وغاب أخر " غيبه انقطع‬
‫فيها خبره ولا يعلم‪ ...‬مستقره"إ‪2‬ر‪ ،‬كما تتواتر التفاصيل النوازلية عمن "غاب من موضعه‪...‬‬
‫أعوام"إ‪3‬ر وعمن " فقد منذ سنين كثيرة "إ‪4‬ر ومن " خرج بجهازه إلي السفر فغاب سنين"إ‪5‬ر‪ ،‬وعن "‬
‫غائب منقطع الغيبة بحيث لا يعلم منذ سنيين كثيرة"إ‪6‬ر‪،‬وليس أدل علي مدي استفحال هذه الظاهرة‬
‫من شيوع اشتراي النساء في عقود زواجهن أن يصبح أمرهن بأيديهن إذا سافر أزواجهن إلي موضع‬
‫يحسبهم فيه " فتنة أو فساد يريل يخشى منه الاسر"إ‪7‬ر أو " خرج يريد سفرا قريبا فاسر"إ‪8‬ر‪ ،‬حتى‬
‫بات متداولا بين الموثقين إثبات الشري في الوثائل تعميما بهذه العبارة " إذا غاب الزوج عن إمراته‬

                                                                                  ‫مكرها"إ‪9‬ر‪.‬‬
‫وفضلا عما تقدم يمكن القول بان العداء المذهبي قد أوجد مصدرا خصبا للتزود بالرقيل عن‬
‫يريل الخط ‪ ،‬إذ أجاز فقهاء الشيعةإ‪10‬ر لأتباعهم خط مخالفيهم‪ ،‬كما لم يجدوا غضاضة في القول‬
‫بجواز شراء الرقيل الذي سلبت حريته عن يريل الخط من المنايل التي اشتهر أهلها بأنهم "‬
‫يسرقون بعضهم من بعق "‪ ،‬استنادا إلي أن ذلك الفعل سيخرجهم من دار الكفر إلي دار الإسلام‪،‬‬
‫مما اعتبر نوعا من إعطاء المسوغ الشرعي لمعتنقي المذهب في امتداد أيديهم لخط من وصلوا‬

                                                         ‫إليه من الأعداء دونما خوف أو حرج‪0‬‬
‫ويبدو أن شيوع مثل هذه النظرة في المجتمع المغربي قد دفعت الفقيه سحنونإ‪11‬ر إلي القول‬
‫بأخذ الحيطة عند شراء الرقيل البربري لاسيما الإناث " لما يخاف من أصولهن وحريتهن وسرقتهن‬
‫وما كان من هذا وأشبه " نتيجة اقتحام المجالات السكنية لخط الاسري ونهب الأموال في غياب‬
‫رادع فعلي من جانب السلطة السياسية‪ ،‬وهو المعني ذاته الذي قال به ابن رشدإ‪12‬ر في شراء صبيان‬
‫البربر وما أشبههم بسبب ما اشتهرت به البلاد المغربية من عموم " الفساد من هذا الأمر من سرقة‬

                     ‫الأحرار وبيعهم والأحب‪ ...‬أن يتورع الرجل فيه‪ ...‬والاحتياي ترك شرائهم "‪.‬‬
‫وانطلاقا من هذه المعطيات ذات الطابع النظري التعميمي يمكن رصد الظاهرة بنوع من‬

                                     ‫التفصيل حسب الإيار المكاني وعبر النصوص المصدرية‪.‬‬
‫ففي المغرب الاقصي نشطت عمليات خط الأحرار منذ وقت مبكر مرتبطة بفترات‬
‫الفوضى التي لازمت الصراعات السياسية حتى وصفت تلك المنطقة من قبل فقهاء العصر بالفساد‬

                 ‫(‪ )1‬ا ‪ ،‬س نىن دىا‪:‬ل ‪ ،‬ح ىىط بمعه الم ىىافت العيبلأة‪ ،‬ت رقا ‪ 669‬ق حفلك‪ ،‬ارقة‪.5‬‬
                                                                        ‫(‪ )2‬لأفل اال ه م‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.126‬‬
                                                                                                  ‫(‪ )3‬فس ‪.‬‬

‫(‪ )4‬ا دد‪ ،‬العىددفر الىثددفئق االسدد لات‪ ،‬قلأددق شددفلملأةف اطددىرنىي‪ ،‬ح مددع المددىثقلأ‪ ،‬الم يىددي االمعهدد اسسدديف ي‬
            ‫العيبي للثقف ة‪ ،‬ح ر ‪ ،1973 ،‬ص ‪ ،351‬ثا فبع يف ارت شيلأهة ص‪ ،‬ص ‪.552 ،546 ،545‬‬

 ‫(‪ )5‬يدددددد الى ددددددفب دددددد‪ ،‬يدددددد الدددددديحم‪ ،‬دددددد‪ ،‬رسددددددةا حسددددددفئي فىسددددددة‪ ،‬قلأق ا يلأددددددب ا دددددد اي لأا ح مدددددد‬
                                                                         ‫الام‪،‬لي اية‪،1990،‬ص‪.122‬‬
                                                                          ‫(‪ )6‬لأفص اال ه م‪.‬ن‪ ،‬ص‪.127‬‬

‫(‪ )7‬ا ‪ ،‬فران الةى سي ا ةصفر النهفية االةمدفم دي حعيدة الىثدفئق ااسحكدفم‪،‬ح ىىط بمعهد الم ىىادفت العيبلأدة‪،‬‬
                                                                      ‫ت رقا ‪ 193‬ق حفلك‪ ،‬ارقة ‪.37‬‬

‫(‪ )8‬النفدشم الىدير المى دى ة لدي الىثدفئق الم مى دة لا د‪ ،‬ةدىح الينةدي‪ ،‬ح ىدىط بمعهد الم ىىادفت العيبلأدة‪،‬‬
                                                    ‫ت رقا ‪ 44‬ق حفلك حصىرا الاسكىرفا‪ ،‬ارقة ‪.14‬‬
                                                                                                  ‫(‪ )9‬فس ‪.‬‬

  ‫(‪ )10‬ا اددي العددفحلي اسددفئي الشددلأعة الددي صددلأي حسددفئي الشدديعة‪ ،‬قلأددق ح مدد السدد اي‪:‬م‪ ،‬ار احلأددفء الةدد اي‬
                                                           ‫العيبي‪،‬ط‪ .‬لأيات‪. ( ،‬ت)‪ ،‬م‪ ،6‬جد‪ ،1‬ص‪.99‬‬

                                              ‫(‪ )11‬الم ا ة‪ ،‬حىيعة السعف ا‪ ،‬حصي‪ ،‬ط‪ 1323‬د‪ ،‬جد‪ ،1‬ص‪.141‬‬
‫(‪ )12‬اليلأدفن االة صدلأي ااالشديح االةىجلأد االةعللأدي دي حسدفئي المسدة يجة‪ ،‬قلأدق ح مد ح د ا ديان‪ ،‬ار الغديب‬

                                                                    ‫الاسلاحي‪ ،‬ط‪ ،1988 2‬جد‪ ،8‬ص‪81‬‬

                                      ‫‪33‬‬
   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39