Page 35 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 35
لان " بيع الأحرار فيه فاش معلوم"إ1ر وهكذا ترد نازلةإ2ر تخص مدينة سبتة يعود تاريخها إلي عام
275هـ888/م حيث تعرضت المدينة لغارة شديدة أسفرت عن قيام المغيرين بخط عدد من النساء
وبيعهن في أسواق الرقيل ،وهو ما أفصحت عنه أحداهن حين ذكرت أن "متغلبا في ذلك الجانب
أغار عليهم فسباها في من سبي وهي حرة ،وذكر الذي ألقيت بيده انه ابتاعها في ذلك الجانب التي
زعمت إنها من أهله" فجاءت الفتوى صريحة من قبل بعق الفقهاء الذين عرضت عليهم النازلة
وعلي رأسهم الفقيه التونسي ابن زياد إت 183هـ799/مر "أن يكون إثبات الرق علي من ادعاه،
لتصديقه إياها علي ذكر الناحية التي ادعتها والذي فشا من الفساد تلك الناحية " ،كما نزلت مسألة
أخري تخص المدينة ذاتها يبدو أن صاحبتها كانت من مجموع النسوة اللائي اختطفن من الغارة
المذكورة حين قامت تلك المرأة الممتلكة عند احد القضاة بعد سبيها " تدعي الحرية ،وأنها ابنة فلان
من سبتة وشهد لها عنده شاهدان علم عنهما أنهما يعرفانها بسبتة منذ سبعة أعوام تتصرف تصرف
الحرائر ......وأنها حرة "إ3ر ،وإذا كانت النازلتان هاتان قد كشفتا عن مصير اثنتين من النسوة
المختطفات وهو الحرية ،فإن الأخريات قد عجزن حتما عن رفع شكايتهن واندرجن ضمن صفوف
الرقيل.
أما مدينة فا فتكش النصوص معاناة أهلها خلال الفراغ السياسي وظروف اللا سلم التي
عاشتها المدينة خلال القرنيين الثالث والرابع الهجريين حيث نشطت الغارات للخط والنهب،
لاسيما غارات مغراوة الذين " جاروا علي رعيتهم فأخذوا أموالهم ...وتعرضوا لحرمهم ...وتوالا
منهم ظلم وعدوان...فكان رىساء مغراوة وبني يفرن يدخلون علي النا في ديارهم فيأخذون ما
يجدون فيها من الطعام ويتعرضون لنسائهم وصبيانهم"إ4ر
وأمام هذه الظاهرة التي أقضت مضاجع أهل المدينة خوفا علي أنفسهم من الوقوع في
الاسترقاق اضطر السكان إلي إخفاء النساء والصبيان في المطامير واتخذوا "غرفا لا أدراج لها ،إذا
كان عشي النهار يلع الرجل فيها بسلم هو وعياله وأولاده ثم رفع السلم معه"إ5ر ،وبأسلوبه الأدبي
عبر ابن خاقانإ6ر عن وقع هذه الظاهرة علي سكان المدينة متحدثا عن هؤلاء الذين " عاثوا فيها
وفسقوا ...ومنعوا جفون أهلها السنات واخذوا البنين من حجور أمهاتهم والبنات "،واضطر كثير من
أهل المدينة إلي الالتجاء إلي أربطة الأولياء والصوفية والتحصن فيها ،وان لم يمنع ذلك من وقوع
بعضهم في قبضة تلك الجماعة التي رصد أفرادها مخارج المدينة ومنافذها إ7ر
وغير بعيد عن المدينة وتحديدا في ناحية غمراسن المتصلة بجبل درن دفع العداء المذهبي
مجموعة من البربر المنتحلين لمذهب النكارية الخوارج إلي شن الغارات علي أهل المنطقة من
العرب المخالفين لهم حيث اعتادت غازية منهم علي الخروج لتعود محملة بالنساء والذراري ،كما
كانت " تكمن بعق المكامن لمن يمر بها وخصوصا الجواري ،ولا ببالون في الإغارة علي
ا د ،سدهي الإ دلام ندىا:ا اسحكدفم،المعياف بفسحكدفم الرييا ،قلأدق دىرا ح مد دب العشدش الةى يم،المملردة ()1
العيبلأة السعى ية 1995م ،جد ،1ص.188
()2
ار ت النف:لدة ند القصديم م.ن ،ارقدة ،231ا د ،سدهي م.ن ،جدد ،1ص ،187الى شيسدي م ،ن ،جدد،9
ص ص ،221 ،220ا د ،يحدىن يصديا ال كدفم دي س دىا الاقعدلأة احندف ب اسحكدفم،ط .المىيعدة العدفحيا ()3
()4
الشيلأة ،حصي 1301 ،د ،جد ،2ص.146 ()5
ا ،سهي م.ن ،جد ،1ص .190 ()6
ا ،ا ي :را م.ن ،ص ص .،114 113 ()7
م .ن ،ص.114
قلائدددد العقلأددددفن ،قدددد م لدددد اا ددددع هفرسدددد ح مدددد العنف ي،المكةيددددة العةلأقددددة ،ددددى س ،سلسددددة ح ،ايثنددددف
الاسلاحي ،رقا(،)1ص .30
ا د ،الش دفت الةدف لي المعدشا دي حنفقدب ا دي يعدشم ،ح ىدىط بفلهلأئدة العفحدة للرةدفب ،دت رقدا 1249دفر
لأمدىر ،حلأكديا لألا ،227703ارقدة ،52الد ر ي الد رر المي دعة دي س يدفر س لأدفن ر دة ،ح ىدىط بمعهد
الم ىىافت العيبلأة ،ت رقا 1610فر ،ارقة .62
34