Page 114 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 114

‫حجر‪ ،‬الإمام الكبير‪ ،‬خاتمة الحفاظ‪.‬‬
‫أما المقريزي فهو تقي الدين‪ ،‬ولد سنة ‪766‬هـ‪1364/‬م العالم والمؤرخ الكبير الذي ذاع في‬
‫الآفاق صيته‪ ،‬ودر على أئمة هذا العصر وشيوخه ومنهم ابن الملقنإ‪1‬ر‪ ،‬الذي يذكر "أنه كان أعذب‬
‫النا ألفاظا وأحسنهم خلقا وأعظمهم محاضرة‪ ،‬صحبته سنين وأخذت عنه كثيرا من مروياته‬

                                                                               ‫ومصنفاته"إ‪2‬ر‪.‬‬
‫وكذلك ابن حجر الذي تفقه على ابن الملقن وقرأ عليه في الحديث أيضا‪ ،‬وقد ذكر الحاف ابن‬
‫حجر ما قرأه على شيخه في معجمه فقال و "قرأت على الشيخ قطعة كبيرة من شرحه الكبير على‬
‫المنهاج وأجاز لي‪ ،‬وقرأت عليه الجزئين الساد والسابع من أمالي المخلص" ثم قال و "وسمعت‬
‫منه المسلسل بالأولية والجزء الخامس من مشيخة النجيب تخريج أبي العبا بن الطاهري"‪ .‬وقد‬

                                                 ‫استفاد منه ابن حجر في دروسه وانتفع بكتبهإ‪3‬ر‪.‬‬
           ‫ويذكر السخاوي أن أخص أساتذته كان منهم "ابن الملقن في كثرة التصاني "إ‪4‬ر‪.‬‬
‫نضي إلى تلامذة ابن الملقن الذين أثروا الحياة العلمية في العصر المملوكي ونقدم تلميذه‬
‫العالم الكبير محمد بن علي التقي أبو عبد الله الحسني الفاسي شيخ الإسلام وصاحب الكتاب المشهور‬
‫"شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام" ت‪864‬هـ وكان شيخا للحرم ونشأ بمكة والمدينة المنورة‪...،‬‬

             ‫ودخل القاهرة غير مرة فقرأ على البلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي وغيرهمإ‪5‬ر‪.‬‬
‫أما الآخر فهو محمد بن موسى بن عيسى الكمال أبو البقاء الدميري صاحب كتاب "حياة‬
‫الحيوان" ت‪808‬هـ‪ ،‬والذي ولد ونشأ بالقاهرة‪ ،‬وأقبل على العلم فقرأ على التقي السبكي وأبي الفضل‬

                                             ‫النويري والجمال الإسنوي وابن الملقن والبلقينيإ‪6‬ر‪.‬‬
                                ‫وعندنا العالم الحاف أحمد بن نصر الله بن أحمد التستري‪.‬‬
‫وكذلك أحمد بن عماد بن يوس ‪ ،‬أبو العبا الأقفهسي ثم القاهري‪ .‬يعرف بابن العماد‬
‫ت‪808‬هـ‪ ،‬قرأ على الأسنوي والبلقيني والباجي وابن الملقنإ‪7‬ر‪ .‬حتى أنه ذكر عن أستاذه أنه "تفقه‬
‫وبرع وصن وجمع وأفتى ودر وحدث وسارت مصنفاته في الأقطار‪ ،‬وقد لقينا خلقا ممن أخذ‬

                                                                        ‫عنه دراية ورواية"إ‪8‬ر‪.‬‬
‫هؤلاء صفوة من العلماء والطلاب الذين درسوا على يد ابن الملقن‪ ،‬وكانوا مع أساتذتهم‬

                                    ‫الشعاع الذي أضاء مصر والشام فكريا في العصر المملوكي‪.‬‬
                                                            ‫نقد شخصية ابن الملقن إيجابا وسلبا‬

‫تعرضت أعمال ابن الملقن – كأي إنسان لآراء نقدية كثيرة تنوعت ما بين الثناء والمديح‬
                                        ‫ورفع شأنه بين أقرانه‪ ،‬وبين التقري والهجوم والنيل منه‪.‬‬

‫والواقع أن هذا ليس بغريب وخاصة بين أبناء المهنة الواحدة والذين تختل يباعهم‬
‫وأخلاقهم ونوازعهم‪ ،‬فأحيانا يحكم الإنسان على غيره حكما عادلا بعيدا عن الحسد والغيرة والتنافس‬
‫الغير شري ‪ ،‬وأحيانا أخرى نرى من يقذف أحكاما بعيدة عن الحقيقة لتنال من شخصية العالم‬
‫وتهوى به تعبيرا عما يجيش في صدره ضده من حسد وحقد‪ ،‬لذلك كانت هذه هي السمة البارزة بين‬
‫علماء العصر المملوكي وغيره من العصور‪ ،‬وربما ظهرت واضحة بصورة أكبر في المرحلة‬
‫التالية على زمان ابن الملقن والتي برزت فيها العداوة الكبيرة من قبل ثلاثة من العلماء وهم شمس‬

                                               ‫(‪ )1‬ا اي يجمة ي الس فام‪ ،‬العىء اللاحع‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.25-21‬‬
                                                                         ‫(‪ )2‬الس فام‪ ،‬العىء‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.105‬‬

                                           ‫(‪ )3‬ا ‪ ،‬الملق‪ ،،‬الإ لام بفىائ م ا اسحكفم‪ ،‬حق حة الم قق‪ ،‬ص‪.31‬‬
                                                                                ‫(‪ )4‬العىء‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.38-37‬‬

‫(‪ ، )5‬الةقي الففسي ارجدع الد الشدىطف ي‪ ،‬اليد ر‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ،114‬السد فام‪ ،‬العدىء‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ ،20-18‬ا د‪ ،‬ح دي‪،‬‬
                                     ‫ا يفء‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،429‬ا ‪ ،‬ه المكي‪ ،‬ل ‪ .‬اسل في‪ ،‬ص‪.292-291‬‬
                                                                          ‫(‪ )6‬الشىطف ي‪ ،‬الي ر‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.272‬‬
                                                                           ‫(‪ )7‬الشىطف ي‪ ،‬الي ر‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.93‬‬
                                                                         ‫(‪ )8‬الس فام‪ ،‬العىء‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.105‬‬

                                     ‫‪113‬‬
   109   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119