Page 115 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 115
الدين السخاوي ،والقسطلاني أحمد بن محمد أبي بكر ،وبرهان الدين بن الكركيإ1ر ضد العالم جلال
الدين السيويي والتي تعتبر معاركهم معه من أبرز المعارك على الساحة الثقافية.
معنى ذلك أن المعارك الدائرة بين العلماء قائمة ومستمرة ،لذلك سنجد أمامنا نقدا إيجابيا يمثل
كما ذكرت ثناء وآخر قدحا وتقريظا.
الآراء التي امتدحت ابن الملقن :
كان العلماء يعظموه وقد ترجم له جماعة من أقرانه ،فقد وصفه الحاف العلائي بقوله "الشيخ
الإمام العالم المحدث الحاف المتيقن سراج الدين شرف الفقهاء والمحدثين وقدوة المصنفين"إ2ر.
وذكر القاضي محمد بن عبد الرحمن العثماني قاضي صفد في كتابه "يبقات الفقهاء" أنه أحد
مشايخ الإسلام صاحب المصنفات التي ما فتح على غيره بمثلها في هذه الأوقات"إ3ر.
وصفه الغماري في شهادة عليه "بالشيخ الإمام علم الأعلام فخر الأنام ،أحد مشايخ الإسلام،
علامة العصر بقية المصنفين علم المفيدين والمدرسين ،سي المناظرين مفتي المسلمين"إ4ر.
أما البرهان الحلبي قال فيه "أنه كان فريد وقته في التصني وعبارته فيها جلية جيدة
وغرائبه كثيرة وشكالته حسنة ،وكذا خلقه مع التواضع والإحسان"إ5ر.
أما الشيخ ابن حجر فقال عنه "أنه كان مديد القامة حسن الصورة يحب المزام والمداعبة مع
ملازمة الاشتغال والكتابة ،حسن المحاضرة ،جميل الأخلاق ،كثير الإنصاف ،شديد القيام مع
أصحابه موسعا عليه في الدنيا ،مشهورا بكثرة التصاني "إ6ر.
وقد عرضنا من قبل لرأي الصلام الأقفهسي والمقريزي وكلاهما أثنى عليه ثناء بالغا.
أما أبو البقاء تاج الدين السبكي فقد عظمه ووصفه أبو الفضل العراقي في يبقاته بالشيخ
الإمام الحاف إ7ر.
وقد شهد له المؤرخ الكبير جلال الدين السيويي بأنه "الإمام الفقيه ذو التصاني الكثيرة،
برع في الفقه والحديث"إ8ر.
أما ابن قاضي شهبة فذكر في يبقاته للشافعية "الشيخ الإمام العالم العلامة عمدة
المصنفين"إ9ر.
وهكذا تتوالى أمامنا هذه الآراء والأحكام الإيجابية على شخص وعلم ابن الملقن والتي نضم
صوتنا إليهم مؤيدين إسهاماته الكبيرة في عالم الفكر والمعرفة في العصر المملوكي.
لكن تتراءى أمامنا الآن آراء أخرى حاولت النيل منه ومن علمه ،والغريب أن من هذه
الشخصيات التي تهاجمه كانوا ممن أثنوا عليه ومدحوه وتعلموا على يديه أمثال تلميذه ابن حجر
العسقلاني ،الذي قال عنه و "أنه كان يكتب في كل فن سواء أتقنه أم لم يتقنه ،قال و ولم يكن في
الحديث بالمتقن ولا له ذوق أهل الفن"إ10ر.
ومما أخذ عليه أنه في رواية الحديث "عدل من عال إلى نازل وعن متفل عليه إلى مختل
( )1الغشم ،الرىاكب السفئيا ،ج ،1ص ،259 ،127 ،126الس فام ،العىء ،ج ،8ص.14
( )2ا اي ا ،الملق ،،الإ لام بفىائ م ا اسحكفم ،حق حة الم قق ،ص ،36ا ،ه ،ل .اسل في ،ص.205
( )3الس فام ،العىء ،ج ،6ص.104
( )4الس فام ،العىء ،ج ،6ص.104
( )5المص ر السف ق.
( )6ا ،ح ي ،ا يفء الغمي ،ج ،2ص.218
( )7ا ،ه ،ل .اسل في ،ص.200
( )8ا ،الملق ،،الإ لام بفىائ م ا اسحكفم ،حق حة الم قق ،ص.36
( )9الس فام ،الةى لأح اس هي لةذطيا ا ،الملق ،ي لا اسثي ،قلأق ي الله الي فرم ،حق حة الم قق ،ص.11
( )10الس فام ،العىء ،ج ،6ص.103
114