Page 116 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 116
فيه فهذا مما ينتقد عليه"إ1ر.
كما يأخذ المحدثون عليه أيضا أنه خال المنهج الذي عليه عامتهم فقد "عقد مجلسا للإملاء –
إملاء الحديث – فأملى المسلسل بالأولية ثم عدل إلى حديث خراش وأضرابه من الكذابين فرحا بعلو
الإسناد وهذا مما يعيبه أهل الإسناد ،يرون أن الهبوي أولى من العلو إذا كان من رواية الكذابين لأنه
كالعدم"إ2ر.
ومن النقد اللاذع الذي وجه إلى شيخنا قول السخاوي "إنا لما شاهدناه لم يكن بالحاف بل
الذين قرأوا عليه ورأوه من سبعين فما بعدها قالوا أنه لم يكن بالماهر في الفتوى ولا التدريس ،وإنما
كانت تقرأ عليه مصنفاته غالبا فيقرر ما فيها"إ3ر.
ويضي السخاوي قائلا و "إن كتابته أكثر من استحضاره ،ولهذا كثر الكلام فيه من علماء
الشام ومصر حتى قال ابن حجر و كان لا يستحضر شيئا ولا يحقل علما وغالب تصانيفه كالسرقة
من كتب النا ،زاد غيره نسبته للعجز عن تقرير ما لعله يضعه فيها ونسبته إلى المجازفة وكلاهما
غير مقبول من قائله ولا مرضي"إ4ر.
وهكذا نرى هذا النقد نقدا غير موضوعي يتضح فيه التضارب في القول والهجوم الغير
مدرو على هذه الشخصية التي لا ندافع عنها إلا بما قدمته من نتاج علمي وفكري ما زال يعتبر
زادا يتزود منه يلبة العلم ويجدون فيه جهدا مشكورا لعالم تعلم وتتلمذ على أئمة الفكر ،إلى جانب أنه
نهل من تلامذة أبيه الأندلسي الوافد بشخصه وعلمه ليسهم في المجال الثقافي والفكري بمصر
والشام.
المناصب العلمية والإدارية التي تقلدها ابن الملقن
لم تكن المؤلفات العلمية والإسهام الثقافي وحدهما هما محور شيخنا ،لكنه لعب دورا
متواضعا في مجالات أخرى حيث تولى مناصب علمية ودينية.
نبدأ بالمناصب التعليمية وهي مناصب التدريس والتي تعتبر من أجل الوظائ لأن مهنة
التدريس مهنة مهمة وخطيرة لما تحمله في يياتها من تأثير على الجيل ،وبالتالي تؤثر على المجتمع
بأسره .فالتلميذ يتأثر بأستاذه فيعلمه وأدبه وعمله ومهارته وأخلاقه وتصرفاتهإ5ر.
وقد عدد ابن جماعة الشروي الواجبة في المعلم "أن لا ينتصب للتدريس إلا إذا كان أهلا له
ولا يذكر الدر من علم لا يعرفه سواء شريه الواق أو لم يشريه ،فإن في ذلك لعب في الدين
وازدراء بين النا "إ6ر.
إذن فالمعلم لابد وأن يتص إ ...بسعة العلم والتضلع في الفنون والأخذ من كل منها بح
وافر ،ويول الباع في البحث والمناظرة والوقوف مع الحل فيها ،وعدم الجدال في البايلر إ7ر.
لاشك أن ابن الملقن توافرت فيه جميع هذه الشروي التي تؤهل للتصدي للتدريس في
المدار المملوكية ،وكان كما وصفه معاصروه حجة في العلم وذاع صيته مما سهل له القيام
بالتدريس في المدار التالية و
( )1المدرسة السابقية :
بنى هذه المدرسة الطواشي الأمير سابل الدين مثقال الأتوكي ت776هـ1374/م مقدم
المماليك السلطانية الأشرفية ،وجعل بها دروسا للفقهاء الشافعية" ،قرر في تدريسه شيخنا شيخ
الشيوخ سراج الدين عمر بن علي الأنصاري المعروف بابن الملقن الشافعي"إ8ر وجعل فيها تصدير
قراءات وخزانة كتب وكتابا يقرأ فيه أيتام المسلمين.
( )1المص ر السف ق.
( )2فس .
( )3فس المص ر.
( )4المص ر السف ق ،ص.104
( )5ح م ىلأة الإ ايشي ،الم رسة الإسلاحلأة ا لاسفةهف ،القف يا ،ار الفري العيبي ،ط. ،3ت ،ص.295-294
( )6ا ،جمف ة ،ذطيا السفحع االمةرلا ي س ب العفلا االمةعلا ،لأيات ،ار الرةب العلملأة 1354 ،د ،ص.48-47
( )7المص ر السف ق.
( )8المقيشم ،ال ى ،ار الرةفب اللينف ي ،لأيات. ،ت ،ج ،3ص.366
115