Page 107 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 107
هو أفقه منه"إ1ر.
وقد ظل هذا الإيلاق حتى عصر أبي حنيفة ،فإنه عرف الفقه بأنه معرفة النفس ما لها وما
عليها ،وكان يسمى علم الكلام الفقه الأكبر ثم صار يطلل على "العلم بالأحكام الشرعية المستنبطة
من أدلتها التفصيلية ،ويسمى من اتص بها فقيها"إ2ر.
كانت المذاهب الأربعة سائدة في مصر ولعل أهمها الفقه الشافعي ثم المالكي ثم الحنفي ثم
الحنبلي" ،وقد جرى خلاف بين المتمسكين بها والآخذين بأحكامها مجرى الخلاف في النصوص
الشرعية والأصول الفقهية وجرت بينهم المناظرات في تصحيح فهم كل منهم مذهب إمامه تجري
على أصول صحيحة ويرائل قديمة ،يحتج كل على مذهبه الذي قلده وتمسك به وأجريت في مسائل
الشريعة كلها وفي كل باب من أبواب الفقه ....وكان في هذه المناظرات بيان وأخذ هؤلاء الأئمة
ومثارات اختلافهم ،ومواقع اجتهادهم ،كان هذا الصن من العلم يسمى بالخلافيات ،ولابد لصاحبه
من معرفة القواعد التي يتوصل بها إلى استنباي الأحكام كما يحتاج إليها المجتهد ،إلا أن المجتهد
يحتاج إليها للاستنباي ،وصاحب الخلافيات يحتاج إليها لحف تلك المسائل المستنبطة من أن يهدمها
المخال بأدلته"إ3ر.
وهناك مذاهب أخرى تفرعت عن هذه المذاهب السنية ،ومن أهمها أفكار المعتزلةإ4ر،
والماتريدية والكلابيةإ5ر التي خرجت عنها العقيدة الأشعرية ،والتي تستند على أنها جزء من المذهب
الشافعي.
ولعل تركيزنا على ذلك يرجع إلى أن ابن الملقن كان واحدا من الذين أخذوا بالمذهب
الأشعري ،وهو الذي ينسب إلى أبي الحسن الأشعري الذي كان من أتباع محمد بن سعيد بن كلاب
صاحب المدرسة الفكرية التي أشرنا أنها أخذت بآراء المعتزلة ،لكن الأشعري ذاع صيته أكثر من
أستاذه مما جعل الذين يأخذون بآرائه ينسبون إليه ويطلل عليهم أشاعرةإ6ر.
ولابد أن نوضح هنا أن هذا المذهب قد ساد في مصر والشام من عصر السلاجقة والزنكيين
خاصة من أيام الوزير نظام الملك الذي تولى الوزارة لسلايين السلاجقة 485-445هـإ7ر والذي
كان يعمل على الانتصار لمذهب السنة عند أهل الرفق والبدع ،حيث يعتبر المذهب الأشعري جزء
من المذهب الشافعي.
استمر هذا المذهب في عصر الدولة الأيوبية بدءا من صلام الدين الأيوبي ويؤكد على ذلك
المقريزي بقوله "فلذلك عقدوا الخناصر وشدوا البنان على مذهب الأشعري ،وحملوا في أيام دولتهم
كافة النا على التزامه فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب ،ثم في أيام مواليهم
( )1ارن س ى العلأنلأ ،ارن ،فر الفق الإسلاحي ،لأيات ،ار النهعة العيبلأة. ،ت ،ص.11
( )2ا ،القلأا ال ى:ة ،ا لام المىقعلأ ، ،رب العفلملأ ،،القف يا1968 ،م ،ج ،2ص.264
( )3ا ،ل ان ،المق حة ،ح ل ،1ص.819
( )4اح ا الفيع الإسلاحلأة الةي ظهيت ي العصي العيفسي اساا احد ،لمدفء الردلام لهدا ارء دي لدق القدين الرديا
حلأ اا قها المد حىن لد ذلدك ،طف دت لهدا ارء دي الةىحلأد ا دي المكدفن االيؤ دة ،ا دي قد را الله سدي ف ا عدفل
ا لمد اا ةلفدىا دي طدىن الله لدا يدشا سدملأعف بصدلأ اي ،ا دي سدفئي دففت الله اطدفن ذلدك سثدي حد ،ثدفر المدذا ب
اللأى ف لأة الةي ا ةشيت ف ة لسفة سرسىى ،اح ،س ي :حةرلملأها س ى الهذيي العيف.
ا ادي الشهيسدةف ي ،الملدي االن دي ،القدف يا 1317 ،دد ،ص ،81-80اليغد ا م ،الفديع دلأ ،الفديع ،القدف يا1910 ،م،
ص.261-260
( )5الرلا لأدة نسدب الد ح مد د ،سدعلأ د ،طدلاب اليصديم اطدفن حد ،طيدفر الدذي ،س دذاا ديعض ارء المعةشلدة الد
ح رسة رية طيلأيا ا يعهف حعاا اسشف يا.
اليغ ا م ،الفيع لأ ،الفيع،
( )6دنها ا ادي يد الديحم ،دفلح ال مدى ،حىقد ،ا د ،لأملأدة حد ،اسشدف يا ،الي دفل ،حكةيدة اليشد 1416 ،دد،
ص.498-495
( )7س ى شفحة ،طةفب اليا ةلأ ،،قلأق ح م حلمي سحم ،القدف يا ،1962 ،ج ،2ص ،25ا د ،ال دى:م ،المندةاا دي
فر الملىك ااسحا ،حلأ ر بف 1351 ،د ،ج ،8ص.68-64
106