Page 104 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 104

‫في الكتاب شيئا إلا قال و بع له فكان ما اشتريت مسند الإمام أحمد بثلاثين درهماإ‪1‬ر‪ .‬وبذلك تكونت له‬
 ‫مكتبة كبيرة حوت نفائس الكتب‪ ،‬حتى أن ابن حجر يقول "لم أر عند أحد بالقاهرة أكثر من كتبه"إ‪2‬ر‪.‬‬
‫وهكذا نرى أن ابن الملقن اقتنى هذا العدد الضخم من الكتب والأصول العلمية مما هيأ له‬

   ‫السبيل للاستزادة العلمية والتألي حتى أصبح واحدا من الكتاب الموسوعيين في مصر المملوكية‪.‬‬
                                           ‫العلوم المختلفة التي تخصص فيها ابن الملقن و‬

‫كما قدمنا من قبل أن ابن الملقن برز في العصر المملوكي الذي شهد علماء أفذاذا في شتى‬
‫فروع العلم والمعرفة في مصر والشام‪ ،‬تميز معظمهم بأنهم برزوا في جميع التخصصات بدءا من‬

                                           ‫العلوم الدينية بفروعها وعلوم اللغة والتاريخ وغيرها‪.‬‬
‫وهكذا سنجد أمامنا هذا الشيخ سليل أهل الأندلس يتربع على عرش التألي في مجالات‬

                                           ‫مختلفة‪ .‬ليثري المكتبة العربية بمؤلفات أضافت جديدا‪.‬‬
                                                                      ‫أولا ‪ :‬المؤلفات الدينية ‪:‬‬
                                                                        ‫(‪ )1‬في علم الحديث ‪:‬‬

‫يعتبر علم الحديث أشرف العلوم بعد العلم بكتاب الله سبحانه وتعالى‪ ،‬إذ الأحكام مبنية عليهما‬
                                                                          ‫ومستنبطة منهماإ‪3‬ر‪.‬‬

  ‫وكان الحديث يدر رواية ودراية‪ ،‬والرواية تقوم على النقل المحرر الدقيل لكل ما أضي‬
‫إلى النبي ‪ ‬من قول أو تقرير أو صفة ولكل ما أضي من ذلك إلى الصحابة والتابعين على الرأي‬

                                                                                     ‫المختار‪.‬‬
‫وعلم الحديث دراية مجموعة من المباحث والمسائل يعرف بها حال الراوي والمروي من‬

            ‫حيث القبول والرد‪ ،‬فالراوي هو الذي ينقل الحديث بإسناده سواء أكان رجل أم امرأةإ‪4‬ر‪.‬‬
‫فقد انقسمت علوم الحديث كما أوضحنا إلى الدراية والرواية‪ ،‬فكانت العلوم التي درسوها‬

   ‫للدراسة ما يعرف بأصول الحديث‪ ،‬وقد تشعبت مباحث هذا العلم حتى أضحت علوما نذكر منها و‬
‫إأر علم الجرم والتعديل و وهو الذي يبحث عن الرواة من حيث ما ورد في شأنهم مما يشينهم أو‬

                      ‫يزكيهم بألفاظ مخصوصة "وهو ثمرة هذا العلم والمرقاة الكبيرة منه"إ‪5‬ر‪.‬‬
‫إبر علم رجال الحديث و وهو علم يعرف به رواة الحديث من حيث أنهم رواة للحديث وأول من‬
‫عرف عنه الاشتغال بهذا العلم البخاري ت‪256‬هـ وفي يبقات ابن سعد ت‪330‬هـ الكثير من‬

                                                                                  ‫ذلكإ‪6‬ر‪.‬‬
‫إجر علم مختل الحديث و وهو علم يبحث في الأحاديث التي ظاهرها التعار من حيث‬
‫إمكان الجمع بينها إما بتقييد مطلقها أو بتخصيص عامها‪ .‬قال النووي و "هذا من أهم الأنواع‬
‫ويضطر إلى معرفته جميع العلماء من الطوائ ‪ ،‬وهو أن يأتي حديثان متضادان في المعنى‬
‫ظاهرا فيوفل بينهما أو يرجح أحدهما‪ ،‬وإنما يكمل له الأئمة الجامعون بين الحديث والفقه‬

                                                   ‫والأصوليون الغواصون على المعانيإ‪7‬ر‪.‬‬
‫إدر علم علل الحديث و هو علم يبحث عن الأسباب الخفية الغامضة من حيث إنها تقدم في صحة‬

               ‫الحديث كوصل منقطع ورفع موقوف وإدخال حديث في حديث وما شابه ذلكإ‪8‬ر‪.‬‬
‫إهـر علم غريب الحديث و يبحث في بيان ما خفي على كثير من النا معرفته من حديث رسول‬

                                         ‫الس فام‪ ،‬العىء‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ ،100‬ا ‪ ،‬ح ي‪ ،‬ا يفء‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.45‬‬       ‫(‪)1‬‬
                                                               ‫ا ‪ ،‬ح ي‪ ،‬المص ر السف ق‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.42‬‬   ‫(‪)2‬‬
                                                                                                  ‫(‪)3‬‬
                      ‫السمعف ي‪ ،‬س ب الإحلاء االاسةملاء‪ ،‬لأيات‪ ،‬ار الرةب العلملأة‪،‬ط‪ 1410 ،1‬د‪ ،‬ص‪.3‬‬  ‫(‪)4‬‬
                    ‫ح م ي العالأا الشرقف ي‪ ،‬المنهي ال ي ي لىم ال ي ‪ ،‬القف يا‪ ،1947 ،‬ص‪.35‬‬          ‫(‪)5‬‬
                                                                                                  ‫(‪)6‬‬
                      ‫ال فكا النلأسف ىرم‪ ،‬حعية لىم ال ي ‪ ،‬شي حعاا حسلأ‪ ،،‬القف يا‪ ،1937 ،‬ص‪.52‬‬      ‫(‪)7‬‬
                          ‫ي ي الصفلح‪ ،‬لىم ال ي احصىل ‪ ،‬لأيات‪ ،‬ار العلا‪ ،1981 ،‬ص‪.110‬‬
                                                                                                  ‫(‪)8‬‬
‫السلأىاي‪ ،‬رب ال ايام ي شيح قيب النىاام‪ ،‬قلأق ي الى فب يد اللىلأد‪ ،،‬لأديات‪ ،‬ار الرةدب العلملأدة‪،‬‬
                                                                         ‫ط‪ 1399 ،2‬د‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.197‬‬

                                                              ‫ي ي الصفلح‪ ،‬الميجع السف ق‪ ،‬ص‪.112‬‬

                                     ‫‪103‬‬
   99   100   101   102   103   104   105   106   107   108   109