Page 99 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 99

‫– أصبحوا بعد ذلك شيوخا في مصر والشام – ومنهم ابن المرحلإ‪1‬ر‪ ،‬وابن النقيبإ‪2‬ر‪ ،‬والجمال‬
                                  ‫الأسنويإ‪3‬ر‪ ،‬والبهاء السبكيإ‪4‬ر وذلك لأنه كان عالما نحويا فذا"‪.‬‬

‫ويؤكد على ذلك السيويي في بغية الوعاة وعلى نفس هذه الشخصيات ويضي إليهم محمد‬
‫بن علي بن يوس الأسنوي كمال الدين ت‪784‬هـإ‪5‬ر وكذلك صلام الدين عبد الله بن محمد بن كثير‬
‫التاجر النحوي ت‪763‬هـإ‪6‬ر وغيرهم‪ .‬ومن هؤلاء من تقلد منصب القضاء فكان بارا بهم محسنا إليهم‬

                                                    ‫لا يسأم الإقراء آناء الليل وأيراف النهارإ‪7‬ر‪.‬‬
‫ولابد أن نق وقفة هنا لنرى هل انتفع هؤلاء الطلبة فعلا بما علمهم الوالد نور الدين أبو‬
‫الحسن علي؟ هل قام بتدريسهم النحو واللغة وهو ما تخصص فيه أولا‪ ،‬ثم علمهم مذهب مالك الذي‬

                           ‫رأيناه يكتب لهم تعليقا ضخما على "الرسالة في مذهب الإمام مالك"إ‪8‬ر‪.‬‬
‫معنى ذلك أن الفكر الأندلسي انتقل مع الوالد إلى مصر‪ ،‬ثم قام هو بتعليمه لأبنائها‪ ،‬وهؤلاء‬
‫سيكونون في المستقبل هم أساتذة إبنه وشيخنا إبن الملقن‪ ،‬الذي سيكمل دور أبيه وسيكون امتدادا‬
‫للفكر الأندلسي في مصر والشام‪ ،‬ومما يؤكد ذلك أن شيخنا ذكر فيما بعد قائلا و "أخبرني شيخنا‬
‫قاضي المسلمين بالديار المصرية والشامية أبو البقاء بهاء الدين السبكي – أبقاه الله – أن دروسه‬
‫حصرت عليه في اليوم والليلة فبلغت سبعين درسا قال و ولم أنتفع بأحد من شيوخي كانتفاعي به"إ‪9‬ر‪.‬‬
‫تزوج الوالد خلال إقامته في مصر من أخت الفتح الزواويإ‪10‬ر‪ ،‬وأنجب منها ابنه عمر‪ ،‬لكن‬
‫هل كانت أولى زوجاته‪ ،‬أم كان له زوجة قبلها في الأندلس أو في بلاد التكرور‪ ،‬لا شئ بين أيدينا‬

                                                              ‫وكل ما نستطيعه هو التخمينإ‪11‬ر‪.‬‬
‫ولد عمر بن علي في الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة للهجرة‬
‫في القاهرةإ‪12‬ر وكان ذلك في عصر السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون في سلطنته الثالثة‬
‫‪741-709‬هـ‪1340-1390/‬م‪ .‬أي أنه نشأ في العصر المملوكي الأول وبلء مبلء الشباب في نهايات‬

                ‫هذا العصر الذي شهد فوضى سياسية كبيرة في عصر أبناء الناصر محمد وأحفاده‪.‬‬
‫وعند بلوغه الستين من العمر عاش أحداث العصر المملوكي الثاني الذي بدأ عام‬
‫‪784‬هـ‪1382/‬م تحت سلطنة برقوق ت‪801‬هـ‪1399/‬م‪ ،‬وكذلك فترة من عصر ابنه فرج بن برقوق‬

                                                                           ‫ت‪815‬هـ‪1412/‬م‪.‬‬
‫توفي نور الدين علي والد الشيخ "عمر بن الملقن" بعد أن أكمل ابنه سنة وأياما‪ ،‬وكان قد‬
‫أوصى به إلى الشيخ شرف الدين عيسى المغربي ملقن القرآن الكريم بالجامع الطولوني‪ ،‬فتزوج من‬
‫أمه بعد وفاة أبيه‪ ،‬وتربى عمر في حجره ونشأ في كفالته حتى نسب إليه فعرف بابن الملقن‪ ،‬وصار‬

‫(‪ )1‬دى يد الله د‪ ،‬مدي الشدلأ ‪ :‬د‪ ،‬الد ي‪ ،‬د‪ ،‬الميحدي ت‪ 738‬دد‪1338/‬م‪ .‬ح مد طمدفا دش الد ي‪ ،،‬ا د‪ ،‬الملقد‪،‬‬
                                                                               ‫حؤر ف‪ ،‬ص‪ 10‬حفشلأة ‪.2‬‬

         ‫(‪ )2‬سحم ‪ ،‬لؤلؤ ي الله المعياف بف ‪ ،‬النقلأب ت‪ 769‬د‪1368/‬م‪ ،‬الميجع السف ق‪ ،‬ص‪ ،10‬حفشلأة ‪.3‬‬
                    ‫(‪ )3‬ى ي اليحلأا ‪ ،‬ال س‪ ، ،‬لي ‪ ،‬مي‪ 772 ،‬د‪1370/‬م‪ .‬الميجع السف ق‪ ،‬حفشلأة ‪.4‬‬
                               ‫(‪ )4‬س ى اليقفء هفء ال ي‪ ،‬ح م ‪ ،‬ي اليي‪ .‬الميجع السف ق‪ ،‬ص‪ ،10‬حفشلأة ‪.5‬‬
                                                                  ‫(‪ )5‬السلأىاي‪ ،‬بغلأة الى فا‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.144‬‬
                                                                                        ‫(‪ )6‬المص ر السف ق‪.‬‬

     ‫(‪ )7‬ح م طمفا ش ال ي‪ ،،‬ا ‪ ،‬الملق‪ ،‬حؤر ف‪ ،‬حل ق رقا ‪ .1‬اجف‪:‬ا ح‪ ،‬ا ‪ ،‬الملق‪ ،‬يااية حصنفف ‪ ،‬ص‪.75‬‬
                                                   ‫(‪ )8‬ا ‪ ،‬الملق‪ ،،‬العق المذ ب ي حملة المذ ب‪ ،‬ص‪.170‬‬

                        ‫(‪ )9‬ا ‪ ،‬الملق‪ ،،‬العق المذ ب‪ ،‬ص‪ ،170‬ا ‪ ،‬ح ي‪ ،‬ا يفء الغمي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.123-121‬‬
                                                                 ‫(‪ )10‬ح م طمفا‪ ،‬ا ‪ ،‬الملق‪ ،‬حؤر ف‪ ،‬ص‪.10‬‬

                                                     ‫(‪ )11‬ا ‪ ،‬الملق‪ ،،‬ايقفت اساللأفء‪ ،‬حق حة الم قق‪ ،‬ص‪.30‬‬
 ‫(‪ )12‬ن ا اي الس فام‪ ،‬العىء اللاحع‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ ،100‬المقيشم‪ ،‬السلىك‪ ،‬ج‪ ،2‬قلأدق ‪:‬دف ا‪ ،‬ص‪ ،71‬ا د‪ ،‬هد‬
‫المكددي‪ ،‬ل دد‪ .‬اسل ددفي ددذيي ايقددفت ال فددفي‪ ،‬الهندد ‪. ،‬ت‪ ،‬ص‪ ،197‬السدد فام‪ ،‬الةى ددلأح اس هددي لةددذطيا ا دد‪،‬‬

                    ‫الملق‪ ،‬ي لا اسثي‪ ،‬قلأق ي اليحلأا القشقيم‪ ،‬س ىاء السل‪ ،،‬حق حة الم قق‪ ،‬ص‪.8‬‬

                                      ‫‪98‬‬
   94   95   96   97   98   99   100   101   102   103   104