Page 95 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 95

‫ودوره في الحياة العلمية بمصر والشام‬
    ‫في القرن الثامن الهجري – الرابع عشر الميلادي‬

               ‫د‪ .‬عفاف سيد محمد صبرة‬
 ‫أستاذ التاريخ الوسيط كلية الدراسات الإنسانية بالقاهرة‬

              ‫جامعة الأزهر‪ /‬فرع البنات‪.‬‬

‫يعتبر عمر بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله سراج أبو حفص الأندلسي ثم المصريإ‪1‬ر‬
‫علما بارزا من أعلام العلم والثقافة في القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي‪ ،‬حيث فهو امتداد‬
‫لسلالة أندلسية عاشت في هذه البلاد وتعلمت بها وتثقفت من علومها وثقافتها‪ ،‬حيث كان أبوه نور‬
‫الدين أبو الحسن علي من أهل وادي آشإ‪2‬ر‪ ،‬در فيها وتعلم ثقافة أهل الأندلس في فروع العلوم‬
‫الدينية والعلوم العربية حيث وص بأنه "نحويا أندلسيا متميزا"إ‪3‬ر حيث "حصل علم العربية‬

                                                       ‫والحساب ومذهب مالك ببلاده وبرع"إ‪4‬ر‪.‬‬
‫وقبل أن نخو في موضوع البحث رأينا أن نعطي لمحة سريعة عن المعالم الثقافية التي‬

       ‫أثرت وبلورت شخصية الوالد والتي حددت الاتجاه الثقافي الذي سيسلكه في حياته المستقبلية‪.‬‬
‫كانت العلوم الدينية والعربية هي العلوم التي يسعى إليها يلاب العلم في بلاد الأندلس‬
‫الإسلامية‪ ،‬وذلك لأن حكام الأندلس منذ عهد الولاية فالإمارة حتى عصر الخلافة على عهد عبد‬
‫الرحمن الناصر إت‪350‬هـر‪ ،‬وابنه الحكم المستنصر إت‪366‬هـر ثم عهد الحاجب المنصور بن أبي‬
‫عامر إت‪393‬هـر في فترة خلافة هشام الثاني المؤيد إت‪399‬هـر‪ ،‬وهي الفترة السابقة لعصر ملوك‬
‫الطوائ حيث كانت الأندلس تعيش ازدهارا حضاريا في جميع المجالات العلمية والأدبية‪ ،‬وما يهمنا‬
‫هنا العلوم النقلية‪ ،‬فقد كان هناك علماء في الفقه والتفسير والفرائق والنحو والتاريخ والجغرافيا‪،‬‬
‫ويكفي أن بلاد الأندلس حتى في عصر الطوائ ‪ ،‬قد أنجبت ابن حزم الفقيه والمفكر الأندلسي الشهير‬

                                                               ‫وفي هذا ما يكفي للتعري بهإ‪5‬ر‪.‬‬
‫ومن هؤلاء أيضا الفقيه الأندلسي المشهور ابن عبد البر الذي كان يقال له "حاف أهل‬

                                                                                  ‫الغرب"إ‪6‬ر‪.‬‬
‫وفي هذه البيئة العلمية نشأ الأب‪،‬ولكن ظروفا دفعته للهجرة وترك البلاد‪ ،‬حيث كانت بلاد‬

‫(‪ )1‬ا د‪ ،‬ح دي العسدقلا ي‪ ،‬شدهفب الد ي‪ ،‬س؛حد ‪ ،‬ا يدفء الغدي ب ندفء العمدي‪ ،‬قلأدق حسد‪ ،‬حيشدي‪ ،‬القدف يا‪-1969 ،‬‬
                                                                         ‫‪1972‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪،219-216‬‬

‫ح مد يد الديحم‪ ،‬السد فام‪ ،‬الةى دلأح اس هدي لةدذطيا ا د‪ ،‬الملقد‪ ،‬دي لدا اسثدي‪ ،‬قلأدق يد الله ح مد يد الديحلأا‬
                  ‫الي فرم‪ ،‬حق حة الم قق‪ ،‬حكةية س ىاء السل‪ ،،‬المملرة العيبلأة السعى ية‪ 1418 ،‬د‪ ،‬ص‪.8‬‬

‫(‪ )2‬ح ينة ح‪ ،‬طىرا اليلأيا بفس لس لأنهف ابلأ‪ ،‬ليفاة سربعلأ‪ ،‬حلألا‪ .‬ا ادي يدفقىت ال مدىم‪ ،‬حع دا اليلد ان‪ ،‬لأديات‪،‬‬
                                                                     ‫ار ف ر‪ ،1977 ،‬ج‪ ،1‬ص‪.279‬‬

               ‫(‪ )3‬الس فام‪ ،‬العىء اللاحع س ي القين الةفسع‪ ،‬ار ال لأفا‪ ،‬لأيات‪ ،‬لينفن‪. ،‬ت‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.100‬‬
‫(‪ )4‬ح م طمفا ش ال ي‪ ،،‬ا ‪ ،‬الملق‪ ،‬حؤر ف‪ ،‬القف يا‪ ،‬دفلا الرةدب‪1987 ،‬م‪ ،‬ص‪ ،69‬حل دق رقدا ‪ 1‬اجدف‪:‬ا حد‪ ،‬ا د‪،‬‬

                                                                                  ‫الملق‪ ،‬يااية حصنفف ‪.‬‬
                                                                                        ‫(‪ )5‬ا اي يجمة ي‬

        ‫ا ‪ ،‬لرفن‪ ،‬ا لأفت اس لأفن اإ يفء س نفء الشحفن‪ ،‬قلأق احسفن يفن‪ ،‬ار ف ر‪ ،‬لأيات‪ ،1968 ،‬ح ل ‪.3‬‬
                                         ‫ا ‪ ،‬طثلأي ال حشقي‪ ،‬الي اية االنهفية‪ ،‬القف يا‪ ،1932 ،‬ج‪ ،12‬ص‪.92-91‬‬

                       ‫س ى الم فس‪ ، ،‬غيم ي م‪ ،‬الن ىم ال اش يا ي حلىك حصي االقف يا‪ ،1930 ،‬ج‪ ،5‬ص‪.75‬‬
                                                                                        ‫(‪ )6‬ا اي يجمة ي‬

                                                                 ‫ا ‪ ،‬لرفن‪ ،‬ا لأفت اس لأفن‪ ،‬ج‪ ،7‬يجمة ‪.837‬‬
          ‫ا ‪ ،‬بشكىاا‪ ،‬س ى القفسا‪ ،‬طةفب الصلة ي فر سئمة اس لس ا لمفئها‪ ،‬قلأق طى ييا‪ ،‬ح ر سنة ‪.1882‬‬

                                      ‫‪94‬‬
   90   91   92   93   94   95   96   97   98   99   100