Page 97 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 97

‫تفففففرك الفففففبلاد والهجفففففرة إلفففففى منفففففايل كثيفففففرة مفففففن العفففففالم بعيفففففدة عفففففن هفففففذه الاضفففففطرابات‬
  ‫والحففففروب الففففدائرة‪ ،‬أو ربمففففا كانففففت الرغبففففة فففففي نشففففر العلففففوم الدينيففففة – كواجففففب مقففففد‬

‫– قففففد دفففففع الوالففففد إلففففى التوجففففه إلففففى بففففلاد التكففففرور علففففى ضفففففتي السففففنغالإ‪1‬ر إلففففى جانففففب‬
                                                ‫الرغبة في تعليم اللغة العربية لغير النايقين بها‪.‬‬

‫يرجح البحث توجه الوالد إلى بلاد التكرور لأسباب منها تسلط بني مرين على مدينة وادي‬
‫آش‪ ،‬وكي كان لهذه القوة السياسية دور كبير في العمل على نشر الإسلام في أفريقيا منذ عهد‬
‫المرابطين والذين جاهدوا في سبيل نشر الإسلام ودفع النصارى عن البلاد وفي نفس الوقت كانت‬
‫تقوم بدورها في تدعيم الإسلام في ممالك أفريقيا‪ ،‬خاصة في مالي والتكرور وغيرهما من المنايل‬
‫الإفريقيةإ‪2‬ر‪ .‬وتمخق عن ذلك إسلام شعب التكرور الذي عمل على متابعة الدعوة إلى هذا الدين‪،‬‬
‫وربما كان لاستعانة سلطان التكرور منسي موسى ‪1323‬م بأحد أهل الأندلس لبناء القصور‬
‫والمساجد حتى برز الفن العربي الأندلسي في هذه البلادإ‪3‬ر‪ .‬قد شجع ذلك كثير من العلماء إلى التوجه‬

                                                                            ‫إلى بلاد التكرور‪.‬‬
‫ومن المظاهر الإسلامية إلى جانب الحج وتوييد صلات الأخوة إحاية سلايين مالي‪ ،‬وهي‬
‫مملكة التكرور بالفقهاء والعلماء خصوصا في عهد السلطان منسي سليمان ‪1359-1336‬م الذي بنى‬
‫المساجد والجوامع والمنارات‪ ،‬وأقام بها الجمع والجماعات والآذان وجلب إلى بلاده الفقهاء على‬

                                                          ‫مذهب مالك من المغرب والأندلسإ‪4‬ر‪.‬‬
‫تعتبر هذه الترجيحات موجبة للتصديل في سبب توجه الوالد نور الدين علي إلى بلاد‬
‫التكرور ليقوم مثل غيره من علماء الأندلس بمهمة تدعيم الإسلام وإقراره في هذه البلاد خاصة "وأنه‬
‫كان نحويا بارزا أخذ العربية عن ابن الزبيرإ‪5‬ر والجبر والمقابلة وإقليد عن ابن البناءإ‪6‬ر وتفرد في‬

                                                                                       ‫ذلك"‪.‬‬
‫ومن الممكن أن يكون رحيله يلبا للأمن والرزقإ‪7‬ر‪ .‬كما أن الرحلة في يلب العلم أو نشره‬

                                                         ‫كانت هدفا في هذه المراحلة التاريخية‪.‬‬
‫صمتت المصادر عن تحديد تاريخ وصول الوالد إلى بلاد التكرور أو تاريخ مغادرته لها‬
‫والتوجه صوب مصر‪ ،‬لكن التاريخ الثابت لدينا أن هذه الأحداث كانت قبل مولد الابن – موضوع‬

                                                                       ‫البحث في عام ‪723‬هـ‪.‬‬
‫أفاد الوالد من إقامته في بلاد التكرور فائدة شخصية ومعنوية الأولى أنه "حصل مالا"إ‪8‬ر‬

 ‫(‪ )1‬كذا يسملأها ال غ اي لأدىن‪ ،‬قيلألدة حد‪ ،‬السدى ان نةسدب الدلأها الديلا الىاقعدة دي سقصد جندىب المغديب اس لهدف سشدي‬
               ‫بفلشىج‪ ،‬يفقىت ال مىم‪ ،‬حع ا اليل ان‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ،44‬ا ‪ ،‬ح ي‪ ،‬ا يفء الغمي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.216‬‬

‫يدذطي ا د‪ ،‬العمدف ال نيلدي دي شدذ ارت الدذ ب‪ ،‬قدفا دي المنهدي‪ ،‬رحدي س دىه دىر الد ي‪ ،‬حد‪ ،‬اس د لس الد دلا الةديك اسقد سي‬
                                                                              ‫س لهف القين‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.44‬‬

                                                   ‫ا ذا ى س ذ ب ال الةريار اللأس الةيك اق ل لأنهمف‪.‬‬
‫(‪ )2‬حسدد‪ ،‬سحمدد ح مددى ‪ ،‬الإسددلام االثقف ددة العيبلأددة ددي ا يقلأددف‪ ،‬القددف يا‪ ،‬ار الفرددي العيبددي‪ ،‬ط‪ ،3‬سددنة ‪،1986‬‬

                                                                                              ‫ص‪.215‬‬
                                                                               ‫(‪ )3‬الميجع السف ق‪ ،‬ص‪.225‬‬
                   ‫(‪ )4‬القلقشن م‪ ،‬يح اس ش ي نف ة الإ شفء‪ ،‬القف يا‪ ،‬ار الرةب‪. ،‬ت‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.297‬‬
              ‫(‪ )5‬ى سحم ‪ ،‬ا اي لأا ‪ ،‬الشبلأي ‪ ،‬ال س‪ ، ،‬ال سلأ‪ ،‬الثقفي الغيفاي‪ ،‬ت‪ 1380-708‬د قييف‬
‫ا د‪ ،‬ح دي‪ ،‬الد رر الرفحندة دي س لأدفن المفئدة الثفحندة‪ ،‬قلأدق ح مد سدلأ جدف ال دق‪ ،‬القدف يا‪ ،‬ار الرةدب ال يثدة‪ ،‬ج‪،1‬‬

                                                                                           ‫ص‪.86-84‬‬
                                             ‫السلأىاي‪ ،‬جلاا ال ي‪ ،،‬بغلأة الى فا‪ ،‬ج‪ ،1‬ت‪ ،532‬ص‪.292-291‬‬
                            ‫(‪ )6‬ى سحم ‪ ،‬ح م ‪ ،‬ثمفن اس‪ :‬م الع ام الم ايكشي‪ ،‬س ى العيفن‪ ،‬ت‪ 721‬د‪.‬‬
                                          ‫ا ‪ ،‬ح ي‪ ،‬ال رر‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،278‬الةنيكةي‪ ،‬لأي الا ةهفج‪ ،‬ص‪.68-65‬‬
    ‫(‪ )7‬ا ‪ ،‬الملق‪ ،،‬ايقفت اساللأفء‪ ،‬قلأق ىر ال ي‪ ،‬شيية‪ ،‬القف يا‪ ،‬ال ف ي‪ ،1973 ،‬حق حة الم قق‪ ،‬ص‪.28‬‬

                                                                ‫(‪ )8‬الس فام‪ ،‬العىء اللاحع‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.100‬‬

                                      ‫‪96‬‬
   92   93   94   95   96   97   98   99   100   101   102