Page 101 - كتاب تأبين حسنين ربيع
P. 101
سمع ابن الملقن كتاب المنهاج على الحافظين ابن سيد النا ،والقطب الحلبي ،ثم سعى
لتحصيل الإجازة له من علماء مصر والشام منهم الحاف المزيإ1ر ،ثم قال ابن حجرإ2ر و "عني في
صغره بالتحصيل" وذكر ابن فهدإ3ر "يلب الحديث في صغره بنفسه فأقبل عليه وعني به ،لتوفر
الدواعي وتفرغه" .حتى قال عن نفسه سمعت أل جزء حديثية وقد رزقه الله الحرص على
التحصيل والطلب الذي لا تفتر له عزيمة ولا تنام له عين ولا يهدأ له بالإ4ر.
وقد اهتم ابن الملقن بجمع العلوم الأخرى كالفقه والقراءات والعربية ويظهر ذلك واضحا عند
ذكر مشايخه فمنهم من كان عالما بالفقه ،ومنهم من كان عالما بالقراءات ،ومنهم من كان عالما
بالعربيةإ5ر.
تنقلنا هذه الأخبار إلى أن ابن الملقن عاش في العصر المملوكي الذي اتسم بالمؤلفات
الموسوعية ،والعلماء الموسوعيين ،لذلك ،فهذا العالم الأندلسي المصري ،سيكون نموذجا لهذا النوع
من التعليم وسنراه يشب وهو ينهل من كل فروع العلم لتخرج علينا مؤلفاته في شتى المجالات ،وهذا
ما سيدعونا إلى توضيح إسهاماته في كل فن من الفنون والعلوم.
شيوخه و
كان أبرز شيوخه في الفقه أعلام الشافعية وهم تقي الدين السبكي ،وكمال الدين النشائي ،وعز
الدين بن جماعةإ6ر ،والثلاثة تلامذة أبيه الأندلسي ،أي أنه امتدادا له ،كما أخذ العربية عن أبي حيان
الغرنايي ،وجمال الدين بن هشام ،وشمس الدين محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن الصائء،
وأخذ القراءات عن برهان الدين الرشيدي ،وكتب الخط المنسوب إلى سراج الدين محمد بن محمد بن
نمير الكاتبإ7ر.
رحلات إبن الملقن في طلب العلم
الرحلة في يلب العلم والحديث النبوي خاصة سنة متبعة لدى العلماء من سل الأمة
الصالح ،إذ يندر أن تجد إماما لم يرحل في يلب العلم ،لذا ،نجد أن إبن الملقن رحل إلى عدة بلدان
منها دمشل ،وحماه ،ومكة المكرمة ،والمدينة المنورة ،وبيت المقد وغيرهم من البلدانإ8ر.
كان هدف الرحلة أمران ،الأول تحصيل علو الإسناد ،وقدم السماع ،والثاني لقاء الحفاظ
والمذاكرة لهم ،والاستفادة منهم ،وكانت الرحلة عند علماء الحديث لها شأن عظيم لأنها تدل دلالة
أكيدة على مواصلة الطلاب فيما ابتدأ به ،وعلى تحصيله العلمي في بلده الذي انتهى منه بشهادة
علمائها ،وفيها ملاقاة الشيوخ والأخذ عنهم ،وكذا إجازته لمروياته لتلاميذه في غير بلدهإ9ر.
وتعتبر رحلته إلى القد الشري من أبرز هذه الرحلات العلمية وأهمها خاصة وأن
المسلمين كانوا دائما يعملون على التبرك بزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه لما له من فضل كبير،
فهو أولى القبلتين ،وثالث الحرمين ،فقد سافر إلى هناك عام تسع وأربعين وسبعمائة للهجرة ،حيث
التقى هناك بالحاف العلائي وقرأ عليه وأخذ عنه.
وقد أشار إلى هذه الرحلة في كتابه "البدر المنير" أثناء ترجمته للإمام الرافعي فقال عند
سياقه جملة من أحاديث الرافعي "ومن حديثه ،ما أخبرنا بقية الحفاظ صلام الدين أبو سعيد خليل بن
ا ،ه ،ل .اسل في ،ص.198-197 ()1
ا ،ح ي ،ا يفء الغمي ،ج ،2ص.217 ()2
()3
ا ،ه ،ل .اسل في ،ص.197 ()4
ا د ،الملقد ،،الإ دلام بفىائد مد ا اسحكدفم ،قلأدق يد العش دش المشدلأقح ،الي دفل ،ار العف دمة 1417 ،دد،
()5
حق حة الة قلأق ،ص.28
ا د ،الملقد ،،اليد ر المنلأدي دي ديب اسحف يد الىاقعدة دي الشديح الريلأدي ،قلأدق حصدىف س دىالغلأ ا ديان، ()6
()7
اليفل ،ار اله يا 3 ،سج اشء 1414 ،د ،حق حة الم قق ،ص.92 ()8
ا ،الملق ،،ايقفت اساللأفء ،حق حة الم قق ،ص.92 ()9
المص ر السف ق.
الس فام ،الةى لأح اس هي ،حق حة الة قلأق.6 ،
ا ،الملق ،،الإ لام بفىائ م ا اسحكفم ،حق حة الم قق ،ص.29
100