Page 79 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام

‫ﻟﻺﺳﻼﻡ ﰒ ﻳﻔﻨﺪ ﺑﺈﺳﻬﺎﺏ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ‪ .‬ﻭﻛـﺬﻟﻚ ﺍﻧﺴـﻠﻢ ﺗﻮﺭﻣﻴـﺪﺍ ﰲ ﻛﺘﺎﺑـﻪ ﲢﻔـﺔ‬

‫ﺍﻷﺭﻳﺐ)‪ .(٢١٩‬ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﻮﺍ ﰲ ﺭﺩﻭﺩﻫﻢ ﺗﻠﻚ ﺃﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎﹰ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‬

‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻫﻮ ﲟﻌﲎ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﳌﺎﻟﻚ ﺍﳌﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ‪ .‬ﻭﺃﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﻻﺑﻦ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﻖ‬

‫ﺃﺣﻴﺎﻧﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ‪ ،‬ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻳﻌﲏ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳـﺔ ﻭﺍﳋﻀـﻮﻉ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋـﺔ‬

‫ﺗﺸﺒﻴﻬﹰﺎ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻻﺑﻦ ﻷﺑﻴﻪ ﻭﺧﻀﻮﻋﻪ ﻭﺍﻧﻘﻴﺎﺩﻩ ﻟﻪ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎﹰ ‪ :‬ﳛﺎﻭﻝ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﰲ ﺍﳌﺴﻴﺢ ‪ ‬ﰲ ﻧﻈﺮ ﻗﺮﺍﺋﻪ ﺑﺈﻇﻬﺎﺭﻫﻢ ﻭﻛﺄ‪‬ﻢ‬

‫ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ‪ :‬ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﷲ ﺍﳋﺎﻟﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺧﻠﻘﺖ ﻛـﻞ ﺷـﻲﺀ‬

‫ﺃﻳﻮﺏ ﰲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺗﺒﻴﲔ ﻓﺴﺎﺩ ﻣﻘﺎﻟﺘﻬﻢ ﻭﺗﺜﺒﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ( ‪ .‬ﻭﱂ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳊﺴﻦ ﺑـﻦ ﺃﻳـﻮﺏ‬
‫ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻭﺇﳕﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻣﻘﺘﻄﻔﺎﺕ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﻨﻪ ﺍﺳﺘﺪﻝ ‪‬ﺎ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﺗﻔﻨﻴﺪ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﰲ‬

‫ﺍﳌﺴﻴﺢ ‪ ‬ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ‪ ) :‬ﻭﻣﻦ ﺃﺧﱪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲟﻘﺎﻻ‪‬ﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﻢ ﻭﺃﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﲑﺓ ﺑﻌـﺪ ﺍﳋـﱪﺓ‬

‫ﺑﻜﺘﺒﻬﻢ ‪ ،‬ﻭﻣﻘﺎﻻ‪‬ﻢ ‪ ،‬ﻛﺎﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺐ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﺃﺧﻴﻪ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺒﺐ ﺇﺳـﻼﻣﻪ‪،‬‬
‫ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ‪ ،‬ﻭﺻﺤﺔ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ( ﺭﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺇﺳـﻼﻣﻪ‬
‫ﻭﺷﺮﺡ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﱵ ﲪﻠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻋﺘﻨﺎﻕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ‪ ،‬ﻭﺃﳘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﺎﺑﻪ ﰲ ﺗﻠـﻚ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺸﺎﻉ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ‪‬ﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﲟﺎ ﺃﺩﺧﻠﻮﻩ ﻓﻴـﻪ ﻣـﻦ ﺍﻟﻘـﻮﻝ‬
‫ﺑﺎﻷﻗﺎﻧﻴﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﳑﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ‪ ،‬ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺰﻛﻮ ﻭﻻ ﺗﺜﺒـﺖ ﰲ ﺗﻘﺮﻳـﺮ‬
‫ﺫﻟﻚ‪ .‬ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺄﱐ ﺇﺫﺍ )ﻓﻜﺮﺕ ﰲ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻣ ‪‬ﻦ ﺍﷲ ﻋﻠﻲ‪ ‬ﺑﻪ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﺻﻮﻟﻪ ﺛﺎﺑﺘﺔ ‪ ،‬ﻭﻓﺮﻭﻋﻪ ﻣﺴـﺘﻘﻴﻤﺔ ‪،‬‬
‫ﻭﺷﺮﺍﺋﻌﻪ ﲨﻴﻠﺔ( ‪ ،‬ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺝ‪/٤‬ﺹ‪ . ٨٩-٨٨‬ﻭﻗﺎﻝ‪ ) :‬ﻓﻠﻢ ﺃﺩﻉ ﻛﺘﺎﺑﹰﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﳒﻴـﻞ‬
‫ﻭﺍﻟﺰﺑﻮﺭ ‪ ،‬ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﻻ ﻧﻈﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﻭﺗﺼﻔﺤﺘﻪ ‪ ،‬ﻭﻻ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﺇﻻ ﺗﺄﻣﻠﺘﻪ‪ ،‬ﻓﻠﻤـﺎ ﱂ‬
‫ﺃﺟﺪ ﻟﻠﺤﻖ ﻣﺪﻓﻌﹰﺎ ‪ ،‬ﻭﻻ ﻟﻠﺸﻚ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺿﻌﹰﺎ ‪ ،‬ﻭﻻ ﻟﻸﻧﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﻠﺒﺚ ﻭﺟﻬﹰﺎ ‪ ،‬ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻬﺎﺟﺮﺍﹰ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋـﺰ ﻭﺟـﻞ‬
‫ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻫﺎﺭﺑﹰﺎ ﺑﺪﻳﲏ ﻋﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﻭﻣﺴﺘﻘﺮ ﻭﳏﻞ ﻭﻋﺰ ﻭﻣﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﻋﻤﻞ ‪ ،‬ﻓﺄﻇﻬﺮﺕ ﻣﺎ ﺃﻇﻬﺮﺗـﻪ ﻋـﻦ ﻧﻴـﺔ‬
‫ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭﺳﺮﻳﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻭﻳﻘﲔ ﺛﺎﺑﺖ ‪ ،‬ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺝ‪ / ٤‬ﺹ‪ . ٩٠‬ﻭﺫﻛﺮ ﺑﻌـﺪ ﺫﻟـﻚ ﻋﻘﺎﺋـﺪ ﺍﻟﻔـﺮﻕ‬
‫ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭﻓﻨﺪﻫﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺭﻳﻮﺳﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻴﻌﻘﻮﺑﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻠﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻨﺴﻄﻮﺭﻳﺔ ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺪ‬
‫ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻡ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻟﱵ ﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﰲ ﳎﻤﻊ ﻧﻴﻘﻴﺔ ﻭﻓﻨﺪﻩ ﻭﺃﺛﺒﺖ ﻋـﺪﻡ‬
‫ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺃﻧﻪ ﻋﺒﺪ ﻭﻧﱯ ﻻ ﻏﲑ ﻣﻌﺘﻤﺪﺍﹰ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻮﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﳌﺰﺍﻣﲑ ﻭﺳﻔﺮ ﺃﺷﻌﻴﺎ ﻭﺃﻧﺎﺟﻴﻞ ﻣ ‪‬ﱴ‬
‫ﻭﻟﻮﻗﺎ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻞ ‪ ،‬ﻭﻧﺎﻗﺶ ﺗﺄﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﱃ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻭ ﻧﱯ‪ .‬ﺍﻧﻈﺮ‪ :‬ﻣﺎ ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺷـﻴﺦ‬

‫ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﰲ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺝ‪ /٤‬ﺹ‪. ١٨٢-٨٨‬‬
‫)‪ (٢١٩‬ﺍﻧﺴﻠﻢ ﺗﻮﺭﻣﻴﺪﺍ ‪ ،‬ﲢﻔﺔ ﺍﻷﺭﻳﺐ ‪ ،‬ﺹ‪. ٨٩-٧٨‬‬

‫‪٧٧‬‬