Page 80 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 80
ﻭﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ .ﰒ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﻭﻳﻨﺎﻗﻀﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﳐﻠـﻮﻕ ﻭﺃﻥ ﺍﻟـﺮﻭﺡ
ﺍﻟﻘﺪﺱ ﳐﻠﻮﻕ .ﰲ ﺣﲔ ﺃﻥ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﰲ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺍﺿﺤﺔ – ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺷﺮﺣﻪ – ﻭﻫﻲ ﺃﻥ
ﺍﳌﺴﻴﺢ ﳐﻠﻮﻕ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻛﻦ ﺍﻟﱵ ﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ .ﻭﺭﻭﺡ ﻣﻨﻪ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﱵ ﺧﻠﻘﻬﺎ
ﻭﻛﻤﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻭﻫﻮ ﺟﱪﻳـﻞ ﺍﻟـﺬﻱ
ﻧﻔﺦ ﰲ ﻣﺮﱘ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﷲ ﻓﻬﻮ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﳐﻠﻮﻕ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻛﻦ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﺎ ﻭﻫـﻮ ﺍﻟـﺮﻭﺡ
ﺍﻷﻣﲔ ﻭﻳﺴﻤﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻒ ﻭﺍﻟﺘﻜﺮﱘ ﻣﺜﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﻧﺎﻗﺔ ﺍﷲ ،ﻭﺑﻴﺖ ﺍﷲ .ﺃﻣـﺎ
ﺍﷲ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻓﻬﻮ ﺍﳊﻲ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﳜﻠﻖ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻛﻦ ﺍﻟﱵ ﻛـﺎﻥ ـﺎ،
ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﳜﻠﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ .ﻭﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﷲ ﻛﻦ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ
ﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺁﺩﻡ ﻭﺟﱪﻳﻞ ﻭﺇﺳﺮﺍﻓﻴﻞ ﻭﻣﻴﻜﺎﺋﻴﻞ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﳐﻠﻮﻗﺎﺗﻪ .ﻭﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﳌﻨـﺰﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ
ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ،ﻭﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﳌﻨـﺰﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﱵ ﻫـﻲ ﺍﻷﳒﻴـﻞ .ﻭﻛﻠﻤﺎﺗـﻪ
ﺍﳌﻨـﺰﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ ، ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﺃﻧﺰﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ .ﻛﻞ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ ﻧﺰﺭﺍﹰ ﻳﺴﲑﹰﺍ ﻭﻣﻘﺪﺍﺭﹰﺍ ﻗﻠﻴ ﹰﻼ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﷲ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻨﻔﺪ ﻭﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻭﻻ
ﳝﻜﻦ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﺃﻥ ﳛﻴﻄﻮﺍ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻗﺎﻝ ﺳـﺒﺤﺎﻧﻪ Æ Å Ä Ã M :
،(٢٢٠) LÔ ÓÒ Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É È Çﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ :
ÓÒ ÑÐÏÎÍÌËÊÉ ÈÇÆÅM
.(٢٢١) L Ú Ù Ø × ÖÕ Ô
ﺭﺍﺑﻌﺎﹰ :ﺇﻥ ﻗﻮﻝ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﳜﺎﻃﺐ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ :ﺇﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺘﻢ ﺗﻘﻮﻟـﻮﻥ
ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﷲ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺸﻮﻫﻮﻩ ﻭﺗﻘﺪﻣﻮﻧﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺣﺠﺮﹰﺍ ﺃﻭ ﺧﺸﺒﺔ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺷـﻲﺀ ﻣـﻦ
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻔﺎﻗﺪﺓ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ .ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺣﻰ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﻧﺼﺎﺭﻯ ﻇﻬـﺮﻭﺍ ﺑﻌـﺪﻩ ﺑـﺎﻟﺰﻋﻢ
) (٢٢٠ﺍﻟﻜﻬﻒ . ١٠٩ :
) (٢٢١ﻟﻘﻤﺎﻥ . ٢٧ :
٧٨
