Page 78 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 78
ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ،ﻟﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺘﻢ ﺑﺎﺎﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﺰﻳﻴﻒ ﺗﺪﻋﻮﻧﻨﺎ ﻣﺸﺮﻛﲔ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻣـﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴـﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ ﻧـﺪﻋﻮﻛﻢ
ﻣﺸﻮﻫﲔ ﷲ( ).(٢١٦
ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﻣﻦ ﻓﺼﻞ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳔﺮﺝ ﺑﻌﺪﺓ ﻭﻗﻔﺎﺕ ﻫﻲ :
ﺃﻭﻻﹰ :ﱂ ﳚﺪ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻳﺴﻮﻍ ﺑﻪ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺔ ﺍﳌﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻭﺍﳌﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺗﻘـﻮﻝ ﺑـﺄﻥ
ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻫﻮ ﺍﷲ ،ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ – ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻋﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻈﺎﳌﻮﻥ ﻋﻠﻮﺍﹰ ﻛـﺒﲑﹰﺍ –
ﺳﻮﻯ ﺑﺎﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺼﺎﺭﺥ ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﺍﳌﻔﻀﻮﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ .ﻭﺍﻟﺰﻋﻢ ﺍﻟﺰﺍﺋﻒ ﺑﺄﻢ
ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻠﹼﻤﻮﺍ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﻭﺳﻠﻤﻮﻫﺎ ﺇﻟﻴﻬﻢ .ﻭﻳﻬﺪﻑ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻣﻦ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻋﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻫﲑ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺣﱴ ﻳﻈﻠﻮﺍ ﻣﻘﺘﻨﻌﲔ ﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ .
ﺛﺎﻧﻴﺎﹰ :ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻗﻮﻝ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﻷﺣﺪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻭﻳﺴـﺘﺨﺪﻣﻪ
ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺣﺠﺘﻬﻢ ﻭﻋﻘﻴﺪﻢ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﺇﻻ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻧﻔﺴﻪ
ﺩﻟﻴ ﹰﻼ ﻳﺪﺣﺾ ﺣﺠﺘﻬﻢ ﻭﻳﻔﻨﺪ ﺗﺄﻭﻳﻠﻬﻢ .ﻫﺬﺍ ﻓﻀ ﹰﻼ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﳌﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﰲ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺗﻔﻨﺪ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﻭﺑﻜﻞ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻭﻗﺪ ﺑﺮﻫﻦ ﻋﻠـﻰ
ﻫﺬﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻋﺘﻨﻘﻮﺍ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺑﺴﻄﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺑﺈﺳﻬﺎﺏ ﻛﺒﲑ ﰲ ﺭﺩﻭﺩﻫـﻢ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﺜﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺭﺑﻦ ﺍﻟﻄﱪﻱ " ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ") (٢١٧ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﳊﺴـﻦ
ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ) (٢١٨ﺇﱃ ﺃﺧﻴﻪ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﱵ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺒﺐ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻋﺘﻨﺎﻗـﻪ
(216) Migne: op. cit , Vol . 94 , Col 768-769 ; Sahas , op . cit , p. 135-136 .
) (٢١٧ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ،ﺑﲑﻭﺕ ١٩٥٩ﻡ = ﻭﻗﺪ ﻧﺎﻗﺶ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﺳﺒﻊ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﲰﺎﻫﺎ "ﺍﳌﺴﻜﺘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﺍﺫﻝ" ﺣﻴﺚ
ﺣﻴﺚ ﻓﻨﺪ ﻓﻴﻪ ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻭﺑﲔ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﱐ ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ،
ﻭﺑﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﺳﺒﻊ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﱐ ،ﻭﻗﺪ ﺭﻛﺰ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﰲ ﺭﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻋﻠـﻰ ﺍﻻﺳﺘﺸـﻬﺎﺩ
ﺑﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻌﻬﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻭﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﺣﺾ ﺣﺠﺞ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﳌﻨﻄـﻖ ﰲ ﺗﻔﻨﻴـﺪ ﺗﻠـﻚ
ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ،ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻴـﺪ ﺍﻟﺸـﺮﰲ :ﺍﻟﻔﻜـﺮ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺹ. ١٣٠
) (٢١٨ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﳍﺠﺮﻱ /ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻨـﺪﱘ ﰲ ﺍﻟﻔﻬﺮﺳـﺖ ،ﻁ
ﺑﲑﻭﺕ ١٤١٧ﻫـ١٩٩٧ /ﻡ ﺹ ، ٢١٤ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺄﻧﻪ )ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ،ﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻛﺘﺎﺏ ﺇﱃ ﺃﺧﻴﻪ ﻋﻠـﻲ ﺑـﻦ
٧٦
