Page 76 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 76
اﻟﺴﺎدﺳﺔ :ﻣﺎ ﺃﻭﺣﺎﻩ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻧﺒﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﳌﻌﺮﺍﺝ ﻣﻦ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻏﲑﻫﺎ).(٢١٣
اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ :ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻟﻪ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻼ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﻣﻠﻚ ،ﻛﻤﺎ ﻛﹼﻠﻢ ﺍﷲ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ﻫـﻲ
ﺛﺎﺑﺘﺔ ﳌﻮﺳﻰ ﻗﻄﻌﺎﹰ ﺑﻨﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﺛﺒﻮﺎ ﻟﻨﺒﻴﻨﺎ ، ﻫﻮ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ).(٢١٤
ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻳﻜﺮﺭ ﻣﺰﺍﻋﻤﻪ ﺍﻟﺪﺍﺣﻀﺔ ﻣﺘﻈﺎﻫﺮﺍﹰ ﻟﻘﺮﺍﺋﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺎﻗﺶ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺣﻮﻝ ﻧﺒﻮﺓ
ﳏﻤﺪ ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ) :ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺴﺄﳍﻢ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ :ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ،ﺑﺄﻥ ﻛﺘﺎﺑﻜﻢ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺃﻥ
ﻻ ﺗﻔﻌﻠﻮﺍ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺃﻭ ﺗﺘﺴﻠﻤﻮﺍ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺑﺪﻭﻥ ﺷﻬﺎﺩﺓ .ﻓﺄﻧﺘﻢ ﱂ ﺗﺴﺄﻟﻮﻩ :ﺍﺛﺒﺖ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﻧﻚ ﻧـﱯ،
ﻭﺃﻧﻚ ﺟﺌﺖ ﻣﻦ ﺍﷲ ،ﻭﺃﻱ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻘﺪﺱ ﻳﺸﻬﺪ ﺑﺸﺄﻧﻚ ؟ ﻫﻢ ﻳﻈﻠﻮﻥ ﺻﺎﻣﺘﲔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﳋـﺰﻱ .ﺑﻌـﺪ
ﺫﻟﻚ ﺃﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﺴﻤﺤﻮﻥ ﺑﺰﻭﺍﺝ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺑﺪﻭﻥ ﺷﻬﺎﺩﺓ ،ﻭﻻ ﺗﺸﺘﺮﻭﻥ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﻭﻻ ﲢﺮﺯﻭﻥ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺇﻻ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ
ﻭﺃﻳﻀﺎﹰ ﺃﻧﺘﻢ ﻻ ﲤﺘﻠﻜﻮﻥ ﲪﺎﺭﺍﹰ ﺃﻭ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﹰ ﺃﻭ ﺗﺘﻨﺎﺯﻟﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺷﻬﺎﺩﺓ .ﺃﻧﺘﻢ ﲤﺘﻠﻜﻮﻥ ﻧﺴﺎ ًﺀ ﻭﺃﻣﻼﻛـﺎﹰ
ﻭﲪﲑﹰﺍ ﻭﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺃﻳﻀﺎﹰ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ .ﻭﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﻭﻛﺘﺎﺑﻜﻢ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺃﻧـﺘﻢ ﲤﺘﻠﻜﻮﻧـﻪ
ﺑﺪﻭﻥ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﺳﺒﺒﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻻ ﳝﻠﻚ ﺃﻱ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻣـﻦ ﺃﻱ ﻣﻜـﺎﻥ ،ﻭﻻ
ﻳﻮﺟﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﺳﻠﻔﺎﹰ ،ﻟﻜﻨﻪ ،ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﺗﻠﻘﻰ ﻫﺬﺍ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫـﻮ
ﻧﺎﺋﻢ( ).(٢١٥
ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﻓﺤﻮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﻣﻦ ﻓﺼﻞ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳔﺮﺝ ﺑﺎﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
ﺃﻭﻻﹰ :ﻋﻤﺪ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﻗﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﳏﻤـﺪ ، ﻻ ﳝﻠـﻚ
ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻧﱯ ،ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺗﻨﺒﺄ ﺑﻈﻬﻮﺭﻩ – ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺩﺣﻀـﻨﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺼـﻔﺤﺎﺕ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ -ﻭﻫﺪﻓﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻭﺗﻮﻃﻴﺪ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﳊﺠﺘﲔ ﺍﻟﺪﺍﺣﻀﺘﲔ ﰲ ﻋﻘﻮﻝ ﻗﺮﺍﺋﻪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ
ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺭﺍﺳﺨﺔ ﰲ ﻗﻠﻮﻢ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺜﺒﺘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺮﺍﻧﻴﺘﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﻌﺘﻨﻘﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ.
ﺛﺎﻧﻴﹰﺎ :ﱂ ﻳﻌﻠﻢ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ – ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻔﻲ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺑﺼﺪﻕ ﻧﱯ ﺍﻹﺳﻼﻡ – ﺃﻥ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺇﻥ ﺍﳌﺴـﻠﻤﲔ
) (٢١٣ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ :ﺯﺍﺩ ﺍﳌﻌﺎﺩ ﺝ /١ﺹ ٨٠ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ﺹ. ١٢٦٢
) (٢١٤ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ )ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ( ﺝ /١ﺹ ، ٣٥٠-٣٤٩ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻗﻢ ٣٤٩ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺼﻼﺓ ؛ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴـﻠﻢ ﺑﺸـﺮﺡ
ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺝ /٢ﺹ ٢١٥-٢٠٩؛ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ :ﺯﺍﺩ ﺍﳌﻌﺎﺩ ﺝ/١ﺹ. ٨٠
(215) Migne: op. cit , Vol . 94 , Col 768 ; Sahas , op . cit , p. 135 .
٧٤
