Page 71 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 71
ﻳﻜﺘﻤﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻖ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻀﻐﻴﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﰲ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ ﻭﺍﳊﻘﺪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻦ ﰲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ .ﻭﻗـﺪ
ﺟﺎﺀ ﰲ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺃﻥ ﻫﺎﺟﺮ ﻫﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﻣﻮﻻﺎ ﺳﺎﺭﺓ )ﻓﻘﺎﻝ ﳍﺎ ﻣﻼﻙ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﺭﺟﻌـﻲ ﺇﱃ ﻣﻮﻻﺗـﻚ
ﻭﺍﺧﻀﻌﻲ ﲢﺖ ﻳﺪﻳﻬﺎ .ﻭﻗﺎﻝ ﳍﺎ ﻣﻼﻙ ﺍﻟﺮﺏ ﺗﻜﺜﲑﺍﹰ ﹸﺃﻛﺜﺮ ﻧﺴﻠﻚ ﻓﻼ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ .ﻭﻗﺎﻝ ﳍﺎ ﻣـﻼﻙ
ﺍﻟﺮﺏ ﻫﺎﻧﺖ ﺣﺒﻠﻰ ﻓﺘﻠﺪﻳﻦ ﺍﺑﻨﹰﺎ .ﻭﺗﺪﻋﲔ ﺍﲰﻪ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﻗﺪ ﲰﻊ ﳌﺬﻟﺘﻚ .ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﹰﺎ
ﻭﺣﺸﻴﹰﺎ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻳﺪ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻋﻠﻴﻪ .ﻭﺃﻣﺎﻡ ﲨﻴﻊ ﺇﺧﻮﺗﻪ ﻳﺴﻜﻦ ( ) . (١٩٤ﻭﻗـﺪ ﺍﺳـﺘﺪﻝ
ﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺭﺑﻦ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﻭﻏﲑﻩ ) .(١٩٥ﻭﻋﹼﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻗﺎﺋﻼﹰ ) :ﻣﻌﻠـﻮﻡ ﺃﻥ
ﻳﺪ ﺑﲏ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻗﺒﻞ ﻣﺒﻌﺚ ﳏﻤﺪ ، ﱂ ﺗﻜﻦ ﻓﻮﻕ ﺃﻳﺪﻱ ﺑﲏ ﺇﺳﺤﺎﻕ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺑﲏ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ
ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻭﻗﺪ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻣﺼﺮ ﺯﻣﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻊ ﻳﻌﻘﻮﺏ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺒﲏ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻓﻮﻗﻬﻢ ﻳﺪ ،ﰒ ﺧﺮﺟـﻮﺍ
ﻣﻨﻬﺎ ﳌﺎ ﺑﻌﺚ ﻣﻮﺳﻰ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻊ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻋﺰ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ،ﱂ ﻳﻜﻦ ﻷﺣﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﺪ ،ﰒ ﻣﻊ ﻳﻮﺷﻊ
ﺑﻌﺪﻩ ﺇﻝ ﺯﻣﻦ ﺩﺍﻭﺩ ،ﻭﻣﻠﻚ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﺆﺕ ﺃﺣﺪ ﻣﺜﻠﻪ ،ﻭﺳﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﲞﺘﻨﺼﺮ ،ﻓﻠﻢ
ﻳﻜﻦ ﻟﺒﲏ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﺪ ،ﰒ ﺑﻌﺚ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭ ﺧﺮﺏ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺍﳋﺮﺍﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﺣﻴﺚ ﺃﻓﺴـﺪﻭﺍ ﰲ
ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺮﺗﲔ ،ﻭﻣﻦ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺯﺍﻝ ﻣﻠﻜﻬﻢ ﻭﻗ ﹼﻄﻌﻬﻢ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﳑﹰﺎ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﲢـﺖ ﺣﻜـﻢ ﺍﻟـﺮﻭﻡ
ﻭﺍﻟﻔﺮﺱ ،ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﻌﺮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﻜﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﲑﻫﻢ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻮﻟﺪ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ
ﺍﻷﻣﻢ ،ﻻ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻻ ﺍﻷﻣﻴﲔ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺪ ﻭﻟﺪ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻓﻮﻕ ﺍﳉﻤﻴﻊ ،ﺣﱴ ﺑﻌﺚ ﺍﷲ ﳏﻤـﺪﺍﹰ
ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎ ﺑﻪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻻ K J I H G F E D M :
.(١٩٦) L T S R Q PO N M Lﻓﻠﻤﺎ ﺑﻌﺚ ،ﺻﺎﺭ ﻭﻟـﺪ
ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻓﻮﻕ ﺍﳉﻤﻴﻊ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺃﻋﺰ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﻢ ،ﻭﻗﻬـﺮﻭﺍ ﻓـﺎﺭﺱ ﻭﺍﻟـﺮﻭﻡ ،
ﻭﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ،ﻭﻗﻬﺮﻭﺍ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺍﻮﺱ ﻭﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻭﺍﻟﺼﺎﺑﺌﲔ .ﻓﻈﻬﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﲢﻘﻴـﻖ
) (١٩٤ﺗﻜﻮﻳﻦ :ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ . ١١-٩ :
) (١٩٥ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﺹ ٧٤-٧٣؛ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ :ﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﳊﻴﺎﺭﻯ ﰲ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺹ١٤١-١٤٠؛ ﲢﻔـﺔ
ﺍﻷﺭﻳﺐ ،ﺹ. ١٣٤ – ١٣٣
) (١٩٦ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ . ١٢٩ :
٦٩
