Page 67 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 67
ﻭﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﳜﱪﻫﻢ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﲟﻌﺠﺰﺍﺕ ﻣﻮﺳـﻰ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘـﻪ ﻋﻨـﺪ ﺍﷲ ،
ﻭﺗﻜﻠﻴﻢ ﺍﷲ ﻟﻪ .ﻓﻬﺬﻩ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺭﺍﺳﺨﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺃﺧﱪ ﺍﷲ ﺎ ﻧﺒﻴﻪ ﳏﻤﺪ ، ﰲ ﻛﺘﺎﺑـﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳـﺰ .
ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻓﻘﺎﹰ ﳌﺎ ﺟﺎﺀ ﻋﻨﻪ
ﻣﻦ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻣﺒﲔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ .
ﻭﺣﲔ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ) :ﺇﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀً ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺇﱃ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻨﺒﺌـﻮﺍ ﲟﺠـﻲﺀ
ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻭﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻫﻮ ﺍﷲ ،ﻭﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ ﺳﻮﻑ ﻳﺄﰐ ﻻﲣﺎﺫ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﺼﻠﺐ ،ﻭﺃﻧﻪ
ﺳﻮﻑ ﳝﻮﺕ ،ﻭﺃﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﻟﻸﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ( .
ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻻ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﳜﻠﻘﻪ ﺍﷲ ﻭﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺃﻧـﻪ ﻣـﻦ ﺧـﲑﺓ
ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﻣﻦ ﺃﻭﱄ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺃﻥ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﺁﺩﻡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻛﻦ ﻓﻜـﺎﻥ
ﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ .ﻟﻜﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺃﺷﺪ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻭﻳﱪﺀﻭﻥ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺷﺘﻢ ﻳﻮﺣﻨﺎ
ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻭﺳﺒﻪ ﷲ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﺣﲔ ﻳﻘﻮﻝ – ﺯﻭﺭﹰﺍ ﻭﺘﺎﻧﹰﺎ ،ﻃﺒﻘﺎﹰ ﻟﻌﻘﻴﺪﺗﻪ ﺍﻟ ﻀﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ – ﺇﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ
ﻫﻮ ﺍﻟﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ ، ....ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ،ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻭﺍﶈﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺑﻌـﺪﻩ
ﳏﺎﻝ ،ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﺑﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﱵ ﹸﺃﺭﺳﻞ ﺎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﲨﻴﻌﹰﺎ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌـﺎﱃ 7 6M :
IHGFEDCBA@?>=<; : 9 8
.(١٨٣) LYXWVUTS R Q P O N M L K J
ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻭﺍﶈﺎﻝ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﰲ ﻗﻮﻝ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺇﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻫﻮ ﺍﷲ ،ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﻮﻗـﺖ
ﻧﻔﺴﻪ .ﻭﺍﻟﺸﺘﻢ ﺍﻟﺒﺸﻊ ﷲ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﰲ ﻗﻮﻝ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺇﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ .ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺇﺿـﻔﺎﺀ
ﺻﻔﺔ ﻧﻘﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻓﺼﻔﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﻭﻟﺪ ﺗﺪﻝ ﻣﻨﻄﻘﻴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﻪ ﻭﻓﻨﺎﺋﻪ ﻭﻋﺠـﺰﻩ ،
ﻭﺃﻧﻪ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻣﻦ ﳜﻠﻔﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﳛﻔﻆ ﻧﻮﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺪﺛﺎﺭ ﻭﺍﻟـﺰﻭﺍﻝ ﻭﳛﻤـﻞ ﺍﲰـﻪ ﻭﻳﻌﻴﻨـﻪ ﰲ
ﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻪ ﻭﻫﺮﻣﻪ .ﻭﻫﺬﻩ ﺻﻔﺔ ﻧﻘﺺ ﻻ ﻳﺘﺼﻒ ﺎ ﺇﻻ ﺍﳋﻠﻖ ،ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻐﲏ ﺍﳊـﻲ ﺍﻟﻘﻴـﻮﻡ
ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻒ ﺎ .ﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﳌﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ~M :
) (١٨٣ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ . ٧٢ :
٦٥
