Page 62 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 62
ﻭﳝﻀﻲ ﺍﻟﻨﺺ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﻜﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ) :ﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻌﺪ ﻇﻠﻢ ﰲ ﺃﺭﺿـﻚ ﻭﻻ
ﺧﺮﺍﺏ ﰲ ﲣﻮﻣﻚ ﺑﻞ ﺗﺴﻤﲔ ﺃﺳﻮﺍﺭﻙ ﺧﻼﺻﹰﺎ ﻭﺃﺑﻮﺍﺑﻚ ﺗﺴﺒﻴﺤﹰﺎ ( .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻻ ﻳﻨﻄﺒـﻖ
ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﳊﺮﺍﻡ ،ﻭﻻ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻫﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻌﺪ ﻇﻠﻢ ﰲ ﺃﺭﺿـﻬﺎ
ﻷﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺗﻌﻬﺪ ﺑﻨﻔﻲ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ C B A @ ? > = < M :
.(١٧١) L Dﻭﻻ ﺧﺮﺍﺏ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﲣﻮﻡ ﻣﻜﺔ ،ﻭﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺻـﻒ ﻣﻨﻄﺒﻘـﹰﺎ
ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ،ﺍﻟﱵ ﺷﻬﺪﺕ ﻫﻲ ﻭﲣﻮﻣﻬﺎ ﰲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻭﺍﻟﻐـﺰﻭﺍﺕ
ﻭﺍﻟﻔﱳ ﻭﺍﳊﺮﻭﺏ ﻭﺍﳌﺬﺍﺑﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﻣﺎ ﱂ ﺗﺸﻬﺪﻩ ﺑﻼﺩ ﺃﺧﺮﻯ .ﺃﻣﺎ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﻣﻜـﺔ ﺍﻟـﱵ
ﺗﺴﻤﻰ ﺧﻼﺻﺎﹰ ،ﻓﻬﻲ ﻣﻮﺍﻗﻴﺖ ﺍﳊﺞ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﳛﺮﻡ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳊﺠـﺎﺝ ،ﻭﻳﺘﺨﻠﺼـﻮﻥ ﻣـﻦ
ﻣﻼﺑﺴﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﺩﺭﺍﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﳛﺮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺍﳋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﻴﻂ ﻭﻳﻌﻠﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﺭﺍﺟﲔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮ ﳍﻢ ﺫﻧﻮﻢ .ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﻣﻜﺔ ﺗﺴﺒﻴﺤﹰﺎ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼـﻠﻬﺎ ﺍﳊﺠـﺎﺝ
ﻳﻌﻠﻨﻮﻥ ﻗﺎﺋﻠﲔ :ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﻭﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﻭﺍﷲ ﺃﻛﱪ ..ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﺩﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﺑﻴﺢ ﺍﳌﺄﺛﻮﺭﺓ .ﰒ
ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻲﺀ ﲰﺎﺀ ﻣﻜﺔ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻧـﻮﺭ ﺍﻹﺳـﻼﻡ ﺇﱃ ﺃﻥ
ﻳﻘﻮﻝ ) :ﻭﺷﻌﺒﻚ ﻛﻠﻬﻢ ﺃﺑﺮﺍﺭ ،ﺇﱃ ﺍﻷﺑﺪ ﻳﺮﺛﻮﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻏﺼﻦ ﻏﺮﺳﻲ ﻋﻤﻞ ﻳـﺪﻱ ﺍﻟﺼـﻐﲑ
ﻳﺼﲑ ﺃﻟﻔﹰﺎ ﻭﺍﳊﻘﲑ ﺃﻣﺔ ﻗﻮﻳﺔ( .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﱂ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺇﻻ ﻷﻣﺔ ﳏﻤﺪ ، ﺣﻴﺚ ﻭﻋﺪﻫﻢ ﺍﷲ
ﺑﺎﻻﺳﺘﺨﻼﻑ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﻟﺪﻳﻨﻬﻢ ﻭﺣﻘﻖ ﻭﻋﺪﻩ ﳍﻢ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ? > = <M :
@ MLKJIH GF E D C B A
` _^]\[ ZY X W VU T S R Q P O N
.(١٧٢) L c b a
اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ :ﺟﺎﺀﺕ ﰲ ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺇﳒﻴﻞ ﻣﱴ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺣﻴﺚ ﻗـﺎﻝ:
)ﺍﲰﻌﻮﺍ ﻣﺜ ﹰﻼ ﺁﺧﺮ .ﻛﺎﻥ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺭﺏ ﺑﻴﺖ ﻏﺮﺱ ﻛﺮﻣﹰﺎ ﻭﺃﺣﺎﻃﻪ ﺑﺴﻴﺎﺝ ﻭﺣﻔﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻌﺼﺮﺓ ﻭﺑﲎ
) (١٧١ﺍﳊﺞ . ٢٥ :
) (١٧٢ﺍﻟﻨﻮﺭ . ٥٥ :
٦٠
