Page 60 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 60
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﲨﺔ ﻧﺼﻬﺎ ) :ﻟﺘﻠﺒﺴﻲ ﺍﳊﻠﻞ ،ﻭﺗﺰﻳﲏ ﺑﺎﻹﻛﻠﻴﻞ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ( ﻭﻳﻌﻠـﻖ ﻋﻠـﻰ
ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ ) :ﻭﺫﻟﻚ ﺇﻳﻀﺎﺡ ﻣﻦ ﺃﺷﻌﻴﺎ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺍﻟﱵ ﺃﻟﺒﺴﻬﺎ ﺍﷲ ﺍﳊﻠـﻞ ﺍﻟـﺪﻳﺒﺎﺝ
ﺍﻟﻔﺎﺧﺮﺓ ( ) . (١٦٨ﻭﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺴﻰ ﺑﺄﲨﻞ ﻭﺃﻓﺨـﺮ
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﳊﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﻘﺼﺐ ﻭﺍﻟﺬﻫﺐ .ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﱪ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﰲ ﻛﺴﻮﺓ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ .ﻭﳍﺎ
ﺣﺎﻟﻴﺎﹰ ﻣﺼﻨﻊ ﺧﺎﺹ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻜﺴﻮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻠﻒ ﺃﻣﻮﺍ ﹰﻻ ﻛﺜﲑﺓ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﺍﻟﻨﺺ ) :ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﻭﻥ ﻛﺎﻟﺴﺤﺎﺏ ﻭﻛﺎﳊﻤﺎﻡ ﺇﱃ ﺑﻴﻮـﺎ؟( ﻓﺈﻧـﻪ
ﺗﺴﺎﺅﻝ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻋﻦ ﻭﻓﻮﺩ ﺍﳊﺠﻴﺞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﺪﻭﻥ ﺟﻮﹰﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻮﺳﻢ
ﺣﺞ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪﺏ ﻭﺻﻮﺏ ﻭﲝﺮﻛﺔ ﺟﻮﻳﺔ ﻻ ﻣﺜﻴـﻞ ﳍـﺎ) .ﺇﻥ ﺍﳉﺰﺍﺋـﺮ
ﺗﻨﺘﻈﺮﱐ ﻭ ﺳﻔﻦ ﺗﺮﺷﻴﺶ – ﺗﻮﻧﺲ – ﻟﺘﺄﰐ ﺑﺒﻨﻴﻚ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﻓﻀﺘﻬﻢ ﻭﺫﻫﺒﻬﻢ ﻣﻌﻬﻢ ﻷﺳﻢ ﺍﻟﺮﺏ
ﺇﳍﻚ ﻭﻗﺪﻭﺱ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻗﺪ ﳎﺪﻙ ( .ﺣﻘﹰﺎ ﻟﻘﺪ ﻇﻠﺖ ﺳﻔﻦ ﺗﻮﻧﺲ ﻋﱪ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﲢﻤﻞ ﺍﳊﺠـﺎﺝ
ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﲔ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﻭﺍﳌﻐﺮﺏ ﻭﺻﻘﻠﻴﺔ ﻭﺟﺰﺭ ﺍﻟﺒﻠﻴﺎﺭ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺟﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ،
ﻭﻣﻌﻬﻢ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﲨﻌﻮﻫﺎ ﻹﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﰲ ﻣﻜﺔ ﻭﺷـﺮﺍﺀ ﺍﳍـﺪﻱ
ﻭﺍﻷﺿﺎﺣﻲ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﻋ ﹼﻈﻢ ﻣﻜﺔ ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﻗﺒﻠﺘﻬﻢ ﺇﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺺ ) :ﻭﺑﻨﻮ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻳﺒﻨﻮﻥ ﺃﺳﻮﺍﺭﻙ ﻭﻣﻠﻮﻛﻬﻢ ﳜﺪﻣﻮﻧﻚ ( .ﻓﻤﻦ ﻫـﻢ
ﺑﻨﻮ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ؟ ﺃﻟﻴﺴﻮﺍ ﻫﻢ ﺍﳊﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ
ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ،ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻨﻮﻫﺎ ﻭﺷﺎﺩﻭﺍ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻭﺧﺪﻣﻮﻫﺎ ﻋﱪ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺑﺪﺀﺍﹰ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻷﻳﻮﰊ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﺍﻷﺻﻞ ،ﻭﻣﺮﻭﺭﺍﹰ ﺑﺴﻼﻃﲔ ﺍﳌﻤﺎﻟﻴﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﳝﺘـﻮﻥ
ﺑﺼﻠﺔ ﻧﺴﺐ ﻟﺒﲏ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺀً ﺑﺴﻼﻃﲔ ﺁﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺪﻣﻮﺍ ﲨﻴﻌـﹰﺎ ﻣﻜـﺔ
ﻭﺍﳌﺴﺠﺪ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻭﺗﻠﻘﺒﻮﺍ – ﻣﻨﺬ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ – ﺑﻠﻘﺐ ﺧﺎﺩﻡ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﲔ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﺮﻭﻥ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﻘﺐ ﺷﺮﻓﺎﹰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﺷﺮﻑ )ﻭﺗﻨﻔﺘﺢ ﺃﺑﻮﺍﺑﻚ ﺩﺍﺋﻤﺎﹰ ،ﺎﺭﹰﺍ ﻭﻟـﻴﻼﹰ ﻻ ﺗﻐﻠـﻖ( .
ﻭﻣﻜﺔ ﻫﻲ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻇﻠﺖ ﻋﱪ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻟﻮﻓﻮﺩ ﺍﳊﺠﺎﺝ ﻭﺍﳌﻌﺘﻤﺮﻳﻦ
) (١٦٨ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﺝ /٥ﺹ. ٢٦٤-٢٦٣
٥٨
