Page 61 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 61
ﻭﺍﺎﻭﺭﻳﻦ )ﻷﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﲣﺪﻣﻚ ﺗﺒﻴﺪ ﻭﺧﺮﺍﺑﺎﹰ ﲣﺮﺏ ﺍﻷﻣـﻢ ( .ﻭﻗـﺪ ﺷـﻬﺪ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺣﺮﺹ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ ﻭﺣﱴ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠـﻰ
ﺑﺴﻂ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﲔ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻣﻜﺔ ﺍﳌﻜﺮﻣﺔ ﻟﺘﺤﻈﻰ ﲞﺪﻣﺔ ﺍﻟﻜﻌﺒـﺔ ﻭﺗﺴـﻬﻴﻞ
ﻓﺮﻳﻀﺔ ﺍﳊﺞ ﺣﱴ ﺗﻀﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﰲ ﻧﻈﺮ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ .
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺺ )ﳎﺪ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻟﻴﻚ ﻳﺄﰐ ﺍﻟﺴﺮﻭ ﻭﺍﻟﺴﻨﺪﻳﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﺮﺑﲔ ﻣﻌﹰﺎ ﻟﺰﻳﻨﺔ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻘﺪﺳﻲ
ﻭﺃﳎﺪ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺭﺟﻠﻲ ( .ﻭﻫﺬﺍ ﺟﺮﻯ ﻓﻌﻼﹰ ﰲ ﻋﺼﻮﺭ ﳐﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﺟﻮﺩ
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﳋﺸﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻭ ﻭﺍﻟﺴﻨﺪﻳﺎﻥ ﻟﺴﻘﻒ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﻟﺴﻘﻒ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺍﺕ
ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺟﺮﺕ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ ﺍﳊﺮﺍﻡ .ﻭﺃ ﳎﺪ ﻣﻮﺿﻊ ﺭﺟﻠﻲ . ﻓﺎﳌﻘﺼﻮﺩ ﻫﻨﺎ ﻣﻘـﺎﻡ
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋﻠﻴﻞ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ،(١٦٩) L º¹ ¸ ¶ µ ´ M :ﻭﻻ ﻳﺴـﺘﺒﻌﺪ ﺃﻥ
ﺃﺣﺒﺎﺭ ﻳﻬﻮﺩ ﺣﺬﻓﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺺ ﻛﻠﻤﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﺟﺢ ﺃﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﻌﺪ ﻛﻠﻤﺔ ﺭﺟﻠ ﻲ
ﺣﱴ ﻻ ﻳﺘﺠﻪ ﺫﻫﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﷲ ﺍﶈﺮﻡ ﲟﻜﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻜﺎﻥ ﻷﺛـﺮ ﺭﺟﻠـ ﻲ
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻻ ﲜﻮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﶈ ﺮﻡ ،ﳑﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠـﻰ ﻣﻌــﺮﻓﺘﻬﻢ ﲟﻘـﺎﻡ
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ،ﻭﻳﺰﻛﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺃﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻮﻗﻮﻥ ﺇﱃ ﺳﺮﻗﺘﻪ ،ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻔـﺎﻛﻬﻲ ﺑﺴـﻨﺪ
ﺻﺤﻴﺢ ﺑﺄﻥ ﺭﺟﻼﹰ ﻛﺎﻥ ﲟﻜﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺟﺮﻳﺞ – ﻳﻬﻮﺩﻱ ﺃﻭ ﻧﺼﺮﺍﱐ – ﻗﺪ ﺗﻈﺎﻫﺮ ﺑﺄﻧـﻪ ﺃﺳـﻠﻢ
ﻓﻔﻘﺪ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ،ﻓﻄﹸﻠﺐ ﻓ ﻮﺟﺪ ﻋﻨﺪﻩ .ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﳜﺮﺟﻪ ﺇﱃ ﻣﻠﻚ ﺍﻟـﺮﻭﻡ ،ﻓﺄﹸﺧـﺬ ﻣﻨـﻪ
ﻭ ﺿﺮﺑﺖ ﻋﻨﻖ ﺟﺮﻳﺞ).(١٧٠
ﻭﻳﻘﻮﻝ ) :ﻭﺑﻨﻮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﻬﺮﻭﻙ ﻳﺴﲑﻭﻥ ﺇﻟﻴﻚ ﺧﺎﺿﻌﲔ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻫـﺎﻧﻮﻙ ﻳﺴـﺠﺪﻭﻥ
ﻟﺪﻯ ﺑﺎﻃﻦ ﻗﺪﻣﻴﻚ ( .ﻓﻤﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﻬﺮﻭﺍ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ؟ ﺇﻢ ﻛﻔﺎﺭ ﻗـﺮﻳﺶ ﻭﺳـﺎﺋﺮ ﻣﺸـﺮﻛﻲ
ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﻬﺮﻭﻫﺎ ﲟﻘﺎﻭﻣﺔ ﺩﻋﻮﺓ ﳏﻤﺪ ، ﻭﺍﺿﻄﻬﺎﺩ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ،ﻭﰲ ﺎﻳﺔ ﺍﳌﻄﺎﻑ ﺩﺣﺮﻭﺍ
ﻭﻗﺘﻠﻮﺍ ﻓﺨﻀﻊ ﺃﺑﻨﺎﺅﻫﻢ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﳊﻖ ﻭﺳﺎﺭﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺧﺎﺿﻌﲔ .ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻫﺎﻧﻮﻫﺎ ﺑﺘﻌﻠﻴﻖ
ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﰲ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﳜﺮﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﺎﺟﺪﻳﻦ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﻃﻦ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ .
) (١٦٩ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ . ١٢٥ :
) (١٧٠ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﻲ :ﺃﺧﺒﺎﺭ ﻣﻜﺔ ﺝ /١ﺹ ، ٤٥٢ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻗﻢ . ٩٩١
٥٩
