Page 56 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 56
ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ) :ﺇﱐ ﻗﺪ ﺟﻌﻠﺖ ﺃﲰﻚ ﳏﻤﺪﹰﺍ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﳏﺎﻟﻚ ﻭﻣﺴﺎﻛﻨﻚ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﻳﺎ ﻗﺪﻭﺱ( )(١٥٥
ﻭﻳﻌﻠﹼﻖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺭﺑﻦ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﻗﺎﺋ ﹰﻼ ) :ﻓﻤﻦ ﱂ ﻳﻘﻨﻊ ﺬﻩ ﻭﱂ ﳜﻀﻊ ﳍﺎ ﻋﺎﻧـﺪ
ﺍﻟﺮﺏ ﺻﺮﺍﺣﹰﺎ ﻭﻗﺪ ﲰﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺮﺗﲔ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﱂ ﺗﺪﻋﻢ ﰲ ﺷﺒﻬﺔ .ﻓﺈﻥ ﻏﺎﻟﻂ ﻣﻐﺎﻟﻂ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻥ
ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﻭﻳﺎ ﻗﺪﻭﺱ ﺇﳕﺎ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺎﻛﻦ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴـﺮﻳﺎﱐ
ﻳﻜﺬﱢﺑﻪ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﳌﺴﺎﻛﻦ ﻟﻘﺎﻝ ﻗﺪﻭﺳﲔ ﻭﳏﻤﺪﻳﻦ ﻭﱂ ﻳﻘﻞ ﻗﺪﻭﺳﹰﺎ ﻭﳏﻤـﺪﹰﺍ ( ).(١٥٦
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﻭﺃﻭﺭﺩ ﻓﻘﺮﺍﺕ ﺻﻐﲑﺓ ﻣﻨﻪ ﻭﻋﹼﻠﻖ
ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻭﲣﺘﻠﻒ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻼﹰ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﳊﺎﱄ ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﻋﻦ ﺗﺮﲨﺔ ﺍﳌﻠـﻚ
ﺟﻴﻤﺲ ﺑﺎﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﳑﺎ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﲨﺔ ﳐﺘﻠﻔـﺔ ﰲ ﺯﻣﻨـﻪ ﺃﻭ ﺃﻥ
ﺃﺣﺒﺎﺭ ﻳﻬﻮﺩ ﻇﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺩﻢ ﰲ ﻛﺘﻤﺎﻥ ﺍﳊﻖ ﻹﺧﻔﺎﺀ ﺍﺳﻢ ﳏﻤﺪ ، ﻭﺍﺳﻢ ﻣﻜـﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻥ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﺮﺍﺣﺔ ،ﻭﺗﻮﺭﺩ ﺻـﻔﺎﺕ ﻣﻜـﺔ
ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻭﺿﺢ ).(١٥٧
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﺍﻟﺴﺘﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺭﺩﻧﺎ ﻧﺼﻪ ﺁﻧﻔﹰﺎ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﲨﻴﻌﻪ ﻋﻦ
ﳏﻤﺪ ﻭﺃﻣﺘﻪ ،ﻭﻣﻜﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﺷﻌﻴﺎ ﻭﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺮﺙ ﺍﷲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ :ﻓﻌﻨـﺪﻣﺎ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺺ ﳐﺎﻃﺒﹰﺎ ﻣﻜﺔ ) :ﻗﻮﻣﻲ ﺍﺳﺘﻨﲑﻱ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻧﻮﺭﻙ ﻭﳎﺪ ﺍﻟﺮﺏ ﺃﺷـﺮﻕ ﻋﻠﻴـﻚ(.
ﻓﻬﺬﻩ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺑﺒﻌﺜﻪ ﳏﻤﺪ ، ﻭﺑﺪﺀ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻏﺎﺭ ﺣﺮﺍﺀ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧـﺖ ﺗﻠـﻚ
ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻹﺧﺮﺍﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﻭﺑﺪﺀ ﻧﺰﻭﻝ ﺁﺧـﺮ
ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺃﻓﻀﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﰎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﺃﻥ
ﺗﺴﲑ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﺘﻨﺎﻝ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ .ﻓﻨﻮﺭ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ، ﻭﳎﺪ ﺍﻟـﺮﺏ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺮﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻫﻮ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻹﳍﻲ ﻋﻠﻴﻪ ) .ﻷﻧﻪ ﻫﺎ ﻫـﻲ ﺍﻟﻈﻠﻤـﺔ ﺗﻐﻄـﻲ ﺍﻷﺭﺽ
) (١٥٥ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺹ. ١٠٦
) (١٥٦ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺹ. ١٠٧-١٠٦
) (١٥٧ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺝ / ٥ﺹ. ٢٥٧-٢٥٥
٥٤
