Page 51 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 51
ﻭﻣﻌﺪﻥ ﺍﻟﻮﺣﻲ ،ﻓﻠﻢ ﺗﺰﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﻭﻻﺩﺓ ( ) . (١٤٢ﻭﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﺒﲏ ﺍﳌﺴﺘﻮﺣﺸـﺔ ﺍﻟـﺬﻳﻦ
ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﲏ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻌﻞ :ﺃﻥ ﺑﲏ ﻫﺎﺟﺮ – ﺍﻟﱵ ﺫﻫﺐ ﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋـﱪ ﺗﻠـﻚ
ﺍﻟﱪﻳﺔ ﺍﳌﻮﺣﺸﺔ ﺇﱃ ﻭﺍﺩ ﻏﲑ ﺫﻱ ﺯﺭﻉ ﻭﺃﺳﻜﻨﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ – ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﺑﲏ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻌﻞ ﺳﺎﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﻋﺎﺷﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎﹰ ﻣﻊ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ .
ﻭﺍﻟﻨﺺ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺗﻮﺳﻊ ﻣﻜﺔ ﻭﻓﺘﻮﺡ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻌﺪ ﺑﻌﺜﺔ ﳏﻤﺪ ، ﺣﻴـﺚ ﻳﻘـﻮﻝ :
)ﺃﻭﺳﻌﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺧﻴﻤﺘﻚ ﻭﻟﺘﺒﺴﻂ ﺷﻘﻖ ﻣﺴﺎﻛﻨﻚ .ﻻ ﲤﺴﻜﻲ ﺃﻃﻴﻠﻲ ﺃﻃﻨﺎﺑﻚ ﻭﺷﺪﺩﻱ ﺃﻭﺗﺎﺩﻙ
.ﻷﻧﻚ ﲤﺘﺪﻳﻦ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ،ﻭﻳﺮﺙ ﻧﺴﻠﻚ ﺃﳑﹰﺎ ﻭﻳﻌﻤﺮ ﻣﺪﻧﹰﺎ ﺧﺮﺑﺔ ( ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ
ﱂ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺔ ﺍﳌﻜﺮﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﺑﻌﺜﺔ ﳏﻤﺪ ، ﺣﻴﺚ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﳝﻴﻨﹰﺎ ﻭﻳﺴـﺎﺭﹰﺍ ،
ﺃﻱ ﺷﺮﻗﺎﹰ ﻭﻏﺮﺑﹰﺎ ،ﻭﺍﻣﺘﺪ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺑﲏ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ،ﻓﻬﻢ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﻭﺭﺛـﻮﺍ ﺃﳑـﺎﹰ
ﻭﻋﻤﺮﻭﺍ ﻣﺪﻧﺎﹰ ﺧﺮﺑﺔ .ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﳏﻤـﺪ ) : ﺇﻥ ﺍﷲ ﺯﻭﻯ ﱄ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻓﺮﺃﻳـﺖ ﻣﺸـﺎﺭﻗﻬﺎ
ﻭﻣﻐﺎﺭﺎ ،ﻭﺇﻥ ﺃﻣﱵ ﺳﻴﺒﻠﻎ ﻣﻠﻜﻬﺎ ﻣﺎ ﺯﻭﻱ ﱄ ﻣﻨﻬﺎ ( ) . (١٤٣ﻓﻤﻦ ﲤﺖ ﻭﺟﺮﺕ ﻋﻠـﻰ ﻳﺪﻳـﻪ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻏﲑ ﺑﲏ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺭﺛﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺑﻌﺜﺔ ﳏﻤـﺪ ، ﻣﺸـﺎﺭﻕ ﺍﻷﺭﺽ
ﻭﻣﻐﺎﺭﺎ ،ﻭﻭﺭﺛﻮﺍ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ،ﻭﺍﻟﻔـﺮﺱ ،ﻭﺍﻟـﺮﻭﻡ ،ﻭﺍﻟﺴـﺮﻳﺎﻥ
ﻭﻏﲑﻫﻢ .ﻭﻫﻞ ﺗﻮﺟﺪ ﺃﻣﺔ ﻋﻤﺮﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﻥ ﻭﺍﳊﻮﺍﺿﺮ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻋ ﻤﺮﻩ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﺑـﺎﻥ ﺇﺯﺩﻫـﺎﺭ
ﺣﻀﺎﺭﻢ ؟ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻦ ﻣﻜﺔ ) :ﳊﻴﻈﺔ ﺗﺮﻛﺘﻚ ﻭﲟﺮﺍﺣﻢ ﻋﻈﻴﻤـﺔ ﺳـﺄﲨﻌﻚ ( .
ﻓﺎﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﳊﻲ ﺍﳋﺰﺍﻋﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺇﱃ ﻣﻜـﺔ ،
ﻭﺣﺮﻑ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻦ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﱵ ﺟﺎﺀ ﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ، (١٤٤)ﺇﱃ ﺃﻥ ﺑﻌﺚ ﳏﻤﺪ ،
) (١٤٢ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺝ/٥ﺹ ، ٢٥٩ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺃﻳﻀﺎﹰ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺭﺑﻦ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﺬﺍ ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ،
ﺹ. ٩٩-٩٨
) (١٤٣ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺝ /١٨ﺹ ، ١٣ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﱳ ﻭﺃﺷﺮﺍﻁ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ .
) (١٤٤ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﱯ ، ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﳊﻲ ﺍﳋﺰﺍﻋﻲ ﳚﺮ ﻗﺼﺒﺔ – ﺃﻣﻌﺎﺀﻩ – ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻣﻦ ﲢﺮﻳـﻒ ﺩﻳﺎﻧـﺔ
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ . ﺍﻧﻈﺮ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺝ ٦ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻗﻢ ٣٥٢١ﻭﺷـﺮﺣﻪ ﺹ ، ٦٣٤-٦٣٣ﺝ ٨ﺭﻗـﻢ ،٦٢٣
ﺹ١٣٣-١٣٢؛ ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺍﻟﻜﻠﱯ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺹ. ٨
٤٩
