Page 47 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 47
ﻭﳜﱪﻭﺍ ﺑﺘﺴﺒﻴﺤﻪ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ .ﺍﻟﺮﺏ ﻛﺎﳉﺒﺎﺭ ﳜﺮﺝ .ﻛﺮﺟﻞ ﺣﺮﻭﺏ ﻳﻨﻬﺾ ﻏﲑﺗﻪ .ﻳﻬﺘـﻒ
ﻭﻳﺼﺮﺥ ﻭﻳﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ .ﻗﺪ ﺻ ﻤ ﺖ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﲡﻠﹼﺪﺕ .ﻛﺎﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﺃﺻﻴﺢ .ﺃﻧﻔﺦ ﻭﺃﳔ ﺮ
ﻣﻌﺎﹰ .ﹸﺃﺧ ﺮﺏ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻭﺍﻵﻛﺎﻡ ﻭﺃﺟﻔﻒ ﻛﻞ ﻋﺸﺒﻬﺎ ﻭﺃﺟﻌﻞ ﺍﻷﺎﺭ ﻳﺒﺴﹰﺎ ﻭﺃﹸﻧﺸﻒ ﺍﻵﺟﺎﻡ ﻭﺃﺳـﻴﺮ
ﺍﻟﻌﻤﻲ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﱂ ﻳﻌﺮﻓﻮﻫﺎ .ﰲ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﱂ ﻳﺪﺭﻭﻫﺎ ﺃﻣﺸﻴﻬﻢ .ﺃﺟﻌﻞ ﺍﻟﻈﻠﻤـﺔ ﺃﻣـﺎﻣﻬﻢ ﻧـﻮﺭﺍﹰ
ﻭﺍﳌﻌﻮﺟﺎﺕ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ .ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺃﻓﻌﻠﻬﺎ ﻭﻻ ﺃﺗﺮﻛﻬﻢ .ﻗﺪ ﺍﺭﺗﺪﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ .ﳜﺰﻱ ﺧﺰﻳـﺎﹰ
ﺍﳌﺘﻜﹼﹸﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺤﻮﺗﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻮﻥ ﻟﻠﻤﺴﺒﻮﻛﺎﺕ ﺃﻧﱳ ﺁﳍﺘﻨﺎ .ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺼﻢ ﺍﲰﻌﻮﺍ .ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤـﻲ
ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻟﺘﺒﺼﺮﻭﺍ .ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻋﻤﻰ ﺇﻻ ﻋﺒﺪﻱ ﻭﺃﺻ ﻢ ﻛﺮﺳﻮﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻠﻪ .ﻣﻦ ﻫـﻮ ﺃﻋﻤـﻰ
ﻛﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺃﻋﻤﻰ ﻛﻌﺒﺪ ﺍﻟﺮﺏ .ﻧﺎﻇﺮ ﻛﺜﲑﺍﹰ ﻭﻻ ﺗﻼﺣﻆ .ﻣﻔﺘﻮﺡ ﺍﻻﺛﻨﲔ ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻊ .ﺍﻟـﺮﺏ
ﻗﺪ ﺳ ﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺑﺮﻩ .ﻳﻌﻈﱢﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻳﻜﺮﻣﻬﺎ . (١٣٠) ( ...
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺎ ﻳﺸﻮﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﻣﻦ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﺑﺴـﺒﺐ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳـﻒ ﻭﺳـﻮﺀ
ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺑﻌﺜﺔ ﳏﻤﺪ ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺘﻪ :ﻫﻮ ﺫﺍ ﻋﺒـﺪﻱ ﺍﻟـﺬﻱ
ﺃﻋﻀﺪﻩ ...ﺇﱃ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺍﳊﻖ ﻟﻸﻣﻢ ،ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﻨـﻪ ﰲ ﻛﺘﺎﺑـﻪ
ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ (١٣١) Lml k j i h g f e d c b a ` Mﻭﻣﻦ ﻫﻮ
ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳ ﹼﻜﻞ ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺴﺮ ﺣﱴ ﻳﻀﻊ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻸﻣﻢ ﻭﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻻ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ ، ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻜﻞ ﻣﻨﺬ ﺃﻣﺮﻩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻘﻮﻟﻪ ~ } | M
¡ ، (١٣٢) Lﻭﱂ ﻳﻨﻜﺴﺮ ﻭﱂ ﻳﻴﺄﺱ ﺃﺑﺪﺍﹰ ﺣﱴ ﻧﺼﺮﻩ ﺍﷲ ﻭﺃﻇﻬﺮ ﺩﻳﻨـﻪ ﻭﻗﺎﻣـﺖ ﺩﻭﻟـﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻡ .ﺑﻞ ﺇﻥ ﳏﻤﺪﺍﹰ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻜﻼﻝ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ ﺣﱴ ﰲ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﱵ ﻣ ﺮﺕ ﺎ ﺩﻋﻮﺗﻪ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﰲ ﻣﻜﺔ ﺇﱃ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺪﻭﺩ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﱂ ﻳﻴﺄﺱ .ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨـﺎﺭﻱ
ﺑﺴﻨﺪﻩ ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ ) ﺃﻥ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺯﻭﺝ ﺍﻟﻨﱯ ، ﺣﺪﺛﺘﻪ ﺃﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻠـﻨﱯ ،
) (١٣٠ﺃﺷﻌﻴﺎ :ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ . ٢١-١
) (١٣١ﺍﻟﺼﻒ . ٩ :
) (١٣٢ﺍﳌﺪﺛﺮ . ٢-١ :
٤٥
