Page 43 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 43
ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﳏﻤﺪ .(١١٦)
اﻟﺮاﺑﻌﺔ :ﺍﳌﺰﻣﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻮﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ، ،ﻭﳑﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﻟـﻪ ) :ﻳـﺪﻳﻦ ﺷـﻌﺒﻚ
ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﻣﺴﺎﻛﻴﻨﻚ ﺑﺎﳊﻖ .ﲢﻤﻞ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﺳﻼﻣﺎﹰ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﻭﺍﻵﻛﺎﻡ ﺑﺎﻟﱪ .ﻳﻘﻀـﻲ ﳌﺴـﺎﻛﲔ
ﺍﻟﺸﻌﺐ .ﳜﹼﻠﺺ ﺑﲏ ﺍﻟﺒﺎﺋﺴﲔ ﻭﻳﺴﺤﻖ ﺍﻟﻈﺎﱂ .ﳜﺸﻮﻧﻚ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻤـﺮ ﺇﱃ
ﺩﻭﺭ ﻓﺪﻭﺭ .ﻳﻨـﺰﻝ ﻣﺜﻞ ﺍﳌﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺰﺍﺯ ﻭﻣﺜﻞ ﺍﻟﻐﻴﻮﺙ ﺍﻟﺬﺍﺭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ .ﻳﺸـﺮﻕ ﰲ
ﺃﻳﺎﻣﻪ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻀﻤﺤﻞ ﺍﻟﻘﻤﺮ .ﻭﳝﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨـﻬﺮ
ﺇﱃ ﺃﻗﺎﺻﻲ ﺍﻷﺭﺽ .ﺃﻣﺎﻣﻪ ﲡﺜﻮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﱪﻳﺔ ﻭﺃﻋﺪﺍﺅﻩ ﻳﻠﺤﺴﻮﻥ ﺍﻟﺘـﺮﺍﺏ .ﻣﻠـﻮﻙ ﺗﺮﺷـﻴﺶ
ﻭﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻳﺮﺳﻠﻮﻥ ﺗﻘﺪﻣﻪ .ﻣﻠﻮﻙ ﺷﺒﺄ ﻭﺳﺒﺄ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻫﺪﻳﺔ ،ﻭﻳﺴﺠﺪ ﻟﻪ ﻛﻞ ﺍﳌﻠـﻮﻙ .ﻛـﻞ
ﺍﻷﻣﻢ ﺗﺘﻌﺒﺪ ﻟﻪ .ﻷﻧﻪ ﻳﻨﺠﻲ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﺍﳌﺴﺘﻐﻴﺚ ﻭﺍﳌﺴﻜﲔ ﺇﺫ ﻻ ﻣﻌﲔ .ﻳﺸﻔﻖ ﻋﻠـﻰ ﺍﳌﺴـﻜﲔ
ﻭﺍﻟﺒﺎﺋﺲ ﻭﳜﻠﹼﺺ ﺃﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ .ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﳋﻄﻒ ﻳﻔﺪﻱ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻳﻜﺮﻡ ﺩﻣﻬﻢ ﰲ ﻋﻴﻨﻴﻪ .
ﻭﻳﻌﻴﺶ ﻭﻳﻌﻄﻴﻪ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﺷﺒﺎ ﻭﻳﺼﱢﻠﻲ ﻷﺟﻠﻪ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ .ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﻠﻪ ﻳﺒﺎﺭﻙ ...ﻳﻜـﻮﻥ ﺍﲰـﻪ ﺇﱃ
ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﳝﺘﺪ ﺍﲰﻪ .ﻭﻳﺘﺒﺎﺭﻛﻮﻥ ﺑﻪ .ﻛﻞ ﹸﺃﻣﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﻄﻮﺑﻮﻧﻪ ( ). (١١٧
ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺭﺑﻦ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﺬﺍ ﺍﳌﺰﻣﻮﺭ ﻭﺃﻭﺭﺩ ﺗﺮﲨﺔ ﺃﻭﺿﺢ ﻣﻦ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﲨـﺔ
ﺑﻜﺜﲑ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻘﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﱪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﻠﹼﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺺ ﻗﺎﺋﻼﹰ ) :ﻓﻬـﺬﻩ ﻧﺒـﻮﺓ
ﺷﺎﻓﻴﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺒﺲ ﻭﻻ ﺇﻇﻼﻡ .ﻓﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﺣﺪﺍﹰ ﻣﻠﻚ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺑﲔ ﺍﻷﺎﺭ
ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﻫﻲ ﺩﺟﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ،ﻭﺳﻴﺤﻮﻥ ﻭﺟﻴﺤﻮﻥ ﻭﺧﺮﺕ ﺍﳌﻠﻮﻙ ﺑﲔ ﻳﺪﻳـﻪ
ﺳﺠﺪﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻛﺐ ﻭﳊﺲ ﺃﻋﺪﺍﺅﻩ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ،ﻭﺃﺗﺘﻪ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺑﲔ ﺇﻻ ﺍﻟﻨﱯ ، ﻭﺃﻣﺘﻪ
ﻭﺇﻻ ﻣﻜﺔ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﻗﺪﻡ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ .ﻭﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﺣﺪﺍﹰ ﻳﺼﻠﻲ ﻭﻳﺒﺎﺭﻙ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻛـﻞ ﻭﻗـﺖ
ﻏﲑ ﳏﻤﺪ .ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻝ ﳏﻤﺪ .ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠـﻰ ﳏﻤـﺪ
ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻝ ﳏﻤﺪ .ﻓﺄﻳﺔ ﺩﻻﻟﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﻧﺒﻮﺓ ﺃﻇﻬﺮ ﻭﺃﻧﻮﺭ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ .ﻭﻟﻘﺪ ﺧﺘﻢ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻴـﻪ
) (١١٦ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﺍﳍﻨﺪﻱ ،ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﳊﻖ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ١٤٠٦ ،ﻫـ ١٩٨٦ /ﻡ ،ﺝ /٢ﺹ.٢١٩-٢١٤
) (١١٧ﻣﺰﺍﻣﲑ :ﺍﳌﺰﻣﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻮﻥ . ١٧-٢
٤١
