Page 44 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 44
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻧﺒﻮﺗﻪ ﺑﺄﻥ ﻗﺎﻝ ﻓﺎﻷﻣﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﻳﺘﱪﻛﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﳛﻤﺪﻭﻧﻪ ﻭﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﳏﻤـﺪﺍﹰ ﻭﻣﻌـﲎ ﳏﻤـﺪ
ﻭﳏﻤﻮﺩ ﻭﺍﺣﺪ( ) . (١١٨ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺑﺘﺮﲨﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﳍﺬﺍ ﺍﳌﺰﻣﻮﺭ ﻭﻋﻠﻖ
ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋ ﹰﻼ ) :ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻣﻨﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ ﻭﺃﻣﺘﻪ ،ﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻴﺢ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺎﺯ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ
ﺍﻟﺮﻭﻣﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ،ﻭﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﺍﻷﺎﺭ ﲜﻴﺤﻮﻥ ﻭﺳﻴﺤﻮﻥ ﺇﱃ ﻣﻨﻘﻄﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﳌﻐﺮﺏ
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ " :ﺯﻭﻳﺖ ﱄ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻣﺸﺎﺭﻗﻬﺎ ﻭﻣﻐﺎﺭﺎ ،ﻭﺳﻴﺒﻠﻎ ﻣﻠﻚ ﺃﻣـﱵ ﻣـﺎ ﺯﻭﻱ ﱄ
ﻣﻨﻬﺎ" .ﻭﻫﻮ ﻳﺼﱠﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﺒﺎﺭﻙ ﰲ ﻛﻞ ﺣﲔ :ﰲ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ :ﰲ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺲ ﻭﻏﲑﻫﺎ ،
ﻳﻘﻮﻝ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻪ :ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻝ ﳏﻤﺪ ،ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﳏﻤـﺪ ﻭﻋﻠـﻰ ﺁﻝ
ﳏﻤﺪ ﻓﻴﺼﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﺒﺎﺭﻙ .(١١٩) ( ...
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺰﻣﻮﺭ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﳏﻤﺪ ﻭﺍﺛﺮ ﻧﺒﻮﺗﻪ ﻭﺩﻋﻮﺗـﻪ ﰲ
ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻣﻌﺎﻧﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺮﻩ ،ﻓﻘﺪ ﺧﻠﹼﺺ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﳌﻀـﻄﻬﺪﺓ ﰲ
ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻓﺎﺭﺱ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﻇﻠﻢ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺍﻟﻔﺮﺱ .ﻓﺴﺤﻘﺖ ﺟﻴﻮﺷﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ
ﺍﳊﻜﺎﻡ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﱐ ﺑﻄﺮﻳﺮﻙ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﰲ
ﺗﺎﺭﳜﻪ ﻣﻌﻠﻘﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺢ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﲣﻠﻴﺺ ﺷﻌﻮﺏ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺍﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍﻟﺮﻭﻡ
ﻓﻘﺎﻝ) :ﺇﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﳌﻨﺘﻘﻢ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ ﺑﻌﺚ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻟﺘﺨﻠﻴﺼﻨﺎ ﻣـﻦ ﺃﻳـﺪﻱ
ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳋﻼﺹ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﻟﻨﺎ( ) . (١٢٠ﻭﺣﲔ ﻳﺼﻒ ﺍﻟﻨﺺ ﺑﻌﺚ ﳏﻤـﺪ ،
ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺜﻞ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﳌﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺰﺍﺯ ﻭﻣﺜﻞ ﺍﻟﻐﻴﻮﺙ ﺍﻟﺬﺍﺭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌـﲏ ﺃﻥ ﺑﻌﺜﺘـﻪ
ﺭﲪﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ :؟ . (١٢١) L d c b a ` Mﰒ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺒﺎﺭﻙ ﺑﻪ
ﻛﻞ ﺃﻣﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻳﻄﻮﺑﻮﻧﻪ ﻏﲑ ﳏﻤﺪ ﺣﲔ ﻳﻬﺮﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﲨﻴﻊ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﳉـﻦ ﻳـﻮﻡ ﺍﻟﺒﻌـﺚ
ﻭﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺬﺭ ﳍﻢ ﺁﺩﻡ ﻭﻧﻮﺡ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻣﻮﺳـﻰ ﻭﻋﻴﺴـﻰ ﻋﻠـﻴﻬﻢ
) (١١٨ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻧﺒﻮﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﳏﻤﺪ ﺹ. ٨٣-٨٢
) (١١٩ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﺝ/٥ﺹ. ٢٤٧-٢٤٦
(120) Michael The Syrian, Chronicle, 4 Vols , Paries , 1910. Vol. II, PP. 412-413.
) (١٢١ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ . ١٠٧ :
٤٢
