Page 48 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 48
ﻫﻞ ﺃﺗﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺃﺣﺪ ؟ ﻗﺎﻝ :ﻟﻘﺪ ﻟﻘﻴﺖ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻚ ﻣﺎ ﻟﻘﻴـﺖ :ﻭﻛـﺎﻥ
ﺃﺷﺪ ﻣﺎ ﻟﻘﻴﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ ﺇﺫ ﻋﺮﺿﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻳﺎﻟﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻛﻼﻝ ،ﻓﻠـﻢ
ﳚﺒﲏ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ .ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻬﻤﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻲ ،ﻓﻠﻢ ﺍﺳﺘﻔﻖ ﺇﻻ ﻭﺃﻧﺎ ﺑﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﻌﺎﻟﺐ ،
ﻓﺮﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻲ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﺑﺴﺤﺎﺑﺔ ﻗﺪ ﺃﺿﻠﺘﲏ ،ﻓﻨﻈﺮﺕ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﱪﻳﻞ ،ﻓﻨﺎﺩﺍﱐ ﻓﻘـﺎﻝ :ﺇﻥ
ﺍﷲ ﻗﺪ ﲰﻊ ﻗﻮﻝ ﻗﻮﻣﻚ ﻟﻚ ،ﻭﻣﺎ ﺭﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻚ ،ﻭﻗﺪ ﺑﻌﺚ ﺍﷲ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻠﻚ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻟﺘﺄﻣﺮﻩ ﲟـﺎ
ﺷﺌﺖ ﻓﻴﻬﻢ ،ﻓﻨﺎﺩﺍﱐ ﻣﻠﻚ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻓﺴﻠﹼﻢ ﻋﻠﻲ ﰒ ﻗﺎﻝ :ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺷﺌﺖ ،ﺇﻥ
ﺷﺌﺖ ﺃﻥ ﹸﺃﻃﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻷﺧﺸﺒﲔ .ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ :، ﺑﻞ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺃﺻﻼﻢ ﻣـﻦ
ﻳﻌﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﻻ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎﹰ ( ) . (١٣٣ﻓﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ،ﻳﻮﺿﺢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﺷﺪ ﻳﻮﻡ
ﻳﻮﻡ ﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﱂ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻷﻣﻞ ،ﻭﱂ ﻳﻴﺄﺱ ﺃﻭ ﻳﻨﻜﺴﺮ ﺑـﻞ ﻇﻠـﺖ
ﺟﺬﻭﺓ ﺍﻷﻣﻞ ﺑﻨﺼﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺘﻘﺪﺓ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﱴ ﻧﺼﺮﻩ ﺍﷲ ﻭﻧﺼﺮ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻭﺻﻠﺖ ﺷـﺮﻳﻌﺘﻪ
ﺇﱃ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺟﺰﺍﺋﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﱵ ﻇﻠﺖ ﺯﻣﻨﺎﹰ ﻃﻮﻳﻼﹰ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ .ﻭﺩﻳﻨﻪ ﻫـﻮ ﺍﻟـﺪﻳﻦ ﺍﳊـﻖ
ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ﻭﺍﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ،ﻭﺳﻴﺒﻘﻰ ﻧﻮﺭﹰﺍ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻭﻡ ﺃﻥ ﺘﺪﻱ ﺑﻪ
ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺮﺙ ﺍﷲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺺ :ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺮﺏ ﻗﺪ ﺩﻋﻮﺗﻚ ﺑﺎﻟﱪ ﻓﺎﻣﺴﻚ ﺑﻴﺪﻙ ﻭﺃﺣﻔﻈـﻚ .ﻓﻬـﺬﺍ ﱂ
ﻳﻨﻄﺒﻖ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻴﺪﻩ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺬ ﻗﺒﻀﺔ ﻣـﻦ ﺗـﺮﺍﺏ
ﻓﺮﻣﻰ ﺎ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ،ﻓﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﺻﺎﺏ ﻋﻴﻨﻪ ﻭﻣﻨﺨﺮﻳﻪ ﻭﻓﻤﻪ ﺗـﺮﺍﺏ ﻣـﻦ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺒﻀﺔ ،ﻓﻮﻟﻮﺍ ﻣﺪﺑﺮﻳﻦ ) . (١٣٤ﻓﺄﻧﺰﻝ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ , + * ) ( ' M :
. (١٣٥) L .-ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻌﻞ ﻳﻮﻡ ﺣﻨﲔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺰﻡ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ،ﻓﱰﻝ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﷲ ﻋﻦ ﺑﻐﻠﺘﻪ ) ﰒ ﻗﺒﺾ ﻗﺒﻀﺔ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﰒ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺑﻪ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻓﻘـﺎﻝ ﺷـﺎﻫﺖ
) (١٣٣ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ )ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ( ﺝ /٦ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻗﻢ . ٣٢٣١
) (١٣٤ﺗﻔﺴﲑ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ،ﺹ. ٥٦٣
) (١٣٥ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ . ١٧ :
٤٦
