Page 40 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 40
ﻭﻣﻦ ﺳﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﻩ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﺏ .
اﻷوﻟ ﻰ :ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﺜﻨﻴﺔ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﳌﻮﺳﻰ)) : ﺃﹸﻗﻴﻢ ﳍﻢ ﻧﺒﻴﹰﺎ ﻣﻦ ﻭﺳﻂ ﺇﺧﻮﻢ ﻣﺜﻠﻚ ﻭﺃﺟﻌﻞ
ﻛﻼﻣﻲ ﰲ ﻓﻤﻪ ﻓﻴﻜﻠﻤﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﹸﺃﻭﺻﻴﻪ ﺑﻪ .ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﻟﻜﻼﻣﻲ ﺍﻟـﺬﻱ
ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻪ ﺑﺎﲰﻲ ﺃﻧﺎ ﺃﻃﺎﻟﺒﻪ ( ) . (١٠٤ﻓﻬﺬﻩ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﲟﺤﻤﺪ ، ﻓﺎﻟﻨﺺ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﻘﻴﻢ ﳍـﻢ
ﻧﺒﻴﺎﹰ ﻭﻣﻦ ﻭﺳﻂ ﺃﺧﻮﻢ ﻣﺜﻠﻚ " ﻭﱂ ﻳﻘﻞ ﻣﻨﻬﻢ ،ﺃﻱ ﻣﻦ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ،ﻭﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﺄﺧﻮﻢ ﺑﲏ
ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ،ﻭﻫﻮ ﳏﻤﺪ ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻪ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﺷﺮﻳﻌﺔ .ﻭﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﻋﱪ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﳌﻮﺳﻰ ﺃﻧﻪ
ﱂ ﻳﺄﺕ ﻧﱯ ﲟﺜﻞ ﻣﺎ ﺃﺗﻰ ﺑﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﺇﻻ ﳏﻤﺪﹰﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﺑﻌﺪﻣﺎ
ﻧﻜﺺ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﻦ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻋﻄﹼﻠﻮﻫﺎ ﻭﺣﺮﻓﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ .ﻭﻗﻮﻟﻪ " :ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻛﻼﻣﻲ ﰲ ﻓﻤﻪ" ،
ﺃﻱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻮﺣﻴﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺇﱃ ﻧﺒﻴﻪ ﳏﻤﺪ ، ﰒ ﻳﺘﻠﻮﻩ ﺑﻔﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻗـﺎﻝ ﺗﻌـﺎﱃ :
.(١٠٥) L43 2 1 0 / . - , +Mﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ¸M :
É È Ç Æ ÅÄ Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸M
. (١٠٦)LÊﻓﺎﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻳﺴﺮ ﻛﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﳏﻤﺪ ، ﻟﻴﺘﻠﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨـﺎﺱ
ﻭﻳﻨﺬﺭﻫﻢ ﺑﻪ ،ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺑﺄﻥ ﳚﲑ ﺍﳌﺸﺮﻙ ﺣﱴ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ،ﻭﻣﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻙ ﻟﻦ ﻳﺴـﻤﻊ
ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﲨﻴﻌﺎﹰ .ﻓﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ
ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ،ﻭﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻷﺣﺪ ﺇﱃ ﲢﺮﻳﻔـﻪ ﻷﻥ
ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺗﻜ ﹼﻔﻞ ﲝﻔﻈﻪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ، (١٠٧) L m l k j i h gM :ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ
ﺍﷲ ﱂ ﻳﻘﻢ ﻟﺒﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻧﺒﻴﺎﹰ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺳﻰ ،ﻓﻜﻞ ﺃﻧﺒﻴﺎﺅﻫﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻗﻞ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻣﻨﻪ ،ﻭﳑﺎ ﻳﺪﻝ
ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﲔ ﻣﻦ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﺜﻨﻴﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻨﻔﻲ ﻣﻄﻠﻘﹰﺎ
) (١٠٤ﺗﺜﻨﻴﺔ :ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ٢٠-١٩ :ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺭﺑﻦ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﺬﻩ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﻭﻋﻠﹼﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺍﻧﻈـﺮ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﺹ. ٨٠-٧٩
) (١٠٥ﻣﺮﱘ . ٩٧ :
) (١٠٦ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ . ٦ :
) (١٠٧ﺍﳊﺠﺮ . ٩ :
٣٨
