Page 68 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 68
¡°¯®¬«ª©¨§¦¥ ¤£¢
ÄÃÂÁÀ¿¾½¼»º¹¸ ¶µ´³²±
،(١٨٤) L Ê É È Ç Æ Åﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﺸﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ،ﺇﳕﺎ ﻫﻮ
ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀ ﺻﺎﺭﺥ ﻋﻠﻰ ﺟﻼﻝ ﺍﷲ ﻭﻋﻈﻤﺘﻪ ،ﻭﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﺧﻄﲑ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺘﻪ ﻭﺟﱪﻭﺗﻪ ،ﻓﺰﻋـﺖ
ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﳉﺒﺎﻝ ،ﻭﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺘﺸﻘﻖ ﻭﺗﻨﻬﺪﻡ ﻭﺗﺰﻭﻝ ﻣﻦ ﻫﻮﻟﻪ ﻟﻌﻈﻤﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ .
ﻭﻳﺒﻠﻎ ﺍﳌﺪﻯ ﺑﻴﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺣﺪﹰﺍ ﺑﻌﻴﺪﺍﹰ ﰲ ﺳﺐ ﺍﷲ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ – ﻃﺒﻘﹰﺎ ﻷﺳﺎﺱ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ
ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ – ﺣﲔ ﻳﺰﻋﻢ ﺯﻭﺭﺍﹰ ﻭﺘﺎﻧﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﳌﺘﻌﺎﻝ – ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﳌﺴﻴﺢ – ﻗﺪ ﻧﺰﻝ ﻋـﻦ
ﻛﺮﺳﻲ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺟﻼ ﻭﻋﻼ – ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺍﳌﻄﻠـﻖ ﰲ
ﺃﲰﺎﺋﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ – ﻛﺎﻥ ﻧﺎﻗﺼﹰﺎ ﻭﱂ ﻳﺒﻖ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﳌﺘﺼﻔﺔ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﻟﻌﺠـﺰ ،ﻭﻫـﻮ
ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﺳﺮﻉ ﻣﻦ ﳌﺢ ﺍﻟﺒﺼﺮ .ﻓﺠﺎﺀ ﻟﻴﺪﺧﻞ ﰲ ﺃﺣﺸﺎﺀ ﻣﺮﱘ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻭﻳﺴﺘﻘﺮ
ﰲ ﺑﺎﻃﻨﻬﺎ ﻟﻴﻌﻴﺶ ﺑﲔ ﺩﻣﻬﺎ ﻭﺭﻭﺛﻬﺎ ﻭﺑﻮﳍﺎ ،ﰒ ﻳﻮﻟﺪ ﻃﻔ ﹰﻼ ﺻﻐﲑﹰﺍ ﻳﺮﺿﻊ ﻣﻦ ﺃﻣﻪ ﻭﲢﻤﻠﻪ ﺑـﲔ ﻳـﺪﻳﻬﺎ،
ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻭﻳﺒﻮﻝ ﻭﻳﺘﻐﻮﻁ ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ ﺣﱴ ﻳﻜﱪ ،ﰒ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﺃﻋﺪﺍﺅﻩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﻳﺴﺘﻬﺰﺋﻮﻥ ﺑـﻪ ﻭﻳﺒﺼـﻘﻮﻥ ﰲ
ﻭﺟﻬﻪ ،ﻭﻳﻀﻌﻮﻥ ﺍﻟﺸﻮﻙ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻳﺼﻠﺒﻮﻧﻪ ،ﰒ ﻳﻘﺴﻤﻮﻥ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻭﻳﺘﺮﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﺭﻳـﹰﺎ ﻋﻠـﻰ ﺧﺸـﺒﺔ
ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ،ﺣﱴ ﺃﺧﺬ ﺟﺜﻤﺎﻧﻪ ﻭﺩﻓﻦ ).(١٨٥
ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﳊﺴﲎ ﺍﻟﺼﺒﻮﺭ ،ﺍﳊﻠﻴﻢ .ﻓﻬﻮ ﺫﻭ ﺍﻟﺼﱪ ﺍﳌﻄﻠﻖ ،ﻭﺍﳊﻠﻢ ﺍﻟﻜﺎﻣـﻞ ،ﻭﻟـﻮﻻ
ﺫﻟﻚ ﻟﻌﺠﻞ ﺍﷲ ﻟﻠﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺟﺰﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺐ ﺍﻟﺸﻨﻴﻊ .ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺘﻢ ﺍﻟﺒﺸﻊ
ﻟﻮ ﻗﺎﻟﻪ ﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ – ﺍﳌﺴﻴﺦ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ – ﺃﺣﺪ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻷﺭﺑﺪ ﻭﺃﺯﺑﺪ ﻭﺑﻄﺶ ﺑﺘﺎﺑﻌﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻟﻪ ،ﻭﻧـﺰﻩ
ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ .ﺑﻞ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳒﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻣﻦ ﻳﻨـﺰ ﻫﻮﻥ ﻣﻌﺒﻮﺩﺍﻢ ﺍﳌﻨﺤﻮﺗﺔ ﻋـﻦ ﺃﻥ
ﺗﺘﺼﻒ ﺬﻩ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺠﺰ .
) (١٨٤ﻣﺮﱘ . ٩٣-٨٨ :
) (١٨٥ﺍﻧﻈﺮ :ﺃﳒﻴﻞ ﻣﱴ ،ﺍﻷﺻﺤﺎﺡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ٦١-١ :؛ ﺇﳒﻴﻞ ﻣﺮﻗﺲ ،ﺍﻹﺻﺤﺎﺡ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸـﺮ٤٥-١٦:؛
ﺇﳒﻴﻞ ﻟﻮﻗﺎ ،ﺍﻷﺻﺤﺎﺡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ٥٦-١٢ :؛ ﺇﳒﻴﻞ ﻳﻮﺣﻨﺎ ،ﺍﻷﺻﺤﺎﺡ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ .٤٢-١ :
٦٦
