Page 73 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام

‫ﺃﺟﻌﻠﻪ ﺃﻣﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ ‪ ) :‬ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻣﺔ ﻛﺎﻓﺮﺓ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻋﻈﻴﻤﺔ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺑﹰﺎ ﻷﻣﺔ ﻛـﺎﻓﺮﺓ‪،‬‬
‫ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺆﻣﻨﲔ ‪ ...‬ﺃﻣﺔ ﺃﺛﲎ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺷﺮﻓﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻋﻈﻤـﻪ ﺍﷲ‬
‫ﺟﺪﹰﺍ ﲟﺎ ﺟﻌﻞ ﰲ ﺫﺭﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ( )‪ .(٢٠١‬ﻛﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺭ‪‬ﺑﻦ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﺷﺮﺣﻪ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﻬـﺪ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﺤﻪ ﺍﷲ ﻹﲰﺎﻋﻴﻞ – ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ – ﻓﻘﺎﻝ ‪) :‬ﺇﻧﻪ ﻟﻮ ﱂ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻨﱯ ‪ ‬ﻟﺒﻄﻠﺖ‬
‫ﻧﺒﻮﺍﺕ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﰲ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ‪ ، ‬ﻭﰲ ﺍﻟﻨﱯ ‪ ‬ﺧﺎﰎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻷﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻻ ﳜﻠﻒ‬
‫ﻭﻋﺪﻩ ﻭﻻ ﻳﻜﺬﺏ ﺧﱪﻩ ﻭﻻ ﳜﻴﺐ ﺭﺍﺟﻴﻪ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑ ‪‬ﺸﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ‪ ‬ﻭﻫـﺎﺟﺮ ﺑﺒﺸـﺎﺭﺍﺕ ﺑﻴ‪‬ﻨـﺎﺕ‬

‫ﺳﺎﺭ‪‬ﺍﺕ ﱂ ﻧﺮﻫﺎ ﲤﺖ ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺇﻻ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﺍﻟﻨﱯ ‪.(٢٠٢) ( ... ‬‬
‫ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﻨﻮ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻭﺛﻨﻴﲔ ﻛﻤﺎ ﺷﺮﺡ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻓﺼـﻠﻪ ‪ ،‬ﰒ‬
‫ﲢﻮﻟﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﻫﺮﺍﻃﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﳏﻤﺪ ‪ - ‬ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺰﻋﻢ ﰲ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻧﻔﺴﻪ – ﻓﺄﻳﻦ ﺫﻫـﺐ‬
‫ﻋﻬﺪ ﺍﷲ ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻫﺎﺟﺮ – ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ – ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﺒﺎﺭﻙ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻭﻳﺜ ‪‬ﻤﺮﻩ ﻭﳚﻌﻠـﻪ‬

‫ﺃﻣﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ؟؟؟؟؟‬
‫ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻣﻜﺮﺭﺍﹰ ﻫﺬﺭﻩ ﻭﻋﺪﻭﺍﻧﻪ ﺍﳌﻘﻴﺖ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻟﻘﺮﺍﺋﻪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ‪ ،‬ﻓﻴـﺰﻋﻢ‬
‫ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﻪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ‪ ،‬ﻓﻴﺴﺄﳍﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﹸﻧﺰﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ ‪ . ‬ﰒ ﳜﺘـﺮﻉ‬
‫ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺑﻜﻞ ﺳﺨﻒ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻴﺰﻋﻢ ﺃ‪‬ﻢ ﳚﻴﺒﻮﻥ )ﺃﻧﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺋﻤﺎﹰ ﹸﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ( ‪ .‬ﻭﺑﻨﺎ ًﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻔﺘﺮﺿﻬﺎ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺳﻠﻔﺎﹰ ﻳﻌﻠﻖ ﺳﺎﺧﺮﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﱯ‬
‫‪ ، ‬ﻗﺎﺋﻼﹰ ) ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻧﺎﺋﻢ ﺗﺴﻠﹼﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﱂ ﳝﻠﻚ ﺇﺣﺴﺎﺳﹰﺎ ‪‬ﺬﻩ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ‪ ،‬ﻫـﻮ‬
‫ﻳﺼﲑ ﻟﺰﺍﻣﺎﹰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻓﺔ ﳚﻌﻠﻮﻧﻪ ﻣﺜﻼﹰ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﻪ ( ‪ .‬ﻭﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻫـﻮ ﺍﻟـﺬﻱ‬
‫ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺜﻼﹰ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﻴﻖ ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺴـﻠﻢ ﻭﺍﺣـﺪ ‪،‬‬
‫ﳚﻴﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﹸﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ ‪ ، ‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺋﻤﺎﹰ ﻓﺎﻗﺪﺍﹰ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﻨـﺰﻭﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‪ .‬ﻓﺎﳌﺴـﻠﻤﻮﻥ‬
‫ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﺑﻨﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﱰﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ ‪ ‬ﻭﻫـﻮ ﰲ‬

‫)‪ (٢٠١‬ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺝ‪ / ٥‬ﺹ‪. ٢٢٠-٢١٩‬‬
‫)‪ (٢٠٢‬ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ‪ ،‬ﺹ‪. ٧٢‬‬

‫‪٧١‬‬