Page 84 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 84
ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﺣﱴ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﺟﺮﳚﻮﺭﻱ ﺍﻟﺜﺎﻟـﺚ ) ١٢٣-١١٣ﻫــ٧٤١-٧٣١ /ﻡ(
ﺃﺻﺪﺭ ﰲ ﺳﻨﺔ )١١٣ﻫـ٧٣١ /ﻡ( ﻗﺮﺍﺭ ﺍﳊﺮﻣﺎﻥ ﺿﺪ ﺍﻹﻣﱪﺍﻃﻮﺭ ﻟﻴﻮ ﺍﻷﻳﺴـﻮﺭﻱ .ﻓــﺮﺩ ﻫـﺬﺍ
ﺍﻷﺧـﲑ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﲝﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺄﻥ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﺒﺎﺑﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﳑﺘﻠﻜﺎﺎ ﻭﺣﻘﻮﻗﻬـﺎ ﰲ ﺻـﻘﻠﻴﺔ
ﻭﺟﻨﻮﺏ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ،ﻭﻓﺼﻞ ﺃﺳﻘﻔﻴﺎﺎ ﻋﻦ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﲏ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻭﺟﻌﻠـﻬﺎ ﲢـﺖ ﺳــﻠﻄﺎﻥ
ﺑﻄﺮﻳﺮﻙ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ) .(٢٢٨ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺷﺪ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﲔ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻟﻴﻮ ﺍﻷﻳﺴـﻮﺭﻱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴـﺔ ﻫـﻮ ﻳﻮﺣﻨـﺎ
ﺍﻟﺪﻣﺸـﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻒ ﺛﻼﺙ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻳﱪﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﺯﺍﻋﻤﹰﺎ ،ﺃﻥ ﺍﳌﻌﺒﻮﺩ ﻟﻴﺲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻞ ﺍﳌﻌﺒﻮﺩ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻤﺜﻠﻪ ﻭﺗﺮﻣﺰ ﺇﻟﻴﻪ .ﻭﻗـﺪ
ﺍﻋﺘﱪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻗﺪﻳﺴﺎﹰ ﺑﺴﺒﺐ ﺩﻓﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻮﺍ ﺭﺳﺎﺋﻠﻪ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﰲ
ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﻢ ﻟﻠﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻋﺘﱪﻭﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﻈـﻢ ﻣﺼـﻨﻔﺎﺗﻪ ﺇﻗﻨﺎﻋـﹰﺎ
ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭﹰﺍ) .(٢٢٩ﻭﺍﳊﻖ ﺃﻧﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﺃﺳﺎﺱ ﺩﻓﺎﻉ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﻌﺒـﻮﺩ ﻟـﻴﺲ
ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻞ ﺍﳌﻌﺒﻮﺩ ﻣﺎ ﲤﺜﻠﻪ ﻭﺗﺮﻣﺰ ﺇﻟﻴﻪ .ﻓﺈﻧﻨﺎ ﳒﺪ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻷﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﳌﺴﻴﺢ
ﻭﻣﺮﱘ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ – ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﻣﺰ ﳍﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭ – ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻜﻔـﺮ ﻭﻻ ﺷـﻲﺀ ﻏـﲑﻩ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻭﻗﻮﻣﻪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺛﻨﻴﻮﻥ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ ﺣﱴ ﲟﻘﺎﻳﻴﺲ ﻛﺘـﺎﻢ ﺍﳌﻘـﺪﺱ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻪ .
اﻟﻮﻗﻔﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ :ﺣﺎﻭﻝ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺗﺸﺒﻴﻪ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻟﻠﺼـﻠﻴﺐ ﺑﺘﻘﺒﻴـﻞ ﺍﳌﺴـﻠﻤﲔ
ﻟﻠﺤﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺯﺍﻋﻤﺎﹰ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻟﻠﺤﺠﺮ ﻧﻔﺴﻪ .ﻭﻗﺒﻞ ﺗﻔﻨﻴﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻧﺸـﲑ ﺇﱃ ﺃﻥ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻋﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺃﺣﺪﺙ ﺻﺪﻯ ﻛﺒﲑﹰﺍ ﻟﺪﻯ ﻛﹸﺘﺎﺏ ﺑﻴﺰﻧﻄﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺣﻴﺚ ﺃـﻢ
ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﺎﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﻭﺍﺑﺘﻜﺮﻭﺍ ﻗﺼﺼﺎﹰ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﻻﻢ ﺍﳉﺎﳏﺔ ﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻬﻤـﺔ ﻛﻤـﺎ
ﺳﻨﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ). (٢٣٠
(229) Vasiliev: op.cit, pp. 251-259 . ) (٢٢٨ﺳﻌﻴﺪ ﻋﺎﺷﻮﺭ :ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺝ /١ﺹ. ١١٨-١١٧
) (٢٣٠ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ .
٨٢
