Page 86 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام
P. 86
ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺫﻫﺐ )ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻳﻄﻠﺐ ﺣﺠﺮﹰﺍ ،ﻓﻨـﺰﻝ ﺟﱪﻳﻞ ﺑﺎﳊﺠﺮ ﺍﻷﺳـﻮﺩ ...ﻓﻠﻤـﺎ ﺟـﺎﺀ
ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻓﺮﺃﻯ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻫﺬﺍ ،ﻣﻦ ﺟﺎﺀﻙ ﺑﻪ ؟ ﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ :ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻠﲏ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺇﱃ
ﺣﺠﺮﻙ( ) .(٢٣٥ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌـﺎﺹ ﻣﺮﻓﻮﻋـﹰﺎ )ﺇﻥ
ﺍﳊﺠﺮ ﻭﺍﳌﻘﺎﻡ ﻳﺎﻗﻮﺗﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﻳﺎﻗﻮﺕ ﺍﳉﻨـﺔ ﻃﻤﺲ ﺍﷲ ﻧﻮﺭﳘﺎ ﻭﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ ﻷﺿﺎﺀﺍ ﻣـﺎ ﺑـﲔ ﺍﳌﺸـﺮﻕ
ﻭﺍﳌﻐﺮﺏ ( ) .(٢٣٦ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎﹰ ) ﻧﺰﻝ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﻫﻮ ﺃﺷﺪ ﺑﻴﺎﺿـﹰﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﻠﱭ ﻓﺴﻮﺩﺗﻪ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﺑﲏ ﺁﺩﻡ ( ) . (٢٣٧ﻭﺬﺍ ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﻗﻮﻝ ﻋﻤﺮ ﰲ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺠﺮ ﻻ
ﻳﻀﺮ ﻭﻻ ﻳﻨﻔﻊ ،ﺣﱴ ﻻ ﻳﻈـﻦ ﺍ ﹸﳉ ﻬﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻼﻡ ﺍﳊﺠـﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﺗﻘﺒﻴﻠﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻷﺣﺠﺎﺭ
ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﰲ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻓﺄﺭﺍﺩ ﻋﻤﺮ ﺃﻥ ﻳﻌﹼﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻼﻣﻪ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻟﻔﻌﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ
ﻻ ﻷﻥ ﺍﳊﺠﺮ ﻳﻨﻔﻊ ﻭﻳﻀﺮ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﰲ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﰲ ﻗﻮﻝ ﻋﻤـﺮ ﻫـﺬﺍ
ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻟﻠﺸﺎﺭﻉ ﰲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻻﺗﺒﺎﻉ ﻓﻴﻤﺎ ﱂ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ).(٢٣٨
اﻟﻮﻗﻔ ﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ :ﺇﻥ ﺯﻋﻢ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﳚﻴﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﻋﺒﺎﺩﻢ ﻟﻠﺤﺠﺮ ﺑﺘﻘﺒﻴﻠﻪ
ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺟﺎﻣﻊ ﻫﺎﺟﺮ ﻋﻠﻴﻪ .ﺯﻋﻢ ﻣﻠﻔﻖ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ .ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺬﺍ
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻓﺘﺮﺍﻩ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ .ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﳌﻠﻔﻖ ﻗﻮﻣﻪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ
ﺣﱴ ﺗﺼﺒﺢ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﻢ ﺍﳌﺰﻋﻮﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﺒﻮﻻﹰ ﰲ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺧﺼﻮﻣﻬﻢ
ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﳊﺠﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻟﻠﺠﻨﺲ ﻣﻊ ﻫﺎﺟﺮ ﻋﻠﻴﻪ – ﺣﺴﺐ ﺯﻋﻤﻪ – ﻏﲑ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻳﺔ
ﺍﻟﱵ ﺍﺑﺘﺪﻋﻬﺎ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻛﺎﻥ ﳍﺎ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻭﺻﺪﺍﻫﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻐـﺮﰊ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻹﺳـﻼﻡ
ﻭﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﱵ ﺟﻌﻠﺖ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻐـﺮﺏ ﻳﺘـﻬﻤﻮﻥ ﺍﳌﺴـﻠﻤﲔ ﺯﻭﺭﺍﹰ
) (٢٣٥ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺝ ٦ﻛﺘﺎﺏ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺹ . ٤٦٨
) (٢٣٦ﺍﳌﺼﺪﺭ ﻧﻔﺴﻪ ﺝ ٣ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳊﺞ ﺹ ، ٥٤٠ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ " ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ"
ﺣﺒﺎﻥ" ﺍﻧﻈﺮ ﺃﻳﻀﺎﹰ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺝ / ٣ﺹ ، ٢٢٦ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻗـﻢ ١٦٣٣
ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻷﻟﺒﺎﱐ ،ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱐ .
) (٢٣٧ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ،ﺝ ٣ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳊﺞ ﺹ ، ٥٤٠ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ " ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺻﺤﺤﻪ " .
) (٢٣٨ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ،ﺝ ٣ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳊﺞ ﺹ. ٥٤١
٨٤
