Page 99 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام

‫ﻓﺄﺳﻘﻮﻩ ﺣﱴ ﺍﻟﺜﻤﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﻮﺍﺽ ﺍﻟﻘﺬﺭﺓ ﺍﻷﺳﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻸﻫﺎ ﺃﺳﻼﻓﻬﻢ ﻃـﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺼـﻮﺭ‬
‫ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ‪ .‬ﰒ ﺗﻘﻴﺄ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺷﺮﺑﻪ ﻭﺍﺭﺗﻮﻯ ﺑﻪ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺴﺎﻓﻞ " ﺁﻳﺎﺕ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺔ " ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌـﺪﻭ‬
‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﻨﻮﺍﻧﻪ ﻭﳏﺘﻮﺍﻩ ﺳﺮﻗﺔ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﺟﺘﺮﺍﺭ ﺳﺨﻴﻒ ‪ ،‬ﻭﺗﻜﺮﺍﺭ ﺑﺎﺋﺲ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻨﺘﻨـﺔ‬
‫ﻭﺍﻷﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺬﺭﺓ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻜﺘ‪‬ﺎﺏ ﺍﳊﺎﻗﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻬﺮﻭﺍ ﰲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ)‪. (٢٦٤‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﺎ ﺣﻈﻲ ﺑﻪ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺭﺷﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﻜﺎﻣﻪ ﻣﺜـﻞ‬
‫ﺭﺋﻴﺴﺔ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﺎﺭﺟﺮﻳﺖ ﺗﺎﺗﺸﺮ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ‪ ،‬ﻭﺗﻜﺮﳝﻪ ﺃﺧـﲑﹰﺍ ﰲ‬
‫ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺑﺰﻋﻢ ﺇﺛﺮﺍﺋﻪ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻭﺗﻘﻠﻴﺪﻩ ﻭﺳﺎﻡ ﻓﺎﺭﺱ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻠﻜﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴـﺎ ﰲ ‪/٦/٢‬‬
‫‪١٤٢٨‬ﻫـ‪٢٠٠٧/٦/١٧ /‬ﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﻋﺠﺐ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﲰﻌﻮﺍ ‪‬ﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﺮﱘ ﻭﺗﻘﻠﻴـﺪﻩ ﻟﻘـﺐ‬
‫ﻓﺎﺭﺱ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺍ ﺍﳌﻐﺰﻯ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﱐ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﲏ ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ‬
‫ﺗﺒﺠﻴﻞ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﻛﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻡ ‪‬ﺎ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﳌﻜﺮ‪‬ﻡ ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺭﺷﺪﻱ ﺳﻴﻤﺎ ﺁﻳﺎﺗﻪ‬
‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﺘﱪ ﰲ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﱐ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ‪ ،‬ﻭﻷﻧـﻪ ﻋ‪‬ﺒـﺮ‬
‫ﺑﺼﺪﻕ ‪ ،‬ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻣﻜﺸﻮﻑ ﻋﻤﺎ ﻳﻜﺘﻨـﺰﻩ ﺗﺮﺍﺛﻬﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﻣﻘﻴﺘﺔ ﲡـﺎﻩ ﺍﻹﺳـﻼﻡ‬
‫ﻭﻧﺒﻴﻪ ‪ . ‬ﻭﻷﻧﻪ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻋ‪‬ﺒﺮ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻋﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍ‪‬ﻢ ﺍﳌﻜﻨﻮﻧـﺔ ﰲ ﺻـﺪﻭﺭﻫﻢ ﲡـﺎﻩ ﺍﻹﺳـﻼﻡ‬
‫ﻭﺍﳌﺴﻠﻤﲔ‪ .‬ﻭﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺭﺍﺳﺨﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺍﻟﺼـﺪﻭﺭ ﻭﻻ ﳝـﻨﻌﻬﻢ ﻣـﻦ‬

‫ﺇﻋﻼ‪‬ﺎ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ‪‬ﺎ ﺇﻻ ﻏﺮﺽ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﳊﻬﻢ ﻭﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍ‪‬ﻢ ﰲ ﺑﻼﺩ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ )‪.(٢٦٥‬‬
‫ﺳ ﺎﺑﻌﺎً ‪ :‬ﱂ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺃﺛﺮ ﺍﻹﻓﻚ ﻭﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻗﺘﺮﻓﻪ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﲝﻖ ﺍﻟﻨﱯ ‪ ‬ﻋﻠﻰ ﻛﺘ‪‬ﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﺏ‪،‬‬
‫ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺛﺮﻩ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺆﺭﺧﲔ ﻭﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺧﺼﻮﺻﹰﺎ ﺯﻋﻤﻪ ﺍﻟﺒﺎﻃـﻞ ﺃﻥ‬
‫ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﲨﻴﻠﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ‪ ‬ﻭﻗﻊ ﰲ ﺣﺒﻬﺎ ﻭﺃﻣﺮ ﺯﻳـﺪ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻘﻬـﺎ ﻛـﻲ‬
‫ﻳﺘﺰﻭﺟﻬﺎ‪ .‬ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺭﻭﺝ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻳﺔ ﺑﲔ ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﻭﻣﺮﻳﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ‬

‫)‪ (٢٦٤‬ﺳﺘﺮﺩ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ‪.‬‬
‫)‪ (٢٦٥‬ﺍﻧﻈﺮ ﺍﳌﻠﺤﻖ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﺘﺮﻯ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻋﺒ‪‬ﺮﻭﺍ ﺑﺼـﺮﺍﺣﺔ ﻋـﻦ ﺗﻠـﻚ‬

‫ﺍﳌﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﳊﺎﻗﺪﺓ ﲡﺎﻩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ‪.‬‬

‫‪٩٧‬‬