Page 94 - كتاب يوحنا الدمشقي رائد العدوان الفكري على الإسلام

‫ﻳﻨﻈﺮ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﻭﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﶈﺮﻓﺔ ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻨـﻬﺞ ﻭﺿـﻌﻪ‬
‫ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻭﺳﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪﻩ ﻛﺘ‪‬ﺎﺏ ﺑﻴﺰﻧﻄﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﰲ ﻧﻈﺮ‪‬ﻢ ﻟﻺﺳﻼﻡ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿ ًﺎ ‪ :‬ﻳﻌﻮﺩ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻓﻴﻜﺮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ‪ ‬ﲨﻊ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﺗﺎﻓﻬﺔ‪ .‬ﻭﻗـﺪ ﺃﺛﺒـﺖ‬
‫ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺗﻠﺖ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟـﱵ‬
‫ﻳﺪﻳﻦ ‪‬ﺎ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﻓﻬﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ‪‬ﺗﻘﺎﺭﻥ ﺑﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﱵ ﺃﻧﺰﳍﺎ‬
‫ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻪ ﳏﻤﺪ ‪ ، ‬ﺣﻴﺚ ﺣﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﳏﻞ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺸـﺮﺍﺋﻊ‬
‫ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﰲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻭﻛﻞ ﴰﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧـﺖ‬
‫ﲨﻴﻌﻬﺎ ﺗﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺷﺮﺍﺋﻌﻪ ﺗﺎﻓﻬﺔ ﻣﺜﻠﻤـﺎ‬
‫ﻳﺰﻋﻢ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﳌﺎ ﺣﺪﺙ ﺃﻥ ﺃﻧﺪﺣﺮﺕ ﻭﺗﻀﺎﺀﻟﺖ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺸـﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﻨﺼـﺮﺍﻧﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻮﺩ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻋﺘﻨﺎﻕ ﺳﻜﺎ‪‬ﺎ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ‪ ،‬ﻭﳊـﺪﺙ‬
‫ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻭﺷﺮﺍﺋﻌﻪ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻠﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻳﻦ ‪‬ﺎ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺸـﻌﻮﺏ‬
‫ﺍﳉﺮﻣﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻏﺰﺕ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺸﻤﺎﱄ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻨﺼـﺮﺍﱐ )ﺃﻱ ﺃﻭﺭﻭﺑـﺎ ( ﻗﺒـﻞ ﻇﻬـﻮﺭ‬
‫ﺍﻹﺳﻼﻡ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺍﻋﺘﻨﻘﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﳉﺮﻣﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﶈﺮﻓﺔ ﻷ‪‬ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗـﺪﻳﻦ ﺑﻌﻘﺎﺋـﺪ‬
‫ﻭﺛﻨﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻔﺎﻫﺔ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺿﻼ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﶈﺮﻓﺔ ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳊـﻖ ﺍﻟـﺬﻱ‬
‫ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﲨﺎﻫﲑ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻋﻦ ﺍﻗﺘﻨﺎﻉ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﺇﺭﺍﺩﺓ ﺣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺃﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﲰﻮ‬
‫ﻭﻋﻈﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﻋﻘﺎﺋﺪﻩ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﰲ ﺷﺮﺍﺋﻌﻪ ﻭﺍﺗﻔﺎﻗﻬﺎ ﻣـﻊ ﺍﻟﻔﻄـﺮﺓ ﺍﻟﺴـﻠﻴﻤﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﲑ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ‪ ‬ﺣﺪ‪‬ﺩ ﻟﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻘﺪﻣﺎﹰ ﻋﻨﻮﺍﻧﹰﺎ ‪ .‬ﻓﻬﻮ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺃﲰـﺎﺀ‬

‫ﺳﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ‪ ،‬ﻭﺍﳌﺎﺋﺪﺓ ﻭﳓﻮﻫﺎ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜًﺎ ‪ :‬ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺃﻥ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﳉﻤﻴﻊ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹﺳـﻼﻡ ﺍﻟـﺬﻳﻦ‬
‫ﻫﺎﲨﻮﻩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻓﻬﻮ ﺃﻭﻝ ﻣـﻦ ﺃﺛـﺎﺭ ﻫـﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳍﺠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﻫﻨﺎ ﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴـﺄﻟﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﻘﺪ ﺃﻭﺳﻌﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺟﻮﺍﻧﺒﻬﺎ ﻭﻓﻨـﺪﻭﺍ ﻛـﻞ ﺩﻋـﺎﻭﻯ‬

‫‪٩٢‬‬